خالد عز الدين الكبير كبير .. عادات وتقاليد .. لم يستطع الاهلي شندي ان يتخطي المرحلة الاولي .. عبست له ركلات الحظ وخرج بعد ان ابلي بلاء حسنا في حدود امكانياته .. الاهلي شندي نادي مجتهد ينتمي الي مدينة عريقة ولكنه في النهاية ليس من كبار كرة القدم السودانية او صاحب تاريخ ضارب في الاعماق في الدوري الممتاز او البطولات المحلية او صاحب مشاركات خارجية مستمرة لسنوات … لذلك فان خروج الاهلي شندي من هذا الدور متوقع رغم اننا لا ننكر ابدا بانه قادر علي اكثر من ذلك ونتمني ان يكسر حواجز كثيرة في البطولة المحلية او القارية في قادم المواعيد .. المريخ العاصمي نادي قديم من حيث التاريخ وصاحب بطولة قارية هي الوحيدة في السودان باحرازه لكاس الكؤوس الافريقية ولكنها وحيدة ايضا للمريخ وعدا ذلك فان تاريخ المريخ الافريقي لم يعرف الوصول لنهائيات دوري الابطال بل لم يتعود الفريق علي الظهور في مربع الكبار او دوري المجموعات الا نادرا وخلال مشواره في دوري الابطال فان تميزه كان خلال بطولة واحدة او بطولتين فقط عدا ذلك فان الخروج من الادوار الاولي هو الشئ الطبيعي او الاكثر تكرارا في مشوار المريخ ويكفي ان نقول بانه خرج للمرة الثانية علي التوالي من الدور التمهيدي وخرج قبل ذلك اكثر من مرة أشهرها في عام 2014 رغم انه احسن الاعداد ولعب ضد بايرن ميونخ ولكنها العادات والتقاليد .. وفي المقابل فاننا لا نتحدث من فراغ عندما نقول ان كبير الكرة السودانية في المنافسة الكبري والاولي هو الهلال وأنه خروج من الادوار التمهيدية يبقي حدثا استثنائيا لانه احد كبار القارة وهو اول من شارك في دوري الابطال من السودان واول من حقق الفوز داخليا وخارجيا منذ عام 1966 واول من وصل الي نصف النهائي ومن اول مشاركة واول واخر من وصل الي نهائي دوري الابطال وقد تعودت عليه القارة في المنافسة الكبري وبسببه اصبح للسودان اربعة ممثلين افريقيا واصبح اسم السودان نفسه كبيرا بعد ان استطاع الهلال ان يهزم الاهلي القاهري ويقصيه من التنافس الافريقي بعد الفوز عليه في ارضه ووسط جمهوره ثم عاد ليكسر شوكة الاهلي في امدرمان بالفوز عليه بالثلاثية الشهيرة وقبل ذلك اجبر الاهلي علي الاستعانة بالحكم المغربي لاراش لينتزع من الهلال كاس الابطال بعد ان نقض هدف وليد طاشين ليعود الاعلام المصري ويعترف بعد عشرين عاما بصحة الهدف .. والاهلي هو كبير القارة لذلك فان مقارعته تكون من الكبار ومع الاهلي الترجي التونسي الذي أبعده الهلال وتأهل في مجموعة كان متواجد فيها والهلال هزم كل كبار القارة من الاندية التونسية والمغربية والمصرية واندية غرب افريقيا .. في نظام البطولة القديم وصل الهلال من اول مشاركة لنصف النهائي ووصل بعد ذلك لنصف الهلال والنهائي مرتين وفي نظامها الجديد اصبح الهلال احد الاندية الكبيرة المتواجدة بصورة شبه دائمة في دوري المجموعات .. وفي داخل السودان حسم الهلال تماما الصراع حول البطل في البطولة الكبيرة بتفوق لا يحتمل اي جدال سواء كان بمسماها القديم دوري السودان او الجديد الدوري الممتاز .. لا ننكر ابدا ندية المريخ لنا ولكنه يبقي النادي الثاني في السودان ووصيف الهلال بعد ان استطاع ان يحسم امر الوصافة بعد تنافس كبير مع الموردة في السنوات الاولي لبداية كرة القدم في السودان وبداية التنافس .. ندية المريخ للهلال موجودة ولكنها مثل ندية الزمالك للاهلي وندية الافريقي للترجي .. هناك اندية مرتبطة بوجدان الشعب اكثر وبجذور الارض اكثر وهي الرمز الاول لبلادها في الرياضة والهلال هو رمز السودان بالنشأة والتأسيس والانتماء للخريجين الاوائل والثبات علي المبدأ والاسم والشعار . المشاكل التي يمر بها المريخ الان تعكس بوضوح الفوارق التاريخية بين الهلال والمريخ ويكفي ان نضرب مثلا بسيطا بشارة القيادة .. فالقيادة في الهلال لها ارث وتاريخ وهيبة .. شارة القيادة في الهلال لها قدسيتها ولا يمكن ان يرفضها اللاعبون بهذه الطريقة وكأنها لا تشرفهم او تتجول بينهم وكأنها واجب ثقيل يجب ان يوزع بين الناس ومجلس الادارة يتفرج وكأن الامر لا يعنيه.. عندما يتحدث الاهلة عن القائد فانهم يتذكرون هيبة محمد حسين شرفي وصديق منزول وعثمان الديم والانيق الاسطي زكي صالح وصقر السودان سبت دودو وافضل لاعب في التاريخ الكروي السوداني نصر الدين عباس جكسا والدبلوماسي علي قاقارين والنقر وطارق احمد ادم وهيثم مصطفي وكاريكا وبشه والان عبد اللطيف بويا .. تاريخ طويل وهيبة واحترام وتقدير .. وفي المجال الاداري فان النادي الذي يقبل رئيسه ان يكون بلا طين او غير معترف به في اتحاد الكرة لا يمكن ان يقارن بنادي الخريجين الاوائل الذي صارع رؤسائه الانجليز والحكومات العسكرية .. نحن لا نتحدث عن مدينة فاضلة او نادي بدون اخطاء او اعضاء ملائكة ولكننا نتحدث عن الفكرة العامة وعن الارث التاريخي الذي يحكم والاعراف السائدة لذلك نقول بثقة ان الكبير كبير والهلال هو كبير عائلة كرة القدم في السودان ..
