ابو عاقلة اماسة حقيقة عضوية المريخ..!! * المريخ مجتمع كبير ومترابط، وإن شابته الكثير من الإنقسامات في الفترة الأخيرة، وضربه التشظي واخترقه بعض الإنتهازيين، حتى عندما كان الحديث عن العضوية المستجلبة في التسعينيات وبداية الألفية كانت الأحداث تدور ولا تخرج عن المنطقي والمعقول، نعم كان هنالك إستجلاب يقوم به أشخاص معروفون ولكن في المقابل كانت أصوات الإستنكار أعلى، وحتى القرارات المعلنة من مجالس الإدارات كانت تحارب ذلك، وأذكر أن بعض الإجراءات التأريخية كانت تقطع الطريق على سداد رسوم العضوية من المديونيات.. كل ذلك النشاط كان مستنكراً، لجهة أنه لا يليق بنادٍ كبير بحجم المريخ، ولاحاجة له لإستجلاب أعضاء، وهو الذي يلهب أكف الملايين بالتصفيق وتخفق له القلوب حباً وإعجاباً، لذلك كنا وما زلنا نقول: أنه ما من عهد سمح فيه بالإستجلاب إلا كان ذلك مقدمة لعبور أشباه الإداريين للمجالس وظهور الفوضى والإنحلال، وقد تأذى المريخ من ذلك النشاط ومايزال..! * ما يحدث في المريخ الآن لا تنعكس مخاطره على النادي ومجتمعه فقط، وإنما تتسع الأضرار لتشمل الوسط الرياضي والسودان ككل، خاصة بعد ظهور الخطاب الجهوي والعنصري بصورة بجحة لم يسبق لها مثيل، وأصبح الحشد للعضوية يتم على أساس (الفزعة)، ونتيجة لذلك شاهدنا وجوها لا علاقة لها لا بالرياضة ولا بالمريخ من ضمن عضوية سوداكال التي فتح نافذتها بالنادي وفي أماكن أخرى خفية لم يعلنها، وقد رصدت من بينها مجموعة من معارفي لا علاقة لهم بالرياضة أساساً حتى يشجعوا المريخ أو الموردة، وما شهدناه في جمعية إجازة النظام الأساسي لسوداكال كانت من الجرائم التي إرتكبتها مجموعة سوداكال في المريخ وبعدها لن يشفع لهم شيء مهما فعلوا..! * أما المعسكر الآخر، الذي أكمل إجراءاته في الموردة فقد عايشنا تشديداً في الإجراءات، ولابد من حضور العضو بنفسه ويتولى كل الإجراءات بنفسه مبرزاً مستنداً يثبت شخصيته، فضلاً عن وجود بعض الوجوه القديمة من المريخاب الذين ارتبطوا بمجتمع النادي منذ أكثر من ربع قرن، وبمرور الوقت، وجدنا مجتمع النادي القديم يبعث من جديد في منتزه هايدي بارك بالموردة، حيث كانت نافذة العضوية، وتحول المكان إلى منتدى مريخي راقي يلتقي فيه الناس بشكل يومي للتسامر والنقاش حول محنة ناديهم وكيفية تجاوزها والخلاص، وحقيقة كانت واحدة من المكاسب التي لا تقدر بثمن..! * من الأشياء المؤثرة التي شاهدناها في الموردة حضور شيخ في الثمانين من عمره ليتولى إجراءات تجديد عضويته بنفسه، وكذلك ظهور البطاقات القديمة لعضوية النادي، يعود بعضها لمنتصف السبعينات من القرن الماضي، وقد قابلت بنفسي أحد الإخوة وهو يحمل بطاقة يعود تأريخ إصدارها للعام 1976، يعني عمر بطاقته أكبر من سن رئيس النادي المكنكش سوداكال، وقد احتفظ بها كوثيقة يباهي بها أقرانه. * كل من عرفناهم في المريخ على مدى ثلاث عقود من الزمان كانوا في الموردة، وأراهن على أن الجمعية العمومية القادمة ستنعقد من الجلسة الأولى مكتملة النصاب دون إن تكلف الكندو وأسد ملايين للترحيل والرشاوى، لأنهم مريخاب خلص سيتدافعون بشكل تلقائي نحو مكان الإنتخابات وكل منهم حريص على أن يؤدي دوره تجاه ناديه لا مستأجراً ولا مأجوراً، وهذه هي الصورة التي كنا ومازلنا نحلم وننادي بها، أن تكون العضوية مكان إهتمام المريخاب، وأن نرتقي بها لكي تصبح إحدى موارد الدخل للنادي، وأن يهم كل أنصار النادي للحصول عليها لوحده بدلاً عن إستئجار مرتزقة ليكملوا ديكورات الجمعيات العمومية ويمرروا أجندة الفاسدين والطامعين. * تجاوزت عضوية نادي المريخ التي جددت بالموردة وأكتسبت حديثاً حاجز 2000 عضواً.. كلهم جاءوا بأقدامهم وبطوع اختيارهم، وهو عدد معقول ومناسب لهذه المرحلة.. واحتفل الأعضاء بلجنة العضوية في حفل رائع أقيم في صالة هايدي بارك أحياه الفنان القامة أحمد شاويش..!! * فرق كبير..!! حواشي * العضوية التي حشدها آدم سوداكال صورة طبق الأصل من السابقة… حيث تتوقف الحافلات في الميادين داخل الأحياء فيركب العطالى والجالسين على الطرقات والباعة المتجولين، والمتحلقين حول بائعات الشاي.. حتى عمال الخرد..!! * نفس الشيء فعله سوداكال قبل جمعية 2017.. حشد الغلابى بالمقابل وبواسطة سماسرة العضوية في مايو ودار السلام وقالوا إن عضويته تجاوزت أربعة آلاف وعندما حانت لحظة الحقيقة في جمعية الإنتخابات فشلت في المحاولات الأولى ولم تنعقد إلا في الثالثة بالعدد المتاح… ولم يفلح في إحضار مائة شخص من الأربعة آلاف. * السبب الأساسي في فشل الجمعيات العمومية في إكمال النصاب هو العضوية المستجلبة مدفوعة القيمة… وتلفونات الهلل من المحتالين تجار العضوية.. تجار البشر..!! * مجموعة الكندو وعلي أسد أثبتت عملياً أنها زاهدة في دخول مجالس الإدارات، واعتذر الكندو حتى عن العمل في لجنة الحوكمة وقفل باب الترشيح لمجلس الإدارة ولم يترشح منهم أحد..!! * أتمنى أن يفعل سوداكال نفس الشيء ويعلن عدم ترشيحه للمجلس القادم..! * تنسب إنجازات الفريق لسوداكال إذا كان قد أعاد قيد النجوم الكبار… رمضان عجب وسيف تيري وبكري المدينة ومحمد الرشيد وسيف تيري وبخيت خميس والصيني والسماني..!! * ونقول أنه كان رئيساً مميزاً لو أنه جمع أهل المريخ على كلمة سواء، إحترم الكبار وفتح الآفاق للصغار وأعادهم بذات الشغف القديم. * ونقول أنه فلح لو كان قد حافظ على مستوى ستاد النادي على ما وجده عليه ولم يتحول في عهده إلى حواشه بور نخجل من دخوله ونقل مبارياته على التلفاز… حافظ عليه فقط ولا نقول (طوره وارتقى به) * ونقول أنه أجاد لو كان قد أعاد الحيوية إلى دار النادي ولم تتحول في عهده إلى خراب ينعق فيه البوم وتسكنه الغربان ويتوالد فيه طيور السمبر…!! * ونقول أنه أميز رئيس (أمتز رئيس) لو أنه كان شجاعاً يظهر في المناسبات ووسائل الإعلام لينقل للناس فكره وخططه ويدافع عن طرحه ورؤاه..!! * وإخيراً.. لو بنى إستاداً بمستوى ويمبلي، وسجل خيرة نجوم العالم، واستضاف كأس العالم للأندية بأم درمان، فذلك لن يغفر له الفتنة التي زرعها في مجتمع المريخ، والإنقسام التأريخي الذي تسبب فيه، وفي عهده أصبح مجلسي إدارة، ولجنتين للعضوية، وختمين للنادي.. ورئيسين كذلك..! * كل ذلك كوم.. وقصة العنصرية كوم لوحده وخطير…!! * في السابق كان رئيس المريخ يكلف نفسه ويبادر للإصلاح بين إثنين من أنصار النادي وقعت بينهما خصومة.. ويسعى بالصلح بين الناس ويوحدهم.. وفي عهد سوداكال رأينا الرئيس يتسبب في إنقسام الأمه، وفي إشتباك فريقين بالأيدي.. بل رأينا الرئيس يستأجر بلطجية من خارج مجتمع المريخ لحمايته من أنصار النادي.. هذا هو العجب العجاب.
