خالد ماسا الفرح ( طويل التيّله ) ..!! مداخِل للفرح : و نكتب بالأمس عن ( ضبط الخطاب ) الرياضي بعد أن شاهدنا الإستغلال الأحمر السيء للمنصات الإعلامية التي فتحها الإعلام الإماراتي لتغطية ( الديربي ) السوداني في إمارات ( زايد الخير ) . أرادوا أن يلعبوا المباراة بحسابات على ( الورق ) خارج الميدان فأطلقوا العنان لشيطان ( الكيد الصحفي ) لينتقص من مقدار الهلال و تاريخه . إستخدم الإعلام المريخي ( التخدير ) في موضع الألم فكان أن غُيّبت كل جماهيره عن واقع الحال الفني في ناديهم . و لو أن مباريات مثل هذه تُلعب على منصات الإعلام لعاد المريخ بغير ( الخيبه ) التي سيعود بها الآن . ( الإمتياز ) الذي لا تعلمه الصحافه المريخية و لا تفهمه جماهيرها هو أن لا ( كبير ) في الهلال على الإنتقاد . في الهلال لا وجود للعزف ( الكورالي ) . أسطوانة الكؤوس الخارجية و تكرار سماعها في المنصات الإعلامية لن يلعب مع المريخ داخل الميدان . ثقافة ( المكاواة ) الصحفيه و الإنصراف للمعارك الجانبية التي يقودها الإعلام المريخي منذ سنوات صرفته تماماً عن مهامه الأساسية في ناديه . الإهتمام بأزمات الهلال و مشكلاته الإدارية و عدم حصولة على البطولة التي يريدها أنساهم بأن النادي الآن بدون ( مجلس ) و يدخل الموسم بلا تسجيلات و بدون أدنى ( معارضة ) تستطيع أن تقول لعرابي الصحافه المريخية قفوا عند حدود ( التطبيل ) المستمر . إدمان ( المكاواة ) الصحفية و تعاطيها من قراء الصحافة المريخية غيب العقل الجماعي لدى أهل المريخ فصاروا يفكرون بعقلية ( قلم ) لم يتحرك من مربع ( الكيد الصحفي ) قيد أنمُله . ( الروح ) التي لعب بها لاعبي الهلال بالأمس هي التعبير الحقيقي عن الروح ( الجماعية ) التي تسود في الهلال بين اللاعبين و الجمهور في المدرجات . روح ( الإنتصار ) كانت حاضرة في ( الميدان ) عند لاعبي الهلال فماهو المهم في ( فصاحة ) المنصات الإعلامية و ( إجترار ) الذكريات ؟؟ ما هو ( المهم ) أكثر من الذي حدث بالأمس و الذي أفرح ( الملايين ) داخل و خارج السودان بسبب إنتصار الهلال ؟ ما فعله لاعبي الهلال بالأمس هو ما ظلت تعجز عنه الحكومة لثلاثة عقود من السياسات الفاشلة . هي سياسة كيف تصنع ( الفرح ) في ( 90 ) دقيقة يا سعادة رئيس الوزراء .. ما فعله لاعبي الهلال بالأمس عجزت عنه ( آلية صناعة السوق ) التي كونتها حكومة معتز موسى في ( بورصة ) أبو ظبي إرتفع ( سهم ) الإنتصار الهلالي . أي نوع من السياسات العامه إتبعتها الحكومة جعلت الشعب السوداني يفرح و يبتسم بالطريقه التي رأيناها في أبو ظبي بالأمس ؟؟ مهما قيل عن رياضتنا السودانية و عن تخلفها و تردي أحوالها إلا أنها الوحيده و لا شيء غيرها التي ظلّت قادره على إخراجنا من غيبوبة الأحزان التي نعيشها . جفّت منابع ( الغناء ) السوداني و عقرت ( حواء ) الإقتصاد و تدهورت ملكات ( الشعر ) و هبط الخطاب ( السياسي ) أسفل سافلين و ظلت رياضتنا وحدها القادره على ( ترويح ) روح الشعب السوداني ( و فك ) عسرته و لو مؤقتاً . رياضتنا التي يسخر منها ( السياسيين ) و ( المثقفين ) و هم لا يعرفون بأنها و حتى الآن تُسيّر نفسها بنفسها و تزاحم الإمكانيات و الظروف . إنتصار هلالي أعاد لذاكرة العرب في الخليج أيام أن كُنا نتغني بالطير المهاجر و أرحل . أعاد سماع ( قصتنا ) و كتابة ( حليوة ليلة المولد ) و وضاحه . ما حدث من لاعبي الهلال بالأمس هو نفس الطعم و أنت تسمع في ( الغربة ) حاجة زي ( نقر الأصابع ) لم ترتاح للموسيقى . لا .. ما حدث بالأمس من لاعبي الهلال يشبه الخروج للشوارع في ( 21 أكتوبر ) 64 .. فيه طعم ( مارس الماسِك كتف أبريل ) . ما حدث بالأمس من لاعبي الهلال واهم من يظن بأنه سيتوقف في حدود الفرحه بالكأس و مباريات ( الكيد ) المتبادله في مواقع التواصل الإجتماعي . ما حدث بالأمس سيصنع ( الأجيال ) المحبه و العاشقه للهلال لأنها رأت بعينها و شاهدت إنتصاراً ( حياً ) بدلاً من ( الأحاجي ) و تكرار ( الشريط ) . ليس من المهم أن يحقق الهلال إنتصاراً خارجياً فالأهم هو أن يحمل لاعبي الهلال ( السودان ) كُلّه للمغتربين في الخارج بطعم ( شوارعه ) و ( نيله ) بالجراري و المردوم و الصقرية و التُمتُم . جمال ما حدث بالأمس من لاعبي الهلال هو المقدره على إنتاج الفرح ( طويل التيله ) .