ابو عاقلة أماسا لا شيتاً نزل في الجوف…!! * وإن كنت قد فهمت وتأقلمت مع كل معطيات الأزمة المريخية، فإن موقف ودور مدثر خيري فيها يثير ويستنفر الإستغراب بكل أصنافه وطقوسه، إذ أنه أظهر نفسه بطلاً حقيقياً في فيلم التراجيديا المريخية بمواقف متقلبة ومتلونة وغريبة، من سوداكال ومعه وضده..! * لا يمكن أن يكون الوضع الراهن في المريخ هو حصيلة أربع سنوات كاملة من النضال والتنظير والمعارك والتصفيات والخصومات والمشاحنات بإسم الديمقراطية والقيم النبيلة، لأننا الآن أمام أنموذج يستند فقط على نتائج فريق كرة القدم… فاز وتصدر وارتفعت معنويات الناس وصرفوا النظر عن التصعيد، ولكن تبقى المواقف والآراء كما هي، لأن أصل الخلاف كما هو، لم يحدث فيه جديد، هي ذات الثوابت ونقاط الخلاف.. سوداكال هو نفسه (لا شيتاً نزل في الجوف… ولا برجع ولا بنزال).. والموقف الراهن ضبابي ومستقبل المريخ بكل تأريخه مرهون بأمزجة شخص لا نعرف كيف سيصبح غداً… متعكر المزاج… أم صافي النية؟… أم متقلب كالعادة؟ * كنا نحلم بأن ترتقي إدارات المربخ إلى مستوى طموحات جماهيره، وأن يصبح النادي مؤسسة تدار بإحترافية، وتتمرد أحلامها على الروتين المستمر من عبر قرن كامل كان فيه الفريق إما بطل الدوري أو الوصيف، حتى في عام الرمادة… التأريخ الأسوأ في هذا النادي كان الفريق إما البطل أو الثاني، بل حقق السبتين وهو يعاني إدارياً، وفي العصر الحديث تطورت الطموحات وارتفعت.. وتنامى وعي الجماهير وأصبحت تقارن بين ما يجري في الأندية الأخرى في المحيط الإقليمي والقاري وما يجري في المريخ.. حيث لا مقارنة أصلاُ.. بل تراجع وإنتكاسة..! * قبل ما يقارب العشرين سنة من الآن، كان محمد إلياس محجوب رئيساً للنادي، والفريق حاصل على الهاتريك الأول للدوري الممتاز، والأداء الإداري مسنود بميزانية يتباهى بها المريخاب، ربما تكون الوحيدة التي حاذت خطابات إشادة من المراجع العام، وهنالك من هو جاهز للوقوف أمام الجمعية العمومية ليلقي خطابات الدورة والميزانية في أجواء ديمقراطية حقيقية، ومع ذلك.. صدر قرار حل المجلس والدفع بمجلس معين إستمر 14 سنة.. وفي التأريخ دروس وعبر مع العبقريات الجديدة التي أحالت نهار المريخ إلى ليل بهيم. * النقاش الذي أعقب خطابات الفيفا الأخيرة إنحصر في الإشارة إلى إختصاص الإتحاد السوداني في قضية المريخ، وفي تقديري لم يكن الخلاف أصلاً حول من المختص بمعالجة أزمات الأندية السودانية، وشخصياً كنت أول من بشر بالتحرر من قيود المفوضيات وأن نضال الأندية بات مرتبطاً بصورة مباشرة مع الإتحاد، وهو المسؤول الأول والأخير فيما يخص أنديته، والفكرة في حد ذاتها جديدة لذلك كان هضمها صعب على جماهير المريخ تحديداً. * جمهور المريخ الذي يتفاخر بعدديته وصفويته فشل في حشد عشرة آلاف عضواً لتحرير النادي من مأزق الأزمات، واستمر في مصارعة شداد والإتحاد ظناً منه أن مجالس الإدارات المنتخبة يمكن أن تحل بقرار مثلما كان في السابق، والحقيقة أن الأمور اختلفت وأصبح جمهور النادي هو صاحب القرار… فإما أن يحتشد ويرفع العضوية لعشرة آلاف ويكون القرار عنده.. أو يكون أمام الخيار الثاني… أتدرون ماهو؟… أستمرار سوداكال لدورة ثانية…. وسوداكال مثل الرئيس الأمريكي السابق ترامب، شخصية مثيرة للجدل وصانعة للأزمات ومعه ستتلاشى ريادة نادي المريخ ويصبح بلاجمهور وربما يلحق بالموردة…. فما يجري الآن هو مشروع إفراغ المريخ من مجتمعه ورفع الأشخاص فوق هامة الكيان. حواشي * ذهبت لنادي المريخ كالمعتاد بعد عيد الفطر المبارك ووجدت أن كل شيء قد تغير، أشخاص غرباء يتحكمون في من يدخل ومن يخرج، وإعتداء على الزميل أحمد دراج لأنه انتقد الأوضاع وعبر عن رأيه بصراحة. * مرحلة جديدة من الإفلاس طبعاً، وفعل يدل على أن الأحداث داخل هذا النادي تنحدر درك رهيب..!! * لحسن حظ سوداكال أن كورونا أصبحت تضفي المبررات لكل شيء، وأننا في بداية عهد التحرر من المفوضيات وبداية عهد جديد قلنا أنه سيكون مدخلاً للديمقراطية، ولكن فهم البعض للديمقراطية وأولهم سوداكال ومن يسمون انفسهم بأنصار الديمقراطية فهمهم لها في حد ذاته كارثي..! * كل الديكتاتوريات التي سيطرت في العالم دخلت على الشعوب وهي تمتطي صهوة جواد أبيض وديع إسمه الديمقراطية.. حتى إذا تمكنت وأحكمت قبضتها ركبت (الفيل) وقررت قصف بيت الديمقراطية المحرم..!! * منذ عشرات السنين ينتكس المريخ في أول مباراة تعقب أخرى كبيرة ومصيرية يبلي فيها بلاءً حسناً، مهما كان الخصم ضعيفاً.. ربما لأسباب نفسية. * لا خلاف على شرعية سوداكال، كونه رئيس منتخب له كامل الأهلية، ولكن إنتقاداتي تنصب حول قدراته كشخص غريب الأطوار والتصرفات، وأنه لا أحد يستطيع أن يراهن على غد المريخ في ظل رئاسته. * الأجواء التي تعقب الإنتصار في مباراة القمة مثالية جداً لأن يخرج الرئيس ويقول العبارة المحفوظة: (نمد أيادينا بيضاء) ويبدي الرغبة في تنظيم الصفوف وتجاوز الأزمات ورسم خارطة طريق للخروج من حقل الألغام. * نادي المريخ يديره حسن برقو والذي تحكم في رئيسة لمصلحة مخططاته المستقبلية في تكوين إمبراطوريته في الإتحاد العام. * السؤال: هل نتوقع تجاوز أزمات مجلس المريخ والوصول إلى جمعية عمومية مثالية في ظل وجود مدثر خيري مع سوداكال؟.. شخصياً أستبعد ذلك..!! * ما من مخرج أنسب من حشد العضوية والإتجاه للصناديق، وهو خيار ضد رغبة سوداكال حالياً، أو بالأحرى ضد رغبة من هم وراء سوداكال.. ولو جمعت الكورونا أطرافها ورحلت من العالم، فإن سوداكال سيبحث عن شماعات جديدة يحكم بها قبضته على المريخ ويعذب أنصاره…!!