ايمن كبوش "جوكر" الايام الحلوة.. # سعدت كثيرا، بدعوة اخي الأستاذ "عمرابي" بالكتابة في "الجوكر".. المولود الذي يجمعه بالاخ الجميل "أوهاج عثمان".. وسعادتي التي بلا ضفاف مبررة بأن "افياء" مازالت تلك الفتاة، في عمر الرحيق والندى وسن الطلب والتواصل.. ولكنها مع ذلك لا "تصعر خدها للناس" ولا "تمشي في الأرض مرحا".. نكتب في "الجوكر الرياضي" مع بدايات سنة جديدة.. نشعل معها المدى بشموع الأمل، ونستعيد ذكريات ما مضى مع عشم نبيل وجميل بأن يكون الغد رحيبا ورحيما. # الكتابة اليوم، وفي هذه الساعة التي انقرش فيها من مقهى خرطومي مغطى بالورود الحمراء والعطر الصندل والعبير.. تشبه لحد كبير الوقوف على اطراف الاصابع.. حيث يقف السودانيون اليوم لوداع عام كامل بالدموع والحسرة.. حيث فقدوا فيه الكثير وورثوا منه قبورا وابتلاءات.. لن اجد موضوعاً يليق لكي اقدمه كبشرى في زمن انتحرت فيه البشريات.. فقد بدأنا نهارية 31 ديسمبر من العام قبل الماضي باصوات الرصاص والبمبان في الشارع العام، وقضينا ليلتنا ساهرين على انغام "طيخ طاخ الاطفالية".. من يومها غاب "سهر الشوق في العيون الجميلة" ولم يعد هناك احد ينادي بالحب في بدايات السنة.. ولا الحب في نهايات السنة ولم يعد هناك كائن يفلسف الامور ويقول: "الحب اعمق من جميع الأمكنة" كما كان يفعل شاعر الحب والدموع "نزار بك قباني". # قلت لتلك الصغيرة التي تشبه "عصافير الجنة": عندما كان "التيار الكهربائي" يعتصم في تلك الليلة التي نستقبل فيها العام الجديد ويدخل "النور" عمداً في حالة انقطاع، كنا نلوذ بتلك الانحاء.. نصافح الماء.. ونكتب على رمال الشطآن حكايات للقمر والسمر والليالي المخملية.. # ليت هذا العام المنصرم، يلملم حاجياته سريعاً.. ويسدد حسابات "اعمال سنة" بلا كورونا وبلا مدني عباس مدني وايمن نمر.. لتعود تلك الأيام الجميلة التي نكتب عنها بهذا الشكل: "عام كامل كان يلوح بشهوره مودعاً.. وايام عديدة تتمدد جسداً على عربات الرحيل الى العدم.. كان الناس وقتها اكثر انشغالاً ب"رأس السنة الميلادية" فكانت البيوت الطينية تُغير جلدها استعداداً واحتفاء ب"طفي شمعة" و"تقطيع تورتة" و"عناق حبيبين".. وقتها كانوا خمسة، وسادسهم عشقهم للناس والدنيا والغناء.. اختاروا ان يودعوا العام.. ويستقبلوا آخر بطريقتهم الخاصة.. طريقة مختلفة ومتفردة ورومانسية.. نعم رومانسية عندما كانت الرومانسية هي الست في أبهى تجلياتها وهي: "نفسي انده لك بكلمة ما اتقالتش لحد تاني".. أو قولوا هي ذاتها عندما كانت تقول: "اللي شفتو قبل ما تشوفك عينيا.. عمر ضائع.. يحسبوهو ازاي عليا".. ايامها كانت الامنيات كبيرة.. والاحلام اكبر والتفاصيل خالية تماماً من الامنيات الصغيرة.. كان استقبال العام الجديد يبدأ برحلة ترفيهية من رحل ذاك الزمان الما شين.. واذكر تماما كيف توقف نبض الحاضرين وتوقف الزمن عند تلك المغنية الحسناء التي جاءت لتلعب دور (ايقونة) تلك (اللمة).. لم تكن هناك (قونات) على نسق الجبلية والدولية ورشا الخور.. جاءت تلك المغنية الشابة وكأنها تحمل (جرحاً) يختبئ في رحيق الوردة.. فأدهشتنا حين صدحت: (حبيبي ليه قلبي فاكرك.. وإنت ليه خالي.. قلبك خالي.. والله ما عليه.. كنت فاكر ألقى عندك الحنان تغمرني بيه.. قلبي يرسى يلقى جنبك الأمان ويدوم عليه.. بحنانك تحتويني.. وبودادك تصطفيني.. ليه تسيبني يا ضنيني لدلالك أشتكيك). # يومها اختتمت الرحلة برسالة حب الى حبيب مسافر.. يبدو انه ترك المرافئ خلفه تشتعل فغنت: "كفاية بقى.. دموع في فراق.. دموع في لقاء.. ان كان على الود القديم.. ان كان ع الجرح الاليم.. ستائر النسيان نزلت بقااااالها زمااان". # دعونا اليوم، نقف على اطراف الاصابع.. نتحسس هذا النبض الذي فينا.. لنقول لبعضنا كل عام وانتم بعزتكم وكرامتكم.. ترفلون في ذاك الحب الذي تغنى له المغنون.. كل عام وانتم تغنون.. بلد الخير والعزة مكاني.