محمد احمد دسوقي بعد اربعين عاماً قضاها في قيادة النادي مامون النفيدي يسحب ترشيحه من رئاسة الخرطوم حفاظاً على وحدة النادي من خطر الصراعات فرقة الخرطوم الشابة ستكون الحصان الاسود في الموسم القادم اذا وجدت الرعاية والاهتمام مجدي مامون وعمار السني يستحقان الاشادة برفضهما الخروج على الاجماع وحرصهما على مصلحة النادي في اطار المحافظة علي وحدة نادي الخرطوم الوطني و ابعاده عن مزالق الخلافات واثارها و تداعياتها علي مسيرته وتماسك مجتمعه قررت لجنة التسيير المكلفة بادارة النادي والتي تضم مجموعة من حكماء الخرطوم ان تكون هناك قائمة موحدة في الجمعية القادمة علي ان تبعد منها كل العناصر التي دخلت في صراعات وخلافات لتفادي أي مشاكل وانقسامات داخل المجلس الجديد تشغله عن اداء مهامه وواجباته في المرحلة القادمة . وبناء علي قرار لجنة التسيير ترشحت قائمة برئاسة مامون النفيدي تضم عددا من الكوادر والوجوه الشابة لتغذية المجلس بافكار جديدة ودماء حارة تدفع مسيرة النادي بحماسها ورغبتها في اثبات وجودها وولاءها للخرطوم وذلك لتفادي سقوط بعض العناصر حتي لايترك ذلك أي رواسب كما حدث في الانتخابات الماضية عندما اصر البعض علي خوض الانتخابات وفشلوا في الحصول علي ثقة الجمعية،وتسبب ذلك في اثارة الخلافات وهو ماتحاول لجنة التسيير تفاديه للابقاء علي شعرة معاوية بين المجلس المرشح والمختلفين معه ،وكان المأمول ان يلتزم الجميع بقرار اللجنة بقائمة موحدة ولكن البعض اصر علي الترشح والذي هو حق كفله لهم النظام الاساسي والممارسة الديمقراطية رغم علمهم التام ان اغلبية الجمعية ليست معهم وان هذه الخطوة قد تحدث شرخا في جدار وحدة النادي التي يري مامون النفيدي انها خط احمر باعتبارها جزء من قيم وتقاليد وادبيات النادي التي يفترض ان يحافظ عليها الجميع كقاعدة وركيزة انطلق منها الخرطوم الوطني من الدرجات الصغري للاولي والممتاز واللعب باسم السودان في البطولات الخارجية،وازاء تمسك البعض بحق الترشيح والذي اعتبره مامون خروجا علي الاجماع قام بسحب ترشيحه لرئاسة النادي وتضامن معه اغلبية المتقدمين للجمعية بسحب ترشيحاتهم ليصبح قيام الجمعية في حكم المستحيل بعد ان بقى اثنين او ثلاثة في كشف المرشحين . وقد اختلف البعض مع مامون النفيدي قائد المسيرة وحادي الركب لاكثر من 40 عاما في سحبه لترشيحه وكان رأيهم ان تجري الانتخابات لتقول الجمعية كلمتها وتفوز القائمة مادامت تملك الاغلبية، ولكن مامون بمثاليته المعهودة وحرصه الشديد علي عدم حدوث أي انشقاقات بان تتم كل الامور بالتوافق اصر علي سحب ترشيحه حتي تصل الرسالة ويتراجع البعض عن ممارسات تغرس بذور الفتنة والشتات في نادي لم يعرف يوما صراع المناصب . وبما ان مامون سيغادر السودان في رحلة عملية الي روسيا يرى مجلس التسيير ومجلس الحكماء تأجيل موعد قيام الجمعية لحين عودته والعمل علي اقناعه بمواصلة المسيرة التي تحمل اعباءها لاربعة عقود ،وباجراء محاولات لاقناع البعض بسحب ترشيحاتهم وبالعدم تنعقد الجمعية العمومية ليمارس الاعضاء حقهم في اختيار من يتولون قيادة النادي في المرحلة القادمة والتي تفرض علي الجميع تقبل قرار الجمعية لان الظروف التي يمر بها النادي تستوجب وجود مجلس منتخب للمحافظة على المستوي المتميز الذي ظهر به شباب الخرطوم بتعادلهم مع اهلي مروي على ارضه والفوز علي هلال الابيض وهلال الفاشر وحي العرب ليرتفع برصيده الي 14 نقطة بعد ان كان رصيده اربع نقاط، وهو جهد يستحقون عليه الاشادة هم والجهازين الفني والاداري، وحتي مباراته التي خسرها امام المريخ قدم فيها الفريق عرضا رائعاً وكان الاحق بالفوز حيث حرمته العارضة والقائم من اربع اهداف مؤكدة ، كما ان وجود المجلس المنتخب سيسهم في تهيئة الاجواء للمدرب الغاني " البرنس " صاحب الفكر الكروي العالي والذي تمكن في ظرف وجيز من خلق فرقة قوية قوامها المواهب الشابة الذين تحتاج للرعاية والاهتمام لترفع راية الخرطوم عالية في الموسم القادم بعد ان تجاوزت كبوة الموسم الحالي والتي كان لبوادر الصراعات اثر كبير فيها ،وفي هذا المقام لابد بالاشادة بالجهود الكبيرة التي يبذلها خالد جعفر سليمان في ادارة شئون الفريق ووضعه علي طريق العودة لمكانه في مقدمة الصفوف . قروبات نبض الأسياد . السيد عمار السني يستحق الاشادة على موافقته على سحب ترشيحه دون تردد رغم وجود قاعدة كبيرة مؤيدة له في الجمعية ورغم انه من العناصر التي يحتاج المجلس لجهودها الادارية ودعمها المادي للفريق ومواقفها الشجاعة في مواجهة المشاكل والقضايا،والاشادة تمتد للسيد مجدي مامون نائب ورئيس المجلس السابق والذي رفض الترشح حفاظاً على الوحدة وواصل العمل بالسفر مع الفريق لمروي والحضور يومياً للنادي للمساهمة بفكره ورأيه في معالجة المشاكل ليضرب المثل في التجرد والتاكيد على ان علاقته بالخرطوم ليست علاقة مناصب . خلاصة القول ان مصلحة الخرطوم والتي هي فوق كل اعتبار تفرض على ابناء النادي ان ياتوا بكلمة سواء بتجاوز الصراعات ومساندة القائمة الموحدة للنأي بالنادي من خطر الانقاسامات والتي ستنعكس على مسرة الفريق الذي تشير المستويات التي ظهر بها في المباريات الاخيرة انه سيكون الحصان الاسود في بطولة الممتاز القادمة اذا صفت النوايا وتوحد ابناء النادي خلفه كما كان الحال في ايام ناضرة وجميلة كان فيها شعار الجميع ( تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا .. واذا افترقن تكسرت احادا ) .. قروبات نبض الأسياد . * الوخز بالكلمات * اعضاء نادي الهلال الذين شردهم الكاردينال باغلاق الدار لاربعة سنوات يتجمعون يومياً امام بوابة النادي وهم يرددون ( لن احيد ) رائعة محي الدين فارس التي يغنيها العطبراوي : * وغداً نعود حتماً نعود * للقرية الغناء للكوخ الموشح بالورود * نسير فوق جماجم الأسياد مرفوعي البنود * تزغرد الخالات والأطفال ترقص والصغار * والنخل والصفصاف والسيال زاهر الثمار * و سنابل القمح المنور بالحقول و بالديار