خارطة الطريق ناصر بابكر قوتنا في وحدتنا * لو سئلت عن أبرز وأهم أسرار العروض المميزة التي كان يقدمها المريخ على الصعيد الأفريقي الموسم الفائت بعيداً عن عمل الطاقم الفني ونوعية اللاعبين المتوفرين وقتها.. فإنني سأجيب بلا تردد بأن وحدة البيت المريخي وتناغم القطاعات المختلفة كانت كلمة السر الأهم في حالة النشوة العجيبة التي كانت تسيطر على كل عشاق ومحبي النادي الكبير قبل وأثناء وبعد المباريات الأفريقية. * فمجتمع المريخ خلال العام الماضي وقبل مواجهات الأبطال تحديداً كانت يتحول إلى ما يشبه الأوركسترا التي تعزف أحلى وأجمل المقطوعات.. فالإعلام سواء الصحف الورقية أو وسائل التواصل الإجتماعي ( فيسبوك وواتساب ) كان يتفرغ بالكامل قبل المباريات لشحذ الهمم ودعم كل الأفكار الإيجابية التي تساعد على إحداث نقلة كمًا وكيفًا على صعيد الحضور والأداء الجماهيري في القلعة الحمراء.. وذاك الحراك الإعلامي الجماعي كان ينعكس إيجابًا على المدرجات التي كانت تتحول لمسرح لعرض أجمل وأرقى اللوحات وإلى بركان من التشجيع والمساندة في الغالبية العظمى من اللقاءات بشكل وضع حداً لكل الظواهر والممارسات السالبة التي كانت سائدة سابقًا وعلى رأسها صافرات الإستهجات وتوجيه الإساءات للاعبين. * وقبل مباراة السبت الفائت والتي مثلت الظهور الأفريقي الأول للمريخ بالقلعة الحمراء في الموسم الحالي.. راجت أحاديث في وسائل الإعلام المختلفة عن وصول خطاب من الإتحاد الأفريقي يحذر من إستخدام الشماريخ والألعاب النارية ويهدد بحرمان أندية القمة السودانية من جماهيرها حال إستخدامها للشماريخ بحجة أنها إستنفذت العقوبات المالية. * رواج الحديث عن الخطاب المزعوم أثار قدرًا كبيرًا من الخوف في نفوس عشاق ومحبي المريخ بمختلف القطاعات ودعا الإعلام المريخي للتشديد في التحذير من مغبة إستخدام الشماريخ وتطور الأمر أكثر ووصل مرحلة بات فيها أشبه بالفتنة بعد أن تكفل بعض المرضى بنشر منشورات عبر وسائل التواصل الإجتماعي تدعو لإستخدام العنف ضد كل من يستخدم الشماريخ وهو الأمر الذي أثار غضب وإستياء وإحباط مجموعات الألتراس وعلى رأسها مجموعة أولمبيوس مونس بإعتبار أن الشماريخ تعد من وسائل التشجيع المهمة والأساسية في عرف الألترا ووسيلة ضرورية لبث الحماس في المدرجات. * أولمبيوس مونس وألتراس رد ستار إلتزموا خلال اللقاء ودرءًا للفتنة وحتى لا تحدث كارثة بعد إستخدام الشماريخ أمام الفريق النيجيري وعبروا عن غضبهم من طريقة التناول الحادة لموضوع الشماريخ بالتوقف عن التشجيع في شوط اللعب الثاني ثم ظهرت بعض البيانات والمنشورات التي حملت إساءات غير مقبولة للإعلام. * شخصيًا.. أعتقد أن عدم نشر الخطاب ( المزعوم ) كان سببًا رئيسيًا في تطور الأمور ووصولها لتلك الدرجة لأن مجموعات الألتراس تشكك أصلاً في وصول خطاب بذاك المعنى وتشكيكها منطقي ومبرر لأنه لم يحدث في تاريخ مسابقات الكاف أن تم حرمان فريق من جماهيره بسبب إشعال الشماريخ ( داخل المدرجات ).. وبالتالي فإن نشر ذاك الخطاب (إن صح أن هنالك خطاب قد وصل ) كان سينهي الجدل الذي أثاره موضوع الشماريخ ويقود الجميع للتفرغ والتركيز على المواجهة والعمل يداً واحدة. * وطريقة التناول الإعلامي لموضوع الخطاب أيضًا شابها شيء من الحدة والأسوأ أن بعض الناس إستغلوها للترويج لمنشورات تدعو للعنف حال إستخدام الشماريخ.. لكن مع ذلك أعتقد أن مجموعات الألتراس أخطأت بتوقفها عن التشجيع في الحصة الثانية لأنها بذلك عاقبت المريخ الذي يفترض أنها نشأت أساسًا لنصرته وبالتالي كان من الأجدى مواصلة التشجيع حتي النهاية وبعدها يمكن إيصال رسالتهم بطرق أخرى لا يتضرر منها المريخ .. كما أن بعض البيانات التي صدرت بعد المباراة أيضًا لم تكن مقبولة وطالما أن المجموعات أوصلت رسالتها بإيقاف التشجيع فما كان هنالك داعي أصلاً لتصعيد الأمر أكثر. * ما حدث قبل وأثناء وبعد المباراة سببه الأساسي عدم صفاء النوايا وإفتراض نظرية المؤامرة لأن ردة فعل الألتراس جاءت بإعتقاد أنهم مستهدفون إستنادًا إلى طريقة التناول الإعلامي عبر الصحف ومواقع التواصل وأنا هنا أجزم وأؤكد لمجموعة أولمبيوس مونس ورد ستار أن أي إعلامي كتب محذرًا من مغبة إستخدام الشماريخ لم يكن في باله ونيته سوى مصلحة المريخ بفرضية وصول خطاب تهديد ولم يكن هنالك أي غرض لإستهداف تلك المجموعات التي أشهد أنها تحظى بحب وإحترام وتقدير وإعجاب كل الأقلام المريخية بلا إستثناء وبإعجاب الغالبية العظمى من المنتمين للأحمر نظرًا لدورهم الكبير في المدرجات . * على تلك المجموعات والجميع في الكوكب الأحمر أن يدركوا أن إفتراض سوء النوايا والتعامل بنظرية المؤامرة هو السبب الأساسي في كل ما يحدث بالهلال وأن الإندفاع وراء الظن السيئ من شأنه تدمير كل جميل في المريخ .. وأتمنى من الكل طي صفحة ما حدث ومعالجة مسألة الشماريخ بهدوء وبعيدًا عن الإنفعال وفي إطار الأسرة الواحدة كإدارة وإعلام وجماهير لأن هدف كل تلك القطاعات واحد والوصول إلى ذلك الهدف لن يتأتى ما لم تسد روح الأسرة الواحدة لتكمل القطاعات المختلفة بعضها البعض وما لم نعمل بذات تناغم وتجانس الموسم الماضي لأن أي صراع بين القطاعات المريخية مع بعضها البعض سيكون ضحيته المريخ نفسه ووقتها لن نحصد سوى الندم. المريخ عالم جميل * قامت مجموعة مريخاب في الواتساب بدعم معشوقها عبر شراء عشر تذاكر من فئة (500 ) جنيه المخصصة لدعم الأحمر في مباراة واري وولفز وتوزيعها على عشرة إعلاميينكتكريم من المجموعة للإعلام المريخي وكنت أحد الذي أهدتهم المجموعة تلك التذاكر .. وأمس الأول وبمباني ( الزعيم ) قامت منظمة أبو الجاز الخيرية وإنابة عن كل جماهير المريخ بتكريم أنيق لشخصي الضعيف وأسرة الصحيفة كتقدير لمبادرة ( الزعيم ) برعاية النقل الإذاعي لمباراة الذهاب.. فالشكر كل الشكر لمجموعة مريخاب في الواتساب ولمنظمة أبو الجاز الخيرية التي مثلها الأخ حافظ والأخوات أمل وعرفة إلى جانب الإعلامي أحمد دراج على المبادرات التي تؤكد تفرد وجمال ونقاء المجتمع المريخي . * المريخ عالم جميل