عندما تبدأ خطأ يتواصل الخطأ حتى النهاية ، تلك الحقيقة جسدها زوران في مباراة الأمس أمام صن داونز الجنوب إفريقي ، القائمة التي اختارها زوران لهذه المباراة لم تكن هي القائمة المثالية لمثل هكذا مباريات ، زوران للأسف الشديد عطل القدرات الكبيرة لعيد مقدم عندما قام بتحويله من خانته وجعله مقلوبا ، ودفع بانداي في خانة مقدم ففقدهما الاثنين معا ، الأمر الذي دفعه في النهاية لاستبدالهما معا والدفع بفنيي كومي ، وسليم ، ومن دفع بهما لم يكونا بأفضل ممن قام باستبدالهما خاصة سليم الذي اتضح انه بعيد جدا عن لياقة المباريات ، بل انه بعيد جدا عن مستوى الهلال الإفريقي ، سليم يمكنه ان يتألق في الدوري الممتاز ، ويحرز الأهداف لكنه فاشل جدا إفريقيا والدفع به في هذه المباراة حماقة كبرى ارتكبها زوران ، فأضاع سليم وأضاع الهلال . الحقيقة التي يجب ان نعترف بها ان الهلال قدم مستوى جيد في الشوط الثاني خاصة، إلا أن الفريق كانت تنقصه الشخصية الحقيقية والقوية شخصية البطل ) التي ظل يظهرها في دوري الأبطال، زوران اهتم بشكل كبير بأصحاب الأرض ومنحهم أكثر مما يستحقون ، لذا ظهر الهلال بشكل سئ للغاية خلال الربع الأول من المباراة واستقبلت شباكه هدفا سريعا ، وكاد يتضاعف لولا بسالة الحارس ابوجا الذي أكد انه رجل المباراة الأول مناصفة مع قائد الفريق محمد عبدا لرحمن . لا ادري ماهية الفلسفة التي اعتمد عليها زوران وهو يشرك مقدم في خانة غير خانته رغم ان الأخير كان مفتاح النصر الوحيد للأزرق خلال كل المباريات التي خاضها الفريق علي المستويين المحلي والإفريقي ، وماهية الفلسفة التي دفعته لإشراك نزار حامد والإبقاء على جسي في مقاعد البدلاء ، وماهي الفلسفة التي دفعته لإشراك سليم الفاقد لكل شئ ، وماهي فلسفته في الإبقاء على فارس وهو يمارس تلك (الخرمجة) وكأنه يلعب في احد فرق الروابط في ضواحي وأرياف بلادي . اعتقد ان زوران نال فرصته الكافية للتعرف على إمكانات نجوم الفرقة الزرقاء ، وأي تنظير منه مقبلا يعني في المقام الأول انه دون قائمة السيد الهلال ، كنا قد عارضنا الهجمة ضده والتي طالبت بإقالته ، قلنا وقتها ان الرجل لازال يتعرف على اللاعبين ، واعتقد ان زمن التعرف علي إمكانات نجومه قد ولى ألان ويجب عليه ان يتحسس موضع قدمه لان أي تعثر قادم (لأقدر الله) ربما أطاح به خارج أسوار القلعة الزرقاء . الهلال يمتلئ بالنجوم لكنه للأسف الشديد فشل حتى ألان في في خلق فريق قوى يهز الأرض تحت أقدام الأندية الإفريقية على نحو ما كان يفعل الهلال في الماضي القريب . هذا المدرب ومن خلال آخر مباريات خاضها الفريق ظل يعتمد وبشكل كبير على بوغبا في منطقة لاعب المحور ، لكنه عاد وأبعده في مباراة الأمس رغم تواضع ابوعاقلة في هذه المباراة تحديدا ، ولم يكن هو ابوعاقلة الذي تعرفه جماهير الهلال ، وظل مصرا على إشراك نزار حتى في التجارب التحضيرية ، فيما ظل يبقى على جسي على دكة البدلاء حتى فقد حساسة المباريات ، وظل يعتمد على محمد عبدا لرحمن وحده في خط المقدمة رغم وجود القاطرة البشرية فيني كومبي ، وان وجدنا له العذر في إشراك فارس باستمرار باعتبار ان بقية اللاعبين الذين يشغلون هذه الخانة بعيدين عن حساسية المباريات ، فما هي الأعذار التي تدفعه للإبقاء على جيسى في دكة البدلاء وإشراك نزار بشكل مستمر ليأتي في نهاية المطاف ويقوم باستبداله وبالتالي يكون الفريق قد خسر لاعبين دفعة واحدة . الرائ عندي ان تقوم لجنة التطبيع بفرض كادر وطني كمساعد له حتى وان رفض لان بقية المباريات لا تحتمل التنظير الذي يمارسه خلال المباريات . ويمكن للجنة التطبيع ان تسمي الكابتن بشة مساعدا لزوران في ذات الوقت ان يكون محللا فنيا له ، لكن يجب ان تكون التسمية هكذا (بشة مساعد لزوران) على الأقل فان بشة خبر اللاعبين جيدا خلال تلك الفترة وهو قادر ان يقدم خدمات كبيرة لزوران في موقعه الجديد كمساعد له . أخيرا أخيرا ..! خسرنا ثلاث نقاط مهمة في بداية مشوارنا ، وكان بالإمكان ان نعود على الأقل بنقطة وحيدة من هذه المباراة لان صن دوانز ليس هو الفريق الذي يمكن له ان يهزم الهلال ، لكن زوران أراد له ان يفوز بتلك البداية (الخطأ) ، زوران منح الجنوب إفريقي أكثر مما يستحق وادخل ذاك الإحساس في نفوس اللاعبين الذين بدوا مضطربين ، وبمرور الوقت وبعد ان اكتشفوا ان صن داونز فريق عادي ويمكن التغلب عليه بدوا في استعادة أراضيهم وهددوا مرماه كثيرا خاصة تلك الفرصة التي وجدها التشغيل وأضاعها بتهور شديد . أخيرا جدا ..! معالجة الأخطاء ، والتشكيل المثالي ، وإشراك اللاعب الجاهز ذهنيا وبدنيا هو الطريق الوحيد للتغلب على مازيمبي هنا في امدرمان خلال الأسبوع المقبل ، وأي تعثر لا قدر الله أمام مازيمبي ستبدو حظوظ الهلال غاية في الصعوبة . وعلى لجنة التطبيع ان تحسم أمر المساعد فور عودة الفريق من جنوب إفريقيا ، وان تعمل من اجل استقرار الفريق ، وعلى الأعضاء وضع مصلحة الهلال في المقام الأول قبل مصالحهم الشخصية . نواصل اذهبوا فانتم الطلقاء