ابراهيم عوض قسوة جغرافية شاء حظ الهلال ان توقعه قرعة دوري المجموعات بدوري الابطال بين ثلاثة فرق قوية، وموزعة على دائرة جغرافية واسعة في القارة الافريقية. القرعة التي سحبت أمس في القاهرة وضعت الهلال في المجموعة الثانية في مواجهة مازمبي الكنغولي، وموليدى صن دوانز الجنوب افريقي، وبلوزداد الجزائرى. وعلى النقيض من ذلك فان القرعة سهلت مهمة المريخ، الذي سيلعب مع، الأهلي المصري، وفيتا كلوب الكنغولي، وسيمبا التنزاني، وهي فرق مغمورة باستثناء الاهلي. الأندية التي سيواجهها الهلال متمرسة ولها تاريخ حافل في هذه المنافسة، وفيها من فاز بالبطولة اكثر من مرة، وهو ما سيضاعف من مهمة الهلال. بينما سيلعب المريخ مع فرق تبحث عن نفسها في المسابقة، وعن الوصول لنصف النهائي للمرة الأولى باستثناء الأهلي المصري كما ذكرنا. سيقطع الهلال الاف الاميال، وفي فترة زمنية قصيرة لمواجهة بلوزداد في اقصى شمال القارة، ثم صن داونز في اقصى الجنوب ،مرورا بوسطها، لمواجهة مازمبي. اما المريخ (المحظوظ)، فانه سيقطع اميالا اقل بكثير من الهلال، لانه سيتحرك في دائرة لا يزيد نصف قطرها عن الالف وخمسمائة ميل تقريبا. فنيا، يعد الهلال الأقل جاهزية بين فرق مجموعته بعد ان غربل صفوفه في التسجيلات الماضية وسجل 18 لاعبا، من بينهم ثلاثة أجانب. افلحت ادارة الهلال في تسجيل أفضل العناصر المحلية، واجتهدت ادارته وضمت الى صفوف الفريق ثلاثة لاعبين أجانب من النوع المتوسط. وكما نعلم فان التجديد، يحتاج الى وقت حتى يجني الفريق ثماره محليا وقاريا، ولذلك ينبغي على جماهير الهلال ان لا تستجعل النتائج. بإمكان الهلال وبوضعه الفني الحالي، التاهل الى المرحلة المقبلة، والصعود لدور ال 8، كما يمكنه ان يذهب لابعد من ذلك. لكن من المستحيل، ان يكون مؤهلا للفوز باللقب الافريقي هذا العام، لان ذلك يحتاج الى اعداد افضل ولاعبين أجانب على اعلى مستوى. ولن نلوم الهلال حتى ولو لم يتاهل لدور ال 8، لان عملية البناء التي تمت قبل اشهر قليلة، هدفها في الأساس كان حصد البطولات في المستقبل. امنياتنا القلبية للهلال الجديد بالتوفيق في مرحلة المجموعات بعد ان اجتاز المرحلتين الأولى والثانية بامتياز، وثقتنا كبيرة في انه سيشرف السودان كما عودنا دائما. والدعوات للمريخ بالصمود في هذه المرحلة، التي يصلها للمرة الثانية في تاريخه، ومن ثم الانتقال للمرحلة المقبلة. آخر الكلام الزوبعة التي اثارتها بعثة نادي الاشانتي كوتوكو بعد إلغاء مباراتهم مع الهلال، واعلان تاهل الأخير، بسبب ظهور اكثر من ست حالات إيجابية، فرقعة إعلامية. اتهام الهلال بالتورط في العملية غير منطقي، وليس له دليل يسنده، ذلك ان إدارة البعثة ، هي من اختارت المعمل الذي اكد إيجابية الحالات، وليس الهلال. وحتى البروفسور زهير الممثل الطبي للكاف بالسودان لم يكن يعلم بالخطوات التي اتخذتها إدارة بعثة الاشانتي في إجراءات فحص الكورونا للاعبيه في السودان. تقرير بروف زهير الذي توافق مع تقرير مراقب المباراة ، عجل باعتماد الهلال في دوري المجموعات ودحرج الغاني الى الكونفدرالية. التلويح بالتصعيد الى (كاس) من قبل الغانيين، لن يغير قرار الاتحاد الافريقي، ولن يهدي ثورة الغضب الجماهيري في كوماسي ضد إدارة النادي. القرعة جرت أمس، وانتهى الامر، وعلى الغانيين ان ينسوا الموضوع، ويتفرغوا لمباراتهم أمام وفاق سطيف الجزائري قبل ان يجدوا انفسهم خارج المنافسة. مرحلة دوري المجموعات تتطلب من الصربي زوان مدرب الفريق الهلالي، اختيار تشكيلة ثابتة، والاعتماد عليها في المنافستين المحلية والافريقية. الغاء مباراة الاشانتي أضاع على الهلال فرصة لتجهيز الفريق بشكل افضل، لكن يمكن تعويض ذلك بالتباري وديا مع فريق افريقي قوي. ونعتقد ان إدارة النادي بقيادة هشام السوباط، لن تبخل على المدرب باي طلب ترى انه يصب في مصلحة الفريق، وستكون جاهزة لتنفيذ رغبة الجهاز الفني. الهلال يستهل مشواره خارج ملعبه أمام صن داونز منتصف فبراير المقبل، ما يعني ان هناك متسع من الوقت لاستدعاء فريق افريقي هنا، أو الترتيب لأداء مباراة في طريق السفر الى جنوب افريقيا. وداعية: الكبير لا يهاب مواجهة الكبار.
