هيثم كابو * أب (في كامل قواه العقلية) يسدد طعنة نجلاء لابنه الذي لم يبلغ سن الحلم بعد مسبباً له أذى جسيما و(جروحاً لا تندمل) بسبب خلاف أسري عادي، وبينما الطفل ينزف أمام أعين أفراد أسرته كان الناس في بلادي (مشدوهين) مع (ارتفاع) الدولار؛ وقيم أخرى كثيرة (تنخفض) حد التلاشي، و(مخطئ من ظن أن الدعم قد تم رفعه عن المحروقات وحدها)..! * أوقفت شرطة حماية الأسرة والطفل (الأب الجاني) بعد الحادثة البشعة التي شهدها حي المنصورة ب(أم درمان) في ذات الوقت أسعف الطفل إلى حوادث مستشفى (أم درمان)، وأبان التحقيق مع المتهم أن خلافاً أسرياً أدخل الأب في (نوبة هياج) فحمل السكين وسدد طعنة لابنه لتدون الشرطة في مواجهته بلاغاً بالأذى الجسيم تمهيداً لمحاكمته..! * للأسف، فإن (الأب الجاني) حالته النفسية جيدة وعقله سليم، مما يعني أن التغيرات التي طرأت على الناس في ظل التناحر السياسي وآثاره السالبة أدخلت المجتمع كله في (نوبة هياج)..! * تقلقني حد الفجيعة أخبار الحوادث الغريبة التي باتت تغزو المجتمع السوداني مؤخراً، ويزعجني لدرجة الإحساس باليأس عدم استشعار أهل الاختصاص لخطرها الداهم، وأراها أبلغ ضرراً وأشد خطراً من المشاكل السياسية بمختلف مطامحها وتعقيداتها ومطامعها، لأنه إذا غادرت أسماء مقاعدها؛ وعادت أخرى كانت تجلس على ذات الكراسي؛ فإن ما يحدث من تغيير مجتمعي خطير لن ينتهي بانتهاء الإحلال والإبدال..! * المجتمع يُغيِر جلده يوماً تلو الآخر، ومعظمنا لا يرغب في مواجهة الحقائق ويريد أن يشتري الطمأنينة من أسواق لا تبيع هذا النوع من البضائع..! * صدمات عنيقة تحملها الأنباء التي تنشرها الصحف مع إشراقة كل صباح.. السياسة تأخذ كل المساحات تشاكساً وتناحراً وتفاوضاً والوجع الحقيقي يسكن المفاصل، والمآسي تتسرب بين الأصابع و(الناس في غفلة وما دارية بالحاصل)..!! * فتاة تصفع والدتها وتزجرها في الشارع العام، ولا يملك المارة المغلوبين على أمر (قلة الأدب) سوى ترديد عبارة: (يعيش المربي ونحيا ونشوف)..! * وخبر آخر عن إنقاذ الجيران لأب من ضرب أبنه العاق، و(العياذ بالله)..! * وفتاة تعتدي على والدها ضرباً ب(عكاز) لرفضه شابا تقدم للزواج منها (!!!). * وبالأمس ها هو أب يطعن ابنه اليافع بسكين نتيجة خلاف أسري (حاد)..! * قلنا مراراً إن بذور الأحداث الغرائبية تنمو بكثافة عالية في تربة المتغيرات الاجتماعية الخصبة، وانزواء علماء الاجتماع وغياب تحليلاتهم وتشريحهم وورشهم وأوراق عملهم يسقي السلوكيات الشاذة ويضمن لها رياً مستمراً، و(الساقية لسه مدورة)..! * المجتمع يتغير والأسر تتبدل ولا أحد يرهق نفسه بالتوقف والدراسة، ومن بعد ذلك ننتظر ميلاد أجيال معافاة من رحم واقع مريض..!! * أورام التغيرات السرطانية تستشرى في جسد المجتمع بسرعة شديدة.. الأمراض تزداد يوماً تلو الآخر و(ألف لا بأس علينا وربنا يلطف بينا)..! نفس أخير * بربكم لا تقرعوا أجراس الخطر.. (سرْدِبوا) للعجائب و(الحصل حصل)..!
