خارطة الطريق ناصر بابكر تألق أوكرا ومريخ إيمال (1-2) * تسليط الضوء على ردود الأفعال التي أعقبت مباراة المريخ الرسمية الأولى في الموسم الجديد أمام مريخ كوستي يلحظ جنوح الكثيرين للحديث حول نقطتين الأولى تتعلق بنجم الجولة وصاحب أحد أجمل الأهداف في تاريخ الملاعب السودانية أوكرا والثانية فيما يتعلق بشكل المريخ تحت قيادة البلجيكي لوك إيمال. * إذ إتخذ قطاع كبير من الأنصار من تألق النجم الغاني فرصة للهجوم على المدير الفني السابق دييغو غارزيتو مستدلين بالأداء الذي قدمه أوكرا أمس الأول.. وعلى المستوى الشخصي، أتمنى أن يحرص الجميع وفي مختلف القطاعات على الوسطية في التناول والتعاطي مع الأحداث بدون إنفعال ودون إفراط في المدح أو الذم. * فأوكرا مثلاً لم يكن حبيس دكة البدلاء طوال فترة المدرب الفرنسي بل شارك أساسياً في الكثير من اللقاءات ونجح في التألق وتقديم مستويات مميزة في بعضها وأخفق في البعض الآخر مع التنويه لجزئية مهمة وهي أن لكل مدرب فكره وفلسفته في التدريب ومعاييره الخاصة فيما يتعلق بالعناصر التي يعتمد عليها بشكل رئيسي وحصول لاعب على دور ثانوي مع مدرب ثم تحوله لنجم مؤثر مع مدرب آخر لا يقدح في قدرات المدرب السابق ولا يقلل من قدرات اللاعب وإمكانياته لأن الوضع نفسه يمكن أن يختلف مع لاعب ثانٍ يكون مؤثراً في توليفة مدرب سابق ويتحول للاعب بديل مع المدرب الذي يأتي بعده ما يعني أن الأمر لا يخرج من الإطار الرياضي المتعلق بالحسابات التكتيكية والخططية وفلسفة كل مدرب التدريبية. * ومن المفارقات الملفتة للنظر أن أوكرا نفسه شارك أساسياً في المباراتين اللتين أداهما الأحمر الموسم الماضي مع مريخ كوستي واللافت أنه فاز بالنجومية في كلا الجولتين واللافت أكثر وأكثر أنه قاد المريخ للفوز في لقاء الدورة الثانية الذي أقيم بالقلعة الحمراء وإنتهى بثنائية نظيفة للزعيم كلاهما من توقيع أوكرا نفسه وذلك بتاريخ الأول من يوليو 2015 ما يعني أن أوكرا واصل تألقه وب(التخصص) في مباريات الرهيب التي إحتكر نجوميتها من خلال ثلاثة لقاءات متتالية. * وشخصياً، وعلى الرغم من قناعتي أن الإحتفاء بتألق لاعب أمر طبيعي وعادي سيما بعد تسجيله لهدف مذهل على غرار ما سجله أوكرا.. إلا أنني أعتقد أن المبالغة مدح لاعب والإطراء الزائد عليه وتسليط الأضواء عليها بشكل كبير لتألقه في مباراة يكون خصماً على اللاعب نفسه ويضعه تحت الكثير من الضغط غير المحبب والذي يمكن أن يؤثر سلباً سواء علي مردوده في الملعب أو على سلوكه خارجه خاصة وأن أنديتنا لم تصل لثقافة تعيين معد نفسي في الإطار الطبي ليقوم بالسيطرة على إنفعالات اللاعبين وإبقاءهم في حالة هدوء وتركيز سواء عند تعرضهم لإطراء متواصل أو نقد مستمر بصورة تصل باللاعب لنقطة الثقة الزائدة في الحالة الأولى وفقدان الثقة في الثانية وكلاهما مضر. * أما بالنسبة للنقطة الثانية والمتعلقة بإنتقاد فئة كبيرة للأداء والشروع فوراً ومنذ الجولة الأولى في مقارنة مريخ إيمال بمريخ غارزيتو والإشارة لأن الأحمر لم يقدم ذات الأداء الذي كان يقدمه الموسم الماضي، فمن المهم أن يعود كل من تبنوا وجهة النظر تلك أو فكروا في تلك المقارنة بذاكرتهم لمستوى المريخ في بدايات الموسم الماضي. * فعلى الرغم من الإعداد النموذجي الذي توافر للأحمر وقتها والذي يعد الأفضل على مدى سنوات طويلة.. وعلى الرغم من الوضع النفسي المستقر بحصول كل اللاعبين على مستحقاتهم.. إلا أن مردود الفريق مع ذلك في الجولات الأولى لم يكن جيداً ولم يكن أفضل مما كان عليه المريخ في مباراة أمس الأول وهو أمر كما أشرت بالأمس منطقي وطبيعي أن تكون بدايات أي فريق في الموسم صعبة وتشهد العديد من السلبيات في عدة جوانب خاصة إن لم يكن الإعداد في المستوى المطلوب والوضع الذهني والنفسي للاعبين ليس في أفضل حالاته كما هو حال لاعبي المريخ في الفترة الفائتة بسبب مشكلة المستحقات. * شخصياً، لديَّ قناعة تامة ثقة لا تحدها حدود أن أدوات تطور الفرقة الحمراء موجودة ومتوفرة، وأن المريخ يمكن أن يصل بعد أربع أو خمس جولات لمستوى عالٍ بعد أن تكتمل جاهزية كل العناصر ويعود المصابين.. لكن النقطة الوحيدة التي تثير مخاوفي وأصر على الإشارة لها يومياً تتعلق بمستحقات اللاعبين وأعضاء الإطار الفني والتي أتمنى أن تكون الشغل الشاغل لكل تجمع أحمر سواء عبر الفيس بوك أو الواتساب أو المجموعات التشجيعية المختلفة وأن تكون هم كل عاشق ومحب للأحمر للمساعدة على تجاوز هذه المشكلة بالإشتراك في مشروع الدعم الجماهيري (2870) وإكتساب العضوية لأن بدونهما ومهما قدم اللاعبون من مستويات ومهما بذل الطاقم الفني من جهد لن تكون فرصة النجاح وتحقيق الألقاب متاحة لأن أزمة المستحقات ببساطة ستطغى يوماً وتنسف كل ما يبذل من جهد.