امير عوض المواجهة الأهم في تمام التاسعة من أمسية اليوم يخوض المارد الأفريقي العملاق مريخ السودان واحدة من أهم و أشرس نزالاته في العقد الأخير حين يُباري أهلي مصر بطل القارة و ثالث العالم لحساب الجولة الأولي لمجموعات أبطال أفريقيا. المباراة قبل أن تكون مجرد جولة من مباريات المجموعات فهي عبارة عن تحدي بين الكرة السودانية و نظيرتها من شمال الوادي إذ يحتضن عشب استاد القاهرة لقاء أكبر فريقين في وادي النيل من حيث العراقة و البطولات و الصيت الأفريقي الفخيم. المواجهة رقم (7) في تأريخ لقاءات الفريقين تأتي و مريخنا يمُرّ بظروف استثنائية للحد البعيد من واقع الفشل الاداري الحالي إضافةً لتأخُر وصول المحترفين و عدم اندماج أغلبهم مع الفريق في ظل وجود عارضة فنية جديدة يتربع علي سُدتها التقني التونسي نصر الدين النابي الذي يتلمس مقدرات و امكانيات فرقته مع البدايات التي وضعته أمام بطل أفريقيا السابق و أحد أبرز المرشحين لصدارة المجموعة المُعقدة جداً. و كما يمر المارد السوداني بظروف سيئة.. فالأهلي المصري كذلك يُعاني من الإرهاق الشديد جرآء مشاركته الأخيرة في بطولة كأس العالم للأندية (و التي حاز فيها علي البرونزية) خلال مواجهات جمعته بأبطال القارات و خصمت فيها من رصيده البدني و حسرت من الحيز الزمني المُتاح له للتركيز علي مواجهة الزعيم السوداني الكبير. ما نتوقعه من النابي و فرسانه الأشاوس.. هو محاولة الاستفادة القصوي من إرهاق عناصر أهلي القرن مع وجود 4 غيابات مؤثرة ضربت الفريق و أدت لفقدانه عدد من أهم مفاتيح اللعب لديه (معلول و الشحات) مع ضرورة الانتباه لأن فريق كالأهلي يرتكز علي رصيد بشري هائل يكاد الاحتياطي فيه أن يبز اللاعب الأساسي. المطلوب من رفاق أمير هو ضرورة التقيد بالانضباط التكتيكي داخل الملعب مع العمل بجد و صرامة لقفل المنطقة الدفاعية بدايةً من منتصف الملعب و عدم منح لاعبي الأهلي فرصة صناعة اللعب بتضييق المساحات و هو الأمر الذي سيصعب مهمة المُضيف الذي يفتقد لخدمات الشحات المتميز في صناعة اللعب في أضيق المساحات مع معاناته البارزة في خط المقدمة التقليدي للغاية. المساندة الدفاعية لأطراف الملعب من لاعبي الوسط مهمة جداً.. كما أن المساحات خلف اللاعبين (خاصة بيبو) تُعد ثغرة سيحاول الأهلي المرور عبرها بتكثيف هجماته من الطرف الأيسر و العمق في بعض الأحيان. و كما ذكر النابي.. فاللعب الدفاعي الصرف خطيرٌ للغاية.. لهذا ننتظر منه أن يلعب بتوازن مع عدم الاندفاع هجومياً و الاستفادة من امكانيات العقرب الهائلة في صناعة اللعب بوجود لاعب سريع و قوي كسيف تيري (هداف الأبطال الحالي) علي رأس الرمح المريخي المتوجه نحو صميم سويداء العملاق المصري. و أخيراً.. هي مواجهة.. رغم أهميتها إلا أنها بداية من سلسلة ست مباريات تنتظر الأحمر و العبرة فيها بجمع أكبر قدر من النقاط ليتمكن من التأُهل للدور القادم بحول الله و قوته *نبضات متفرقة* لا نخاف الأهلي.. و هو لا يستخف بالمريخ. العلاقة بين المريخاب و الأهلاوية علاقة احترام متبادل كأكبر أندية وادي النيل. مبارياتنا مع الأهلي مثيرة تحفها الندية و الشراسة داخل الملعب.. و مظاهر (الكفن المحمول) و التفلتات و حصب الملعب لا تشبه مواجهات كبيري السودان و مصر. المريخ سيد البلد.. أول فريق سوداني يتمكن من تحقيق الفوز على الأهلي في دوري الأبطال نسخة 2002 لحساب دور ثُمن النهائي. تأريخ لقاءات المريخ و الأهلي المصري من قبل: 1- دوري أبطال أفريقيا 1983 واجه الأهلي المريخ السوداني في الدور الأول لبطولة دوري أبطال أفريقيا عام 1983 حيث استضاف الأهلي لقاء الذهاب و انتهى بفوز الأهلي بهدفٍ نظيف لأسطورة الفريق و رئيس مجلس الإدارة الحالي محمود الخطيب من ركلة جزاء. أما لقاء العودة فانتهى بالتعادل السلبي و تأهل الأهلي للدور الثاني لملاقاة ديناموز الزيمبابوي ليخسر بعد ذلك الأهلي نهائي البطولة أمام أشانتي كوتوكو الغاني. 2- كأس أفريقيا أبطال الكؤوس 1993 واجه الأهلي المريخ مرة وحيدة على مدار تاريخ بطولة أفريقيا لأبطال الكؤوس عام 1993 و انتهى لقاء الذهاب والذي أقيم بالسودان بفوز الأهلي بهدفين مقابل هدف للمريخ السوداني.. ليحين موعد لقاء العودة بالقاهرة ليكرر الفوز بخماسية مقابل هدف. 3- دوري أبطال أفريقيا 2002 التقى الأهلي بالمريخ ضمن منافسات دور ال16 لبطولة دوري أبطال أفريقيا و لُعِب الذهاب بالقاهرة حيث استطاع الأهلي التفوق على المريخ بهدفين. و في لقاء العودة فاز الزعيم السوداني بثلاثة أهداف مقابل هدف و لكنها لم تشفع له من أجل العبور للدور ربع النهائي. ست مباريات جمعت الزعيم بالأهلي.. فاز خلالها الأخير بأربع مواجهات و انتهت واحدة بالتعادل و أخري بفوز المريخ. ذكريات مباراة الاهلي تعيد للأذهان سيرة و مسيرة النجم الذهبي هيثم الرشيد جلاد الأهلي. هيثم الرشيد لاعب الفريق الأول الأساسي سابقاً لا علاقة له بهيثم الرشيد عضو المجلس الحالي و بديل فريق أشبال المريخ في العهود السابقة. مجرد تشابه أسماء.. و فرق كبير في الانجازات التأريخية. اليوم.. سيخوض لاعبي المريخ مهمة اعادة كتابة التأريخ لتعديل كفة المواجهات بإذن الله. أمام هداف الأبطال تيري فرصة متجددة لزيارة شباك العالمي الشناوي و الاستفادة من بطء دفاع ثالث العالم. خط وسط المريخ هو تيرمومتر الأداء.. ان اجاد نجومه دانت السيطرة لنا و سهُلت علينا المواجهة.. و ان تقاعس بعضهم سيتعرض الدفاع لضغطٍ كبير. الوصية بالمهلة و النابي ما محتاج توصية. اللهم نصرك و عزتك. *نبضة أخيرة* الزعيم و الأهلي.. حديد يلاقي حديد.