نزار عجيب بين العودة والذهاب تلبية لدعوة من الزميل الصديق فخرالدين حمد مضوي الذي تولى منصب رئيس التحرير بالانابة اعود للمساهمة بالكتابة بوجهة نظري المتواضعة على صفحات العزيزة جوهرة الصحافة الرياضية لتتواصل المسيرة مع ربانها الاستاذ رمضان احمد السيد الذي تربطنا معه علاقة من ايام الزمن الجميل . العودة جاءت مع لقاء الذهاب الذي يخوضه الهلال امام الافريقي التونسي غدا الاحد في رادس بدور ال32 لدوري الابطال الافريقي , وهو المحطة الاهم للمارد الازرق الذي يسعى لتعويض خيبة امل الموسم الماضي بعد ان خرج من نفس الدور على يد بطل توغو . تخطى الهلال مرحلة دور ال64 بسهولة على حساب الفريق الزنزباري بالفوز ذهابا وايابا , لكنه الان امام الواقع الاصعب في مواجهة فريق متمرس صاحب تاريخ وجماهيرية كبيرة في بلده تونس رغم انه لايمر بافضل حالاته . مرحلة دور ال32 تعتبر مفصلية لان تخطيها يعني التواجد في دور المجموعات وبالتالي حسابات هذه المرحلة تختلف وتحتاج الى اهتمام واعداد ورغبة كبيرة في تحقيق الاهم , ونتيجة مباراة الذهاب تبقى هي المؤشر . ان تلعب خارج ارضك في الذهاب امر جيد وان تخوض الاياب في ملعبك هو المطلوب , وتبدو فرصة الهلال جيدة بتخطي عقبة الافريقي بشرط العودة بنتيجة ايجابية من رادس تمهد الطريق لتحقيق المطلوب في الاياب . الهلال لم يلتقي بالافريقي بالبطولات القارية الا مرتين فقط وكان ذلك في عام 2011 بدوري الابطال , ونجح المارد الازرق في تخطي منافسه بالفوز عليه ذهابا في المقبرة بهدف سادومبا وفرض الهلال التعادل على الافريقي في رادس بنتيجة هدف لكل قبل ان ينهي الحكم المباراة قبل وقتها الاصلي بسبب شغب جماهيري . الوضع غدا يختلف والظروف لم تعد هي نفسها , لذلك هنالك حسابات جديدة وتبقى ورقة الهلال المهمة في المدرب الزعفوري الذي يفترض انه يعرف كل صغيرة وكبيرة عن منافسه ويجب عليه ان يخرج بالنتيجة التي تساعده قبل العودة . الهلال ليس في افضل حالاته هذه حقيقة خاصة في ظل غياب لاعب الوسط المميز ابوبكر ديارا عن الاعداد لهذه المباراة بسبب سفره الى بلاده مالي وعدم لحاقه بالبعثة في تونس الا قبل ثلاثة ايام فقط من موع اللقاء . ديارا يمثل ركيزة مهمة في الفريق وسفره خلال هذه الفترة وعدم انضمامه في الوقت المناسب يتحمل مسؤوليته ادارة الفريق التي كان من المفترض ان تكون اكثر احترافية في تعاملها مع هذه الملفات التي تخص لاعبيها . انتهاء جواز سفر اللاعب لم يحدث بشكل مفاجئ وكان من المفترض على ادارة الفريق ان تنتبه لهذه المشكلة منذ وقت طويل وتقوم بالاجراءات اللازمة قبل موعد مباراة الافريقي , لان اللاعب حاليا تغيب عن التدريبات مع الفريق لمدة لاتقل عن عشرة ايام . في حسابات مباراة الذهاب امام الافريقي يبقى ديارا الكرت الاهم في الفريق خصوصا وانه يعرف الاجواء التونسية وهو لاعب وسط قوي سوف يبني عليه المدرب الزعفوري طريقة لعبه التي سيكون عنوانها الرئيسي التوازن واغلاق المنافذ امام المنافس . وسط الفريق هو الرئة التي يتنفس منها الهلال وقوة الوسط ستمنح الفريق الافضلية في هذه المباراة المهمة التي ستكون فيها معركة شرسة تحتاج الى لاعبين مقاتلين من اصحاب الخبرة والقدرات العالية . الافريقي التونسي ليس في افضل حالاته ايضا وعانى في بداية الموسم الحالي من سوء النتائج التي كانت نتيجتها اقالة المدرب البلجيكي ليتولى المهمة بدلا عنه التونسي شهاب الليلي الذي بدأ اعادة ترتيب اوراق الفريق ونجح في اعادة الى الطريق الصحيح خلال الجولات الاخيرة في الدوري . الفريق التونسي يتواجد في ترتيب متاخر بالدوري المحلي ولكنه بدأ يستعيد عافيته ويعتمد في مباراة الهلال على لاعبيه اصحاب الخبرة منهم وسام بن يحيي واسامة الدراجي وفي وجود بعض الوجوه الجديدة التي تريد اثبات وجودها مع الفريق ومساعده في تخطي عقبة دور ال32 بدوري الابطال . مباراة الذهاب ليس مفصلية وحاسمة بالتاكيد لكن نتيجتها سوف تمنحنا مؤشرا مهما لفرص التاهل الى الدور القادم من البطولة القارية . وجهة نظر اخيرة .. الهلال سيكون مطالبا بالفوز او العودة بنتيجة ايجابية من رادس , اي نتيجة غير ذلك لن تكون مرضية لانصاره ومحبيه .
