د مزمل ابوالقاسم مجلس مشتت …وحكم بلا ذمة * تُلعب مباريات الديربي على جزئيات صغيرة، وتفاصيل دقيقة، تصنع الفارق في أرضية الملعب، لترجح كفة أحد الفريقين على الآخر . * قبل مباراة الأمس عانى المريخ من مشاكل إدارية كبيرة، تتعلق بأساسيات وملفات كبيرة ومؤثرة، ناهيك عن التفاصيل الصغيرة المتعلقة بالمباراة . * نصحنا مجلس الإدارة بأن يعيد الفريق من القاهرة في اليوم التالي لمباراة المريخ مع الأهلي، وذكرنا أن اللاعبين سيكونون بحاجة إلى بعض الوقت كي يتأقلموا مع أجواء الخرطوم اللاهبة بعد أن أمضوا أكثر سبعين يوماً في أجواء القاهرة الباردة الماطرة . * لم يأبه المجلس لتلك النصيحة، وأبقى على فريقه في مصر حتى ما قبل 48 ساعة من موعد مباراة الأمس، وعندما أعاده اختار له رحلة مسائية أبقت اللاعبين في حالة سهر حتى فجر يوم الأربعاء . * أسوأ من ذلك أن الإدارة فرطت في اللاعبين وسمحت لهم بالذهاب إلى ذويهم لمدة 24 ساعة، وعندما تم تجميع اللاعبين مرةً أخرى اختاروا لهم فندقاً تعاني غرفه من مشاكل في التكييف، فضج المدرب واللاعبون بالشكوى، لتضطر الإدارة إلى تغيير الفندق قبل يوم من موعد المباراة . * قبل ذلك تابعنا الخلافات العاصفة التي حدثت بين المستر لي كلارك المدير الفني، ومساعده إبراهومة بعد نهاية مباراة المريخ مع الأهلي، حينما حمل كلارك المدرب العام مسئولية الخسارة، وذكر أنه همشه وتدخل في شئونه وأجرى تبديلين في خواتيم المباراة من دون استشارته . * يذكر الجميع أننا تطرقنا إلى الخلافات المتفشية داخل الجهاز الفني للمريخ، وطالبنا إبراهومة بالاستقالة، لإعادة الهدوء إلى دكة البدلاء وغرفة الملابس، ولكي يتحمل كلارك مسئولياته كاملة، لكن تدخل الأجاويد حال دون ابتعاد إبراهومة، ليستمر التوتر ويتواصل النزاع والتنافر ويغيب الهدوء عن الجهاز الفني للفريق قبل أهم مبارياته في المجموعة . * ذاك عن الشق المتعلق بالفريق، أما على الصعيد الإداري فحدث ولا حرج . * تابعنا فواصل من المهازل في المجلس، بخلاف عنيف بين رئيس النادي ونائبه الأول حول موقع مباراة المريخ مع الأهلي .. بنهج أثار سخرية الإعلام المصري في عمومه والفضائيات على وجه الخصوص، بعد أن أثارت حيرتها الخطابات المتضاربة التي صدرت من مجلس إدارة نادي المريخ حول موقع المباراة ! * ناشدناهم أن يرتقوا إلى مستوى المسئولية، وأن يتذكروا مباراة القمة، وأن ينصرفوا إلى تجهيز الفريق من الناحية النفسية، لكن النزاع استمر ليطغى على تحضيرات الفريق للمباراة التي ستحدد ما إذا كان المريخ سيواصل المنافسة على بطاقة التأهل أو لا . * فوق ذلك شهد الجهاز الإداري لفريق المريخ خلافات كبيرة بين رئيس القطاع الرياضي وأعضاء القطاع ودائرة الكرة، الذين اتهموا أبوجريشة بتهميشهم، وقد استمر ذلك الخلاف شهوراً طويلة ولم يحظ بأي حل . * عندما سألنا عن سبب تأخير إعادة الفريق من مصر علمنا أن السبب يتعلق بعدم سداد جزء من فواتير إقامة البعثة، وذلك يفسر لنا سبب بقاء أبو جريشة في القاهرة وغيابه عن متابعة تحضيرات فريقه للقاء القمة، لأن إدارة الفندق أبقته في الفندق إلى حين السداد . * بقي عادل في مصر انتظاراً لاستلام حافز التأهل إلى دور المجموعات، كي يتمكن من سداد متبقي فاتورة فندق موفنبيك ! * تزامنت كل تلك الفوضى الإدارية العارمة مع أخطاء فادحة وإدارة سيئة من الإنجليزي لي كلارك للمباراة، بإصرار غريب على توظيف رمضان عجب في خانة رأس الحربة، على الرغم من التراجع المريع في مستوى اللاعب، وعدم قدرته على الركض . * رفض كلارك منح الليبيري أوتو أي فرصة، ولم يدفع به إلا في الجزء الأخير من مباراة الأمس، ولم يستعن ببكري المدينة إلا بعد أن خسر المريخ النتيجة . * أسباب إبعاد بكري لا تتعلق بالجانب الفني، بقدر ما اتصلت بتعمد كلارك إبعاده، بعد أن علم بأن بكري مع عدد من كبار لاعبي المريخ كانوا يرفضون عودته لتدريب الفريق من جديد . * كان كل من شاهدوا المباراة أدركوا أن عماد الصيني أصبح معرضاً للطرد، بعد أن نال بطاقة صفراء مبكرة ونفد مخزونه اللياقي منذ بداية الحصة الثانية، لكن كلارك تلكأ في تبديله حتى فقده بالبطاقة الثانية . * اتصلت كل تلك العوامل مع حكم بلا ضمير، أدار المباراة بطريقة مريبة، وخطط منذ بداية المباراة لطرد أحد لاعبي المريخ، بدليل أنه لم يتردد في منح الصيني بطاقة ثانية، بينما رفض طرد محمد عبد الرحمن الذي أحرجه عندما اعتدى على الكاميروني توماس من دون كرة في الشوط الأول، ودخل عليه برفسة في البطن في الحصة الثانية . * ما فعله الحكم الجزائري (سيئ السمعة) ليس غريباً عليه . * على الرغم من ضعف تحضيرات المريخ للمباراة وسوء إدارة المدير الفني للقاء على صعيدي التشكيل والتبديل وترصد التحكيم إلا أن الفريق كان قادراً على خطف الفوز، لو جنبه مدربه معضلة النقص العددي، لأن البطاقة الثانية التي نالها الصيني قلبت مسار المباراة، ومنحت الهلال أفضلية كاملة على الملعب، استطاع تتويجها بفوز غال على خصمه التائه إدارياً وفنياً . *آخر الحقائق* * كذلك دفع المريخ فاتورة الإدارة السيئة لملف التعاقدات في فترة الانتقالات الاستثنائية . * لم تضف للفريق أي شيء، لأنها أديرت بطريقة بدائية متخلفة . * التعاقد مع هيثم محمد نور لتولي ملف السيستم يحوي اعترافاً ضمنياً بسوء إدارة المجلس للملف . * أكدت أزمة ملعب مباراة الأهلي أن مجلس المريخ مشتت ومتنافر ولا يتوافر على الحد الأدنى من الانسجام . * الرئيس يتحدث عن أنه ( لن يغير كلمته) ، ناسياً أن النادي يديره مجلس وليس فرد . * النائب الأول للرئيس مجتهد في خلط الرياضة بالسياسة، ويصدر بيانات يتحدث فيها عن البرهان وحميدتي في ملف يتعلق بملعب مباراة ! * في البيانات التي يذيلها بتوقيعه ويتحدث فيها باسم المجلس يورد صفته على أنه ( الرئيس المناوب !( * لا يوجد شيء اسمه رئيس مناوب في مجلس المريخ، ولا في النظام الأساسي للنادي . * وجود الرئيس خارج السودان كان معلوماً للجكومي عندما ترشح بمعيته لمنصب ( النائب الأول !) * المصيبة تكمن في اكتفاء أعضاء المجلس بالفرجة على النزاع المحتدم بين حازم ومحمد سيد أحمد . * في الفريق المدرب كلارك منفعل باستمرار ( ويشاكل ضله !) * التنازع حادث في المجلس والجهاز الإداري والجهاز الفني . * مجلس المريخ الحالي لا يختلف بأدائه الحالي عن مجلس سوداكال في شيء . * مجلس حازم مقسوم على اثنين ومجلس سوداكال كان مقسوماً على اثنين . * في مجلس سوداكال القرار عند فرد، وفي مجلس حازم القرار عند فرد . * لا توجد مؤسسية في المجلسين . * وفي المجلسين كانت التعاقدات مع الأجانب تتم بنهج بالغ التخلف . * أعتقد أن الأهلة سيندمون على القرار الأخرق الذي اتخذه مجلسهم وقضى بمنع المريخ من منازلة الأهلي في إستاد الهلال ! * مواجهة المريخ للأهلي في مصر للمرة الثانية ستعني ببساطة تسهيل مهمة الأهلي للظفر بالنتيجة . * تكرار فوز الأهلي على المريخ سيقرب الأهلي من الصعود . * قرار أحمق يليق بمشجعين متعصبين وليس بإداريين مسئولين . * وهو يؤكد ضعف خبرة من تسللوا في غفلة من الدهر إلى مجلس إدارة نادي بقيمة وتاريخ ومكانة الهلال . * كما يؤكد عدم ثقة أولئك المشجعين في قدرة فريقهم على تحقيق الفوز على المريخ . * لو كانوا يثقون في أن الأزرق يستطيع الفوز على المريخ لما رفضوا للمريخ أن ينازل الأهلي بالخرطوم . * تبادل طرفي القمة للفوز في المباراتين أضعف آمالهما معاً . * ما لم تحدث معجزة سيحتلان المركزين الطيش وثاني الطيش . * تلك الحسابات كانت واردة بشدة قبل بداية مباريات المجموعة . * لم يكن الهلال أفضل من المريخ حتى لحظة طرد الصيني . * النقص العددي يتحمله مدرب المريخ مع الصيني كتفاً بكتف . * لو سارع إلى تبديله بعد أن سقط من الإعياء لما أكمل المريخ المباراة منقوصاً من أحد لاعبيه . * ذلك مع تمام يقيني بأن الحكم الجزائري مصطفى غربال الذي أدار المباراة بطريقة قبيحة ومريبة لم يكن ليتردد في طرد أحد لاعبي المريخ كي يسهل مهمة الهلال . * واضح أن غربال أتى من الجزائر بتذكرة (اتجاه واحد) . * بدليل أنه طرد الصيني ورفض طرد الغربال الذي استحق الطرد مرتين !! * فعل غربال بالمريخ ذات ما فعله بالنصر السعودي في مباراته أمام الهلال في ربع نهائي كأس الملك . *آخر خبر حكم خبيث وبلا ذمة .. سهل للهلال المهمة!