خارطة الطريق ناصر بابكر تألق أوكرا ومريخ إيمال (2-2) * ردود الأفعال التي سلطت عليها الضوء بالأمس والتي أعقبت مباراة حامل اللقب الإفتتاحية في دوري سوداني الممتاز أمام مريخ كوستي والتي تتلخص في إنتقاد البعض للمدرب السابق غارزيتو بسبب الثنائية التي قاد بها أوكرا المريخ للفوز والهدف العالمي الذي سجله.. وإنتقاد البعض الآخر للأداء عبر مقارنته بما كان عليه أيام المدرب الفرنسي الموسم الماضي. * ردود الأفعال تلك تقودني للتوقف عند ظاهرة شائعة تتعلق بالتعصب للرأي وتبني وجهات نظر معينة والسعي لإثبات صحتها بطريقة ربما تؤدي إلى ضرر النادي الذي (تتعصب) له وتشجعه بقوة. * فعلى سبيل المثال، شرعت فئة ليست قليلة من المعجبين بقدرات المدير الفني السابق غارزيتو والذين كانوا يمنون النفس بإستمراره في توجيه الإنتقادات لشكل المريخ وأداءه وتسليط الضوء على أوجه القصور التي ظهرت في المباراة الإفتتاحية والتأكيد على أنها لم تكن موجودة في الموسم السابق في محاولة للتأكيد على قيمة المدير الفني السابق والتأكيد على فكرة أن المريخ سيتضرر من ذهابه. * وما أريد التوقف عنده في هذه النقطة أن رأيي الشخصي (الذي يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ) أن قيمة غارزيتو لا يمكن إثباتها في الموسم الحالى لأنه برهن عليها عملياً من خلال الموسم الماضي.. وعلى الرغم من كوني أحد غلاة المعجبين بالعمل الذي قدمه الفرنسي إلا أنني ضد فكرة المقارنة بين مريخ الموسم الحالي الذي يشرف عليه لوك إيمال بمريخ الموسم الماضي. * فإلى جانب أن مباراة مريخ كوستي هي الأولى وأن الفريق ما زال يتحسس خطاه للوصول إلى الإجادة التي لا يمكن بلوغها قبل مرور خمس أو ست جولات.. وإلى جانب أن شكل مريخ غارزيتو في بداية الموسم الماضي لم يكن جيداً وأحتاج لوقت ليس بالقصير قبل أن يصل لمرحلة الإتقان.. فإن ظروف النادي نفسها وظروف الفريق مختلفة كلياً بين العام الماضي والحالي. * فالمريخ دخل الموسم الفائت وتوليفته حصلت على إضافات مهمة ومقدرة على بكري المدينة في المقدمة وجابسون في الوسط المتأخر إلى جانب كوفي وأوكرا ومن ثم ديديه ليبري في يونيو.. وهو الوضع الذي يبدو مختلفاً هذه المرة لأن المريخ لم يقيد أي أجنبي سوى كريم الحسن الذي يحتاج لوقت ليس بالقصير لإنقاص وزنه وإستعادة جاهزيته على حسب رأي المدير الفني إيمال.. وإختلاف الوضع هذه المرة يؤكده خلو توليفة المريخ الأساسية التي خاضت مباراة مريخ كوستي من الجدد تماماً وهي المرة الأولى منذ سنوات بعيدة التي تخلو فيها التشكيلة الأساسية في المباراة الإفتتاحية للأحمر من إسم لاعب جديد وهو أمر بقدر ما فيه من جوانب إيجابية ترتبط بالإنسجام وتراكم الخبرات للعناصر التي تلعب بقدر ما يشير لجانب سلبي يتعلق بالتسجيلات فيما يخص إنتداب عناصر جاهزة قادرة على إقتحام التشكيلة على الفور وإحداث تأثير ونقلة إيجابية. * كما أن ظروف النادي نفسها مغايرة كلياً لأن الكل يعلم أن المريخ يمر بمرحلة إنتقالية يشوبها قدر كبير من عدم الإستقرار الإداري الذي أثر على التحضيرات التي سبقت إنطلاقة الموسم والتي إختلفت كثيراً عما توافر للفرقة الحمراء العام الماضي كما أن الوضع النفسي للاعبين يختلف جذرياً في ظل مشكلة المستحقات التي يعلمها القاصي والداني. * ووفقاً لتلك المعطيات.. فإن مجرد المحاولة لمقارنة أداء المريخ حالياً بأدائه الموسم الماضي سيكون بمثابة ظلم شديد للبلجيكي لوك إيمال سيتضرر منه المريخ أولاً وأخيراً، فإيمال يعمل في ظروف صعبة ومع ذلك يجتهد بشدة لوضع بصمته في الأحمر ويفترض أن يحظى بدعم كل أنصار الزعيم لأنه ببساطة المدير الفني (الحالي) للفريق وغارزيتو إتفقنا حوله أو إختلفنا صار جزءاً من الماضي وطالما أننا نعشق الكيان وندعمه فالواجب يحتم علينا الإلتفاف خلف المجموعة التي تعمل حالياً سواء من إداريين أو جهاز فني أو لاعبين ودعمهم بقوة وتشجيعهم لتقديم الأفضل. * والأهم مساعدة (الكيان) على تخطي المرحلة الإنتقالية التي يمر بها حالياً والتكاتف من أجل تجاوز العقبة الرئيسية الممثلة في (المال) بالمشاركة الجماعية في مشروع الدعم الجماهيري (2870) والشروع الجماعي في إكتساب العضوية وأعتقد أن التركيز بالكامل على هذه النقطة من الجميع مع الدعم الكامل لكل من يعمل في النادي حالياً أفيد وأجدى من مدح أو ذم من مضوا لحال سبيلهم.