محمد الجزولي الحساب ولد ! أجد نفسي دائماً مسانداً لفكرة استقرار الجهاز الفني ومنح المدرب فرصته كاملة ليقدم ما عنده ومن ثم دراسة ما قدمه قبل الحكم عليه بالنجاح أو الفشل ومن ثم اتخاذ القرار النهائي بشأنه. في السنوات الأخيرة وفي عهد الكاردينال تحديدا دأب الهلال على آلية واحدة في التعامل مع النتائج السيئة للفريق وهي اتخاذ أسرع القرارات واسهلها بإقالة الجهاز الفني ومن ثم تعيين طاقم فني آخر في رمشة عين خلال 48 ساعة والمحصلة هي هي. لذلك أرى أن تعادل الهلال أمس الأول مع الأهلي مروي لا يمكن أن يجعلنا نطالب بإقالة جواو موتا ومطالبة لجنة التسيير باتخاذ قرار بشكل مستعجل بالتعاقد مع مدرب جديد وفق مبدأ التدوير بعيداً عن بحث اسباب المشكلة. مشاكل الهلال الفنية وتواضع نتائجه لم تبدأ مع مباراة الأهلي مروي ولن تنته بها لأن الدوري طويل لذلك يجب أن يأخذ موتا فرصته حتى نهاية الموسم وعند ذلك (الحساب ولد). إلا إن هذا الاستمرار يجب أن يكون مصحوباً بقرارات يكون لها تأثير إيجابي على الفريق أولها الاستعانة بمدير رياضي متفرغ صاحب شخصية وتجربة ومن ثم تعيين مساعد وطني. واضح جداً أن موتا فاقد للبوصلة ولا يستطيع اتخاذ القرارات الصحيحة في إدارته للمباريات لذلك تأتي التشكيلة خطأ والتبديلات كارثة ونتيجة سلبية. يجب أن تعيد إدارة الهلال النظر في مسألة المساعد الوطني قبل أن يقع الفأس على الرأس لأن موتا بهذا الأسلوب المكشوف سيقود الهلال إلى المجهول ويصبح المشروع في خبر كان. في المباريات الأربع التي لعبها الهلال بعد الخروج من دوري أبطال أفريقيا عاني الفريق بشكل مبالغ فيه وفاز على هلال الفاشر والشرطة والأمل بشق الأنفس وخسر تقدمه على أهلي مروي في آخر دقيقة. أمس الأول أشرت في هذه الزاوية إلى العقم الهجومي للهلال وقالت إن الجهاز الفني اذا لم يجد له حلا سيعاني أمام أهلي مروي وحدث ما توقعته. بعض جماهير الهلال ترى موتا إنه مجرد ممرن إلا أن هذا لا يمنعه من الأبداع وخير دليل على ذلك إن التونسي ايراد الزعفوري كان ممرناً ولكن خلق من هلال قوة هجومية ضاربة. صحيح أن هناك اختلاف كبير بين المدرب والممرن، وما يقدمه الهلال هذه الأيام هو عصير تجربة موتا كممرن أما كمدرب لا زلنا في انتظار رؤية أفكاره التكتيكية على الأرض الواقع. يضم الهلال أفضل العناصر في الوسط والهجوم ولكن المدرب وبعد مرور 13 مباراة في خلق شكل هجومي واضح للهلال الذي افتقد هيبته كفريق كبير. من ناحية الاستحواذ فإن الهلال قد يكون الفريق رقم واحد في أفريقيا وليس السودان إلا أنه استحواذ سلبي لم يستفد منه الفريق أيى شئ والنتائج خير دليل. الطريقة التي تهتز بها شباك الهلال تعني إن هناك خلل كبير في التكتيك الذي يلعب به الفريق والإصرار على اللعب العرضي يجعل أي فريق مهما كان مستواه يمكن أن يشكل خطورة على الهلال. الحل الآن أصبح في تعيين مساعد وطني، يعين موتا الذي يعتمد على محلل الأداء في كل شئ وهذا واحد من اسباب مشاكل الهلال لأن فابيو لم يمارس التدريب انما درس التحليل الرياضي وهذا بيت القصيد. خلاصة القول: الحديث عن إقالة جواو موتا في هذا التوقيت ما هو إلا انفعال لحظي بسبب التعادل مع الأهلي مروي وعلى لجنة التسيير أن تضع خلافاتها جانباً وتتخذ القرارات التي تعيد الهلال لجادة الطريق. وفي الختام.. النار من مستصغر الشرر.. والسلام.