كما أفكر أكرم حمااااد رونالدو… كرة القدم على طريقة البولينج… ○ ما حدث بين رونالدو وميسي على مستوى الأندية في الموسم الماضي وما حدث ويحدث في هذه الفترة على مستوى المنتخبات جعلاني أتذكر المثل الذي يقول (من يضحك أخيراً يضحك كثيراً). ○ في الموسم الماضي كان برشلونة بقيادة نجومه الكبار يقدم مستويات مذهلة وكان الكثيرين يرشحونه للفوز بدوري أبطال أوروبا وبالمقابل كان ريال مدريد يقدم عروض غير مقنعة وكان يعاني من عدم استقرار فني بسبب إقالة رافا والإستعانة بزيدان.. ولكن النهاية كانت على عكس ما توقع المتابعين.. فقد أخفق برشلونة وخرج من الأبطال بينما شق ريال مدريد طريقه نحو النهائي وفاز باللقب رغم المشاكل التي كان يعاني منها. ○ صراع الدون والبرغوث إنتقل إلى ملعب المنتخبات حيث أمم أوروبا وكوبا اميركا.. فرغم أن هناك آلاف الكيلومترات فصلت بينهما بإعتبار أن اليورو في فرنسا وكوبا اميركا اقيمت في امريكا إلا أن المنافسة بينهما كانت شرسة والمقارنات كانت حاضرة.. والمقارنات في البداية كانت لصالح ميسي.. ميسي كان (مكسر الدنيا) في امريكا وقدم مستويات كبيرة في البطولة في الوقت الذي كان يعاني فيه رونالدو الأمرين في فرنسا. ○ ففي الدور الأول لم يقدم البرتغالي الكثير.. لتنهال عليه الإنتقادات.. وقد ظهر تأثير المستويات الباهتة على اللاعب نفسه فقد كان سريع النرفزة وتجده دائماً في حالة توتر.. ولكن الأمور إنقلبت رأساً على عقب.. فقد أخفق ميسي في المباراة النهائية ولم ينجح في قيادة الأرجنتين للقب.. أما رونالدو.. فقد إبتسم له الحظ مرات وضحكت له ومعه مهاراته مرات أخرى. ○ رونالدو بنوع كبير من الحظ وجد نفسه في نصف النهائي.. ولكنه لم يضيع الفرصة ووضع بصمته أمام ويلز بأداء قوي مسجلاً هدفاً رائعاً ومساهماً في الهدف الثاني صفحة الهلال عشقي الأبدي… واليوم يخوض رونالدو النهائي أمام منافس واضح هو منتخب فرنسا.. ويخوض نهائي آخر أمام منافس مستتر وهو ميسي. ○ في نهائي اليوم يمكن لرونالدو أن يصطاد عصفورين إستثنائيين بحجر واحد.. العصفور الأول يتعلق بالكرة الذهبية.. فيمكن للدون أن يدق المسمار الأخير في نعش الآمال الذهبية لميسي.. ففوز البرتغال باللقب سيعني فوز كريستيانو بالبالون دور.. هذا إذا إستصحبنا فوزه مع الريال بدوري الأبطال قبل شهر ونصف.. العصفور الثاني يتمثل في التفوق على ميسي على صعيد المنتخبات.. فالنجمان الكبيران لم يفوزا من قبل بأي لقب مع المنتخب.. وإذا فاز الدون باليورو فإنه سيحقق ما فشل في تحقيقه ميسي. ○ رونالدو يحتاج إلى اللقب.. ومنتخب البرتغال ايضا يحتاج إلى بطولة كبيرة فهو المنتخب المرموق الوحيد الذي لم يفز بلقب كبير من قبل.. صحيح البرتغال لم تكن تستحق الوصول للمباراة النهائية في هذه النسخة بإعتبار أن مستوى الأداء كان متواضعاً في أغلب المباريات.. هذا بالإضافة إلى أنها فشلت في تحقيق أي فوز في الدور الأول.. ولكن تعالوا نتساءل.. متى كانت كرة القدم تنحاز بشكل دائم للطرف الأفضل أو الذي يستحق؟ ○ الطرف الأفضل هو فرنسا.. ولكن فرنسا نفسها نجحت في الإطاحة بالطرف الأفضل في نصف النهائي وهو منتخب المانيا.. وهذا يعني أن كل شيء وارد في نهائي اليوم.. مع التأكيد على أن حظوظ فرنسا على الورق هي الأكبر.. فالمنتخب الفرنسي يضم نوعية لاعبين أفضل ويقدم كرة أرقى.. فرنسا تمتلك حارس عملاق اسمه لوريس.. ودفاع صلب يقوده القوي كوسيلني.. وخط وسط يبرز فيه المتطور بوغبا والمتألق باييت.. وهجوم يتواجد فيه نجم البطولة الأول غريزمان.. فرنسا تمتلك الكثير من المقومات للفوز على البرتغال. ○ ربما يبدو الأمر غريباً ولكنني أتمنى فوز فرنسا باللقب وفي نفس الوقت أتمنى فوز البرتغال به!!.. الجيل الفرنسي الجميل والذي يضم باييت وغريزمان وبوغبا يستحق التتويج بلقب كبير وهي فرصة قد لا تتكرر مرة أخرى.. كما أن البطولة تقام في فرنسا والمشجع المحايد تجده في كثير من الاحيان يتعاطف مع جمهور الدولة المستضيفة.. أريد لفرنسا الفوز ايضا من أجل غريزمان.. فهذا اللاعب قدم الكثير هذا العام إذا كان على صعيد النادي أو المنتخب.. وفوز فرنسا باللقب بالنسبة لغريزمان سيكون بمثابة تضميد لجراح خسارة دوري الأبطال.. ويعني ايضا أنه سيصبح المرشح الأقوى للفوز بالكرة الذهبية.. من الجانب الآخر أتمنى فوز البرتغال باللقب لأنها لم تفز بلقب كبير من قبل.. ولأن رونالدو ينقصه الفوز ببطولة مع منتخب بلاده. ○ رونالدو الذي يمكنه أن يلعب كرة القدم على طريقة لعبة البولينج.. ولعبة البولينج هي التي يقذف من خلالها اللاعب كرة كبيرة نحو عدد من القطع الخشبية مع محاولة إسقاط أكبر عدد من هذه القطع.. ورونالدو اليوم يمكنه أن يُسقط عدد كبير من القطع.. فمن ناحية يمكنه أن يحطم رقم بلاتيني بتسجيله للهدف العاشر في بطولات اليورو ليصبح الهداف التاريخي لليورو.. ويمكنه أن يضمد جراح خسارة نهائي اليورو 2004.. ولا ننسى أنه لم يفز بلقب مع المنتخب.. وهذه الجزئية بالذات ستجعله يتفوق على ميسي الذي لم يسبق له التتويج ببطولة مع المنتخب.. كما أنه سيكون أول نجم برتغالي يقود منتخب بلاده لتحقيق بطولة كبيرة.. وبفوزه باللقب سيتفوق على غريزمان مرة أخرى بعد أن تفوق عليه في دوري الأبطال.. بمعنى أنه سيلامس الكرة الذهبية الرابعة في تاريخه.. وبالتالي سيكون قد إنتصر على ميسي في المعركة السنوية المتجددة.. فرصة تاريخية لرونالدو.. ولكن هناك سؤال يطرح نفسه.. هل سيسمح الديوك لرونالدو بلعب كرة القدم على طريقة البولينج؟