إيهاب صالح المريخ يحتجب بالأمس ! * بعد خسارة المريخ القاسية من الأهلي المصري في افتتاحية مباريات المريخ بالمجموعة بالقاهرة كتبت مقالاً بعنوان ( الحل بس فيتا ) وكنت على يقين أن المريخ يفترض أن يبدأ تنافسه للتأهل بعد مباراة الأهلي وأن انطلاقة المريخ نحن هذا الهدف تبدأ بنقاط فيتا على ارضه ومن ثم مباراتي سيمبا حيث كان من المفترض ان تحددا أحقية التأهل لواحد منهما ، خاب بالطبع أملي بعد النتيجة الكارثية التي حدثت بالأمس امام فيتاكلوب الكونغولي والخسارة المذلة للمريخ برباعية في دياره بإعتباره يلعب بأرضه ، خسارة أبعدت المريخ تماماً عن التنافس وأخرجته بقسوة ولن يبق متفائل واحد يهرف بإمكانية حدوث معجزة لأن المعجزات نفسها تعجز عن مساعدة ما شاهدناهم بالأمس ، لست من هواة الترصد ولست ممن يحاسب ويشتم ويملأ مقاله تقريعاً للاعبين مدحناهم كثيراً وكان الأمل فيهم قائماً حتى البارحة ، ولست ممن يبحثون عن ثغرة يملأونها تقريحاً ونقداً لاذعاً وتجريماً ولست ممن يبحث عن أب الهزيمة من وجهة نظري لتحميلها له بينما نوزع للنصر اباءاً من صنعنا ، خسر المريخ نعم ، خسارة كارثية بمعنى الكلمة ، نشترك في التباحث عن مسبباتها والتدقيق في أحوالها ومشاهدها الموجعة ، ان كان العلاج بالكي فهو اخره وقبله تكمن عشرات العلاجات فقط بتحديد الداء ، لن تجدي صياحات الأنصار الغاضبة بانفعلات نعذرهم عليها ولن يكون الحل في المناداة بشطب المتقاعسين من وجهة نظر مباراة الامس فهم نفسهم الذين اوصلوا الفريق لهذه المرحلة وهم نفسهم الذين صفقوا لهم وكرموهم من قبل ، شيئاً من التروي والحكمة قد يفيد وسط كل ضرر التوتر والانفعال وردود الأفعال المتعجلة ، ولكن لنتحدث فقط عما شاهدناه من اللاعبين او بالأمس كانوا المتلاعبين . * الدقيقة الثامنة من انطلاقة مباراة المريخ وفيتاكلوب الكونغولي حملت بداية الاخبار السارة للجمهور الأحمر ونهايتها ، هل يعقل ان يتقدم المريخ بهدف جميل من السماني الضاوي ويتراجع كل هذا التراجع الغير مبرر ؟ .. هل يعقل ان يكون سوء التمرير وسوء الاستلام لهذه الدرجة ؟ هل يعقل ان يكون ما قدمه لاعبو المريخ بالأمس هو مستواهم الطبيعي والحقيقي ؟ هل يعقل ان يكونوا جميعاً خارج الشبكة تماماً ما عدا المحترف النيجيري توني ؟ هل يمكن ان نطمع في تأهل بمستوى دفاع وحارس مرمى تغالطه كرة بعيدة من حارس مرمى الخصم وتصطدم بظهر المهاجم الذي يلحقها ويودعها في الشباك وكأنه في تمرين استعراضي ؟ * اهتم سيف تيري بتجديد عقده وناوشوه بعقود احتراف ومبالغ باهظة وتدخل جمال الوالي فجاء يلعب وهمه كله في رصيده البنكي واهتم امير كمال بمستحقاته فترك هجوم فيتا يمرحون ويسرحون وكأنه يتفرج من مقاعد البدلاء ، واهتم تمبش بنفسه فضاع مستواه باخطاء تقهر ، اما خط وسط الفريق فعليهم ان يقرصوا انفسهم ليتأكدوا ان كانوا موجودين في الملعب ام خلف الشاشات .. ضياع تام ومستوى غريب جداً لم يحدث وان شاهدنا المريخ عليه حتى في أسوأ حالاته ومبارياته ، الحسنة الوحيدة كانت في المحترف توني النيجيري وسرعان ما حرمنا منها النابي ليختم على سوء اجمالي بنسبة كاملة مائة في المائة . * النتيجة القاسية لا تبتعد كثيراً عما يحدث في كرة القدم ، هزيمة رباعية الثانية من نوعها للمريخ في السودان لكنها فاقت خسارة الصفاقسي بناقص هدف لكن اكثر من يختلف فيها هو مستوى المريخ الجنائزي ومستوى فيتا العادي مقارنة بمريخ العجب ورفاقه وقوة الصفاقسي وتميزه وقتها ، ان قدم لاعبو المريخ مستواهم العادي واجتهدوا لاسعاد الصفوة وانتزاع الفوز وفشلوا لما كان كل هذا الحنق والغضب عليهم لكنهم بالأمس كانوا اشباحاً تسير لا يحتاجون لزرقاء اليمامة لرؤيتهم فأعمى البصر يمكن ان يصفهم بسهولة ، خسر برشلونة بثمانية وخسر اليونايتد بسداسية وخسر ليفربول بسباعية وحتى السيتي بعبع البريمرليغ خسر برباعية ، هي نتائج تحدث عندما ينهار اللاعبين داخل الملعب وتفتقد الفرق الدعم الجماهيري المؤثر جداً في هذه الظروف فيكتمل الانهيار بحسب حظ الفريق من الأهداف في مرماه وبحسب قوة الخصم واستغلاله لذلك ، وقد استغل فيتا كلوب كل شيء بالأمس ، استغل المريخ تماماً وأعاد لنفسه الامل في التأهل بعد ان خسر مباراته الأولى على ارضه امام سيمبا التنزاني ، سيمبا الذي قهر الأهلي المصري بالأمس بهدف نظيف جعله يتربع على صدارة المجموعة قبل ان يقابل المريخ المترهل فنياً وادارياً ولا تحتاج مباراتي الفريقين القادمتين لكثير عناء في توقع نتائجهما فمقتضى الحال يغني عن السؤال ! * لن احمل المدرب نصر الدين النابي شيئاً ولن اجعله كبش فداء لهذا المستوى المتدني وهذه الخسارة الكارثية كونه قدم للفريق قبل أسبوعين تقريباً ، وان كان ثمة شيء اخذته عليه فهو التراجع غير المبرر الذي شاهده بالأمس ولم حرك ساكناً خصوصاً بعد هدف السماني وسوء المحترف اليوغندي في الوسط وخط الوسط عموماً وايضاً لم يتحرك ليغير ما بهم حتى يغيروا انفسهم وثالثة الاثافي سحبه للاعب الوحيد الجيد في المريخ النيجيري توني في تبديل غريب جعلنا نشك في امكانياته كمدير فني يمكن ان يقدم شيئاً للفريق ، استمعت لتصريح النابي عقب مباراة الأهلي المصري واقتنعت بوجهة نظره عن مباراة الأهلي لانها صادفت قناعاتي فيها اصلاً لكن فاجأني بتعامله في مباراة الامس ان نفذ اللاعبون توجيهاته فهذه كارثة وان تصرفوا من انفسهم وهو يتفرج عليهم فهذه كارثة اكبر ، ظروف تغيير المدربين التي حدثت في اخطر فترات البطولة واكثر فترات الاستقرار المفترضة للفريق يتحملها مجلس الإدارة ورئيس النادي المتساهل الذي ترك مدربه يذهب لخصمه وجاء بمدرب جديد ليلاقي به الأهلي وفيتاكلوب وسيمبا في أيام معدومة لا تسمن ولا تغني من جوع وبدون تجارب او معسكر عليه القيمة ، وبلاعبين جلهم مصابين ، النابي لا يحمل معه خاتم سليمان ولا حتى عصاه ، وبالتالي لم يقدم شيئاً اصلاً يحاسب عليه . * على لاعبي المريخ ان يحاسبوا انفسهم بأنفسهم فمباراة الامس كارثية بمعنى الكلمة وما قدموه فيها او بالاصح ما هدموه فيها لا يقارن ، فقد تلاعبوا بأنفسهم وباسم الفريق ، وعليهم ان يجيبوا على كل هذه الأسئلة ، وبوضوح ، ان كان هذا مستواهم الطبيعي فلا ضير من تغييرهم جميعاً لأن هذا ليس بمستوى لاعب يرتدي شعار المريخ وان كان ثمة شيء لا نعلمه فلابد من المحاسبة والوقوف عند كل صغيرة وكبيرة ، فنهاية مشوار البطولة الافريقية لا يعني الصمت عنها !! آخر التداعيات * نتمنى أن يكون الهلال مختلفاً عن المريخ اليوم اداءاً ومستوى ونتيجة ، فنتيجة مباراته اليوم امام مازيمبي الكونغولي ايضاً ستحدد مساره في البطولة بنسبة كبيرة .
