كلمة عماد الدين عمر الحسن المدربين الأجانب .. لم ينجح أحد … قدمت الاستاذه ميرفت حسين في الاسبوع الماضي حلقة جميلة من برنامجها الناجح البحث عن هدف استضافت فيها الكابتن خالد احمد المصطفي والمدرب صلاح احمد صالح ، وقد كان الحديث يدور حول المدربين الاجانب وتجارب القمة في التعاقد معهم خلال السنوات السابقة . وقد تحدث الضيفان بكل وضوح عن العديد من النقاط المهمة حول الملف المذكور وسنحاول المرور علي بعض النقاط مما وردت بالحوار ونضيف عليها اخري بغرض الفائدة للجميع . الواقع يقول أن القمة السودانية عرفت التعاقد مع المدربين الأجانب منذ الستينيات تقريبا ، ومن أشهر الاسماء التي عملت بالسودان استاروستا ، وسيزر ، وجون ماننغ ، مرورا بعهد نوغيرا وهورست ، انتهاءا بغارزيتو والكوكي ، ولكن علي الرغم من كل تلك الاسماء الكبيرة في عالم كرة القدم من المدربين – إلا أن محصلة التجربه تعتبر ضعيفة للغاية ، فباستثناء المدرب الالماني أدولف رودر والذي حقق مع المريخ بطولة الكؤوس الافريقية في عام 89 لم يتمكن أي مدرب اجنبي اخر من تحقيق إنجاز يذكر لا علي مستوي الأندية ولا المنتخب القومي . هذا بالاضافة الي أن أفضل الاشراقات علي مستوي المنتخب الوطني تمثلت في الفوز مره واحده فقط بكأس الامم الافريقية في عام 70 ، وقد تحقق ذلك تحت اشراف مدرب وطني وهو الراحل عبدالفتاح حمد ، ثم وصول المنتخب الي نهائي بطولة الامم الافريقية مرتين ، وذلك بقيادة مدرب وطني ايضا وهو محمد عبدالله مازدا ، كما تمثلت افضل الانجازات علي مستوي الأندية في وصول الهلال الي نهائي بطولة افريقيا للأندية مرتين كذلك وأيضا بفضل مدربين وطنيين وهما أحمد عبدالله الذي قاد الهلال في نهائي 92 ، وقبله كمال شداد في 87 . حتي علي مستوي البطولات الاقليمية نجد أن المريخ فاز بكأس سيكافا للأندية لأول مره في عام 86 تحت قيادة الخبير الوطني سيد سليم ، ثم حقق نفس البطولة في عام 94 تحت قيادة مازدا قبل أن يتمكن الثنائي الوطني برهان تية ومحسن سيد من تحقيق اللقب الثالث في 2014 . بل حتي علي مستوي المنافسات الحبية تمكن المدرب الوطني من أن يضع بصمته واستطاع الراحل سعد دبيبة أن يحقق كأس دبي الذهبي مع المريخ عندما فاز علي الزمالك المصري في عام 87 . لكن علي الرغم من كل تلك التجارب التي لم تكلل بالنجاح كما ذكرنا ، إلا أن أندية القمة في الدوري الممتاز لا زالت تتسابق علي استقدام المدربين الاجانب وتنفق في ذلك مئات الالوف من العملات الصعبة ، بل أن الأمر تعدي فريقي المريخ والهلال كما كان يحدث في السابق لتدخل أندية اخري علي الخط مثل اهلي شندي والخرطوم الوطني وربما غيرها في المواسم القادمة ، وحتي الان لم تتخطي المحصلة الوصول الي دور الاربعة في البطولات القارية في افضل الحالات . فهل هذا هو أقصي طموح تسعي اليه الاندية باستقدام المدربين الاجانب ، وهل يتناسب الوصول الي هذه المحطة مع الأرقام التي تدفع لهم ، وما هي الاسباب التي لا تجعلهم ينجحون مع الفرق السودانية بينما يحققون البطولات مع أندية افريقية وعربية اخري يتعاقدون معها . نقول : من أهم أسباب فشل المدربين الاجانب عندنا هو عدم الاستقرار ، فالمدرب غالبا يتم التعاقد معه أول الموسم للاشراف علي فريق لم يشارك في اختيار عناصره ، ثم لاتتاح له الفرصة للاشراف علي عملية ترميم الفريق لانه لا يجد الوقت المناسب لذلك فهو في الغالب يُعزل عن منصبه عند اول اخفاق له ولو كان ذلك في منتصف الموسم ، والمحظوظ منهم من يسمح له بتكملة الموسم كاملا . وسبب اخر لا يقل أهمية عن سابقه وهو التدخل الاداري السافر في عمل الأجهزة الفنية سواء في مرحلة التسجيلات حيث يتهم المدرب بالسمسرة لو حاول استقدام من يثق فيهم من لاعبين ، أوفي مراحل الاعداد حيث يفرض عليه شكل ومكان إقامة المعسكرات والمباريات الاعدادية ، بل حتي احيانا خلال المنافسات والتدخل في أدق الامور الفنية مثل وضع التشكيل والتبديلات اثناء المباريات . والأمر الغريب أننا نستقدم الخبير الاجنبي ثم نفرض عليه مساعدا وطنيا ، بل ونطالبه بضرورة الاخذ برأيه لنجعل بذلك كلمة المساعد هي الأولي والاقوي ، فاذا كنا علي هذه الدرجة من الثقة في المساعد فلماذا لا يتم تعينه مديرا فنيا ونوفر بذلك كل هذه الأموال الطائلة من العملات الصعبة . أما لو كنا لابد فاعلين ، فليكن هذا الاجنبي مستشارا وليس مديرا فنيا لإزالة هذا اللبس والتناقض . في الختام نقول لو أردنا الاستفادة من خبرات أجنبية في مجال التدريب وتحقيق انجاز علي يد مدير فني اجنبي فلابد من مراعاة ثلاثة نقاط علي درجه كبيرة من الأهمية : الأولي : أن يكون الاختيار سليما ومناسبا من البداية ، حيث يجب التدقيق عند دراسة السيرة الذاتية لمن نريد التعاقد معه والمرور علي تجاربه مع الفرق التي اشرف عليها وما حققه معها من انجازات . الثانية : اذا أحسنّا الاختيار في النقطة الاولي ووثقنا من قدرات من اخترناه فلابد أن يكون التعاقد لسنتين علي أقل تقدير حتي نضمن الاستمرارية وعدم المزايدة واستغلال الظروف كما حصل مع المريخ في الموسم الماضي . الثالثة : توفير كل المعينات اللازمة ، وتهيئة الأجواء المناسبة التي تساعد من اخترناه وتعاقدنا معه علي النجاح وتحقيق الانجازات .