كلمة عماد الدين عمر الحسن أزمة الكتابة واستهتار الكُتّاب.. طرفة منتشرة علي بعض مواقع التواصل تقول أن بعض المشايخ من المتشددين أفتي بعدم جواز ضحك المرأة باللغة الاسفيرية – وهي تلك الطريقة التي يكتب بها حرف الهاء متكرر في اشارة الي صوت الضحك ، وتقول الفتوي أن المرأة اذا أرادت ان تضحك فيكفيها أن تكتب عبارة ( انا اضحك الان ) . عموما هذه الطريقة من الضحك هي المعروفة جدا علي المواقع الاسفيرية ومواقع التواصل مثل الفيسبوك والواتساب وتويتر وغيرها ، كما يمكن أحيانا الاستعانة ببعض الرموز المرسومة أسفل الحروف لتفيد الذي تتواصل معه عن حالتك الحالية سواء كنت سعيدا أو غضبان أو غير ذلك . خدمات عديدة توفرها هذه المواقع لمساعدة الناس علي التعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم دون عناء ، وميزة هذه الخدمات أنها تعمل علي المساواة في التعبير حيث يستطيع الجاهل والمتعلم والمثقف والغير مثقف التعبير بنفس الطريقة واستخدام ذات الرموز الذي تذيل كل الفوارق الطبقية والثقافية . من فنون التعبير عن طريق الكتابة استخدام أساليب مختلفة ، ومفردات متجدده، فالقارئ يستطيع أن يفرق بين الكاتب والاخر من خلال اسلوبه واستخدامه للمفردات وطريقة طرحه للقضايا ، كل ذلك يجعل هناك فرق وتمييز لأن الوسائل تختلف وليست كما علي المواقع رموز وضحك عن طريق تكرار حرف الهاء . لكن يبدو أن البعض لا تعجبهم معايير الاختلافات هذه ويسعون لتوحيد اللغة الصحفية لتكون اقرب الي لغة مواقع التواصل ، وقد بدأ بعض الاخوة الكتاب استخدام هذه المصطلحات وايرادها ضمن أعمدتهم اليومية . المشكلة الوحيدة التي قد تواجههم هي عدم وجود هذه الرسوم المرسومة أسفل الجريدة ليختاروا منها ما يناسب حالتهم المزاجيه ، ولكن من يدري ربما يستطيعوا أن يجدوا لها حلا في القريب العاجل . الكاتب الموهوب يستطيع أن يوصل اليك احساسه دون أن يقول ذلك بشكل مباشر ، فتعرف أنه حزين من اختياره لنوع الكلمات ، أوتعرف أنه سعيد دون أن يحتاج أن يكتب ( ههههههه ) في العامود ويكررها أكثر من مرة . وعلي ذلك ربما تحتاج احدي الزميلات أن تستخدم عبارة أنا اضحك الان حتي لا تتعرض لهجوم بعض المتشددين كما ورد بالطرفة في مستهل المقال . بعض الاخوة الكُتاب يستخدم هذه الاساليب لاعتقاده أنها الاقرب لمزاج القارئ ، ويتعمد البعض الاخر أن يكتب باساليب اقرب الي الركاكة معتقدا كذلك أن هذه الاساليب هي التي تعجب القراء ، وهو يفعل ذلك علي الرغم من مقدرته علي الكتابة الراقية والجيده من حيث الصياغة والمضمون . الغريب أن غالبية القراء يستنكرون هذه الطريقة في الكتابة وينتقدون الصحافة الرياضية تحديدا ويتهمونها بعدم الموضوعية وركاكة الاساليب واثارة الفتن . بعيدا عن موضوع الصياغة والاسلوب هذا فالمصداقية نفسها أصبحت أزمة حقيقية و قائمة بذاتها ، وأقرب مثال علي ذلك ما كان من نشر تصريحات علي احدي الصحف نسبت لهيثم مصطفي غير أنه نفاها جملة وتفصيلا وأكد انه لم يلتق بأي من العاملين علي هذه الصحيفة وبالتالي لم يصرح لهم بشئ . ثم نشرت صحيفة اخري تصريحات بخصوص لاعب المريخ شرف شيبون نسبت للخبير كمال شداد ، وزعمت الصحيفة أن التصريحات وردت علي لسان شداد من خلال حديثه لاذاعة هوي السودان . ثم كان أن نفت الاذاعة المذكورة أنها بثت حديثا مع دكتور شداد ، ونفي شداد نفسه أن يكون هو من قال الكلام ، بل قال أنه لا يعرف أصلا لاعبا في المريخ بهذا الاسم . الحقيقة أن شداد لم يكن يحفظ اسماء اللاعبين وهو علي قمة الهرم الاداري الكروي ، فمن البديهي أن لايعرفهم بعد ابتعاده نسبيا عن الوسط الرياضي ، وهو ما يجعل تصديق شداد هو الأقرب للقبول ، وبالتالي كذب وافتراء الصحيفة المعنية . نقول ، الكلمة أمانة ، والأمانة مسؤلية و تكليف قبل به الانسان ظالما وجاهلا، ولابد أن تراعي الأمانة هذه عند الكتابة من قبل الصحفيين والكتاب ، فالصحافة ينبغي أن تكون شرفا وليس تهمة ، غير أن كثير من الكتابات الغير مسؤله أدت في النهاية الي أن يطلق الناس علي الكلام الذي لا يصدقونه أنه ( كلام جرايد ) فماذا أنتم قائلون يا ناس الجرايد..