د. مزمل ابوالقاسم حذار من الكونفدرالية! * كتبنا في هذه المساحة مقالات عديدة تتحدث عن سوء تنظيم منافسات الكاف وخلوها من النزاهة، سيما في ملف التحكيم الذي تفوح منه روائح العفن، بفساد مشهر للمسئولين عن لجنة الحكام، وعدد من أبرز الحكام الأفارقة! * بحمد الله شهد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أمس تطوراً لافتاً، وطفرة متميزة في الجوانب التنظيمية، بانتفاء النهج المُريب الذي كانت تُجرى به قرعة الأدوار الأولية لبطولتي دوري الأبطال والكونفدرالية كل عام، حيث كانت تسحب سراً، ومن دون أي إعلان لمعاييرها وموجهاتها، خلافاً لما حدث في استهلالية النسخة الحالية للبطولتين. * للمرة الأولى تتم قرعة الأدوار الأولية للمسابقتين علناً، وبمواجهات معلنة مسبقاً، تستند إلى تصنيف الأندية وثلاثة مسارات جغرافية، خلافاً لما كان يحدث في السابق، حينما كانت القرعة تسحب في الظلام، من دون أن نعلم شيئاً عن موجهاتها وضوابطها ومساراتها، علماً أن القرعة الوحيدة التي تتم على الملأ كلنت تُسحب في مرحلة دور المجموعات. * درج الكاف في ما مضى على تجاهل ترتيب الأندية في بطولاتها المحلية، ليمنح صاحب المركز الثاني تمييزاً غير مقبول على بطل الدوري في بلاده، وقد حدث ذلك للمريخ عندما فاز بلقب الدوري وفرض عليه الكاف أن يلعب من الدور التمهيدي لمصلحة الهلال الذي حصل وقتها على الوصافة، مع أن بطولة دوري الأبطال تمثل امتداداً طبيعياً لبطولات الدوري المحلية. * معلوم أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لا يسمح بمثل ذلك الهراء، لأن المشاركة في دوري أبطال أوروبا يحكمها ترتيب الفرق في البطولات المحلية. * لم يحدث بتاتاً أن أقدم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على تمييز وصيف الدوري في أي دولة على البطل. * المركز الذي يحصل عليه الفريق في دوري بلاده يحدد الكيفية التي يشارك بها، والمرحلة التي يبدأ بها اللعب في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي. * الطفرة التي حدثت أمس تحسب إيجاباً لرئيس الكاف الجديد، الجنوب إفريقي موتسيبي، المجتهد في تنظيم بطولة السوبر الإفريقي، بمشاركة 24 من أفضل أندية القارة ايتداءً من الموسم المقبل، وإن كانت الرؤية ما زالت معتمة حول مصير بطولة دوري الأبطال، هل ستبقى أم تلغى. * عندما ذاع خبر القرعة ذكر كثيرون أنها تلطفت بالمريخ، حينما أوقعته مع نادي أرتا سولار 7 الجيبوتي، لكن سرعان ما تسربت الأخبار وتتابعت لتتحدث عن ناد طموح، يقوده رجل أعمال إيفواري ثري، اسمه توني تايلور، ويعمل مستثمراً في مجال الطاقة الشمسية بجيبوتي، ويمتلك مشروعاً طموحاً لصناعة فريق قوي، بالاستعانة بمجموعة من إيقونات الكرة الإفريقية، ممن خاضوا تجارب احترافية ناجحة في أوروبا. * منهم الكاميروني الشهير ألكسندر سونغ، نجم ناديي أرسنال الإنجليزي وبرشلونة الإسباني السابق، ومعه مواطنه داني نونكيو الذي لعب لعدة أندية في فرنسا وغيرها، إلى جانب النجم السنغالي ديافرا ساكو الذي لعب لنادي رين الفرنسي، وناديي وست هام ونيوشاتل الإنجليزيين، علاوة على والحارس الكاميروني الشهير إدريسا كاميني، نجم ناديي لوهافر وملقا السابق؛ ولاعب خط وسط بوركينا فاسو آلان تراوري، مهاجم نادي موناكو الفرنسي السابق. * عزز تايلور قوة فريقه بمدرب فرنسي اسمه تيري فروجر، ووفر له معسكراً نموذجياً للإعداد في تنزانيا استعداداً للمشاركة الجديدة في دوري الأبطال. * تؤكد تلك المعطيات أن مهمة المريخ لن تكون بالسهولة التي يتخيلها البعض، سيما وأن تجارب الزعيم مع مثل هذه الفرق المغمورة سابقاً تتطلب التعامل بحذر شديد، وعدم الاستهانة بالخصم، لأن عواقبها وخيمة. * من الضرورة بمكان أن يتعامل المريخ مع خصمه باحترام، وأن يجهز نفسه للمسابقة بأعلى درجات الاحترافية، كي لا يترك شيئاً للظروف، كي يضمن عبور الدور التمهيدي بسلام. * بعدها ستنتظره مهمة في غاية الصعوبة أمام أهلي طرابلس الليبي، النادي الطموح الذي يمتلك فرقة قوية تضم مجموعة رائعة من اللاعبين، بدليل أنه بلغ نصف نهائي بطولة الكونفدرالية في الموسم الماضي، بعد أن قدم مباريات في غاية القوة والتميز. * في العموم لا يوجد خصم سهل في دوري الأبطال، وعلى المريخ أن يحسن تحضير فريقه ويستكمل نواقصه ويعد نفسه جيداً لمنافسة قوية وساخنة، إذا أراد أن يمضي فيها بعيداً، ويترقى فيها ليحسن تصنيفه ويضمن المشاركة في بطولة السوبر الإفريقي العام المقبل. آخر الحقائق * لم تترفق القرعة بالهلال لأن صعوبة مهمته ستبدأ من الدور التمهيدي. * سانت جورج الإثيوبي لن يكون خصماً سهلاً للفرقة الزرقاء، لأنه فريق جماهيري يمتلك مجموعة متميزة من اللاعبين. * وإذا تخطى الهلال العقبة الإثيوبية فسيواجه مطب يانغا آفريكا، بطل الثلاثية في تنزانيا. * حصد الشباب ألقاب الدوري والكأس والسوبر في الموسم الماضي، وفرض هيمنته على خصوم أقوياء بمكانة سيمبا وعزام. * في الموسم الحالي الحالي ضم اليانغا لاعبين جدد في غاية التميز، بقيادة الغاني عزيز كي، صانع ألعاب أسيك ميموسا الغاني، ومواطنه موريسون المنتقل من نادي سيمبا، علاوة على صانع الألعاب الأبرز فيصل سالوم، والهداف الكنغولي الخطير فيستون مايلي كالالا ومجموعة أخرى من المحترفين المميزين. * تتعزز خطورة اليانغا بوجود المدرب التونسي المتميز نصر الدين النابي على رأس طاقمه الفني، لأن المدرب التونسي يعرف كل صغيرة وكبيرة عن الهلال والكرة السودانية عموماً. * يمتلك الشباب مشروعاً طموحاً لبناء فريق قوي، ونعتقد أن الهلال سيواجه صعوبات كبيرة في التغلب عليه. * كما نرى فإن طريق قمة الكرة السودانية نحو دور المجموعات لن يكون مفروشاً بالورود هذه المرة. * المريخ ما زال بحاجة للتعاقد مع مهاجم متخصص بدرجة هداف، وسيتكون مهمته صعبة إذا فشل مجلسه في ضم لاعب يعزز قوة الأحمر الهجومية. * آخر خبر: ما لم يحسن المريخ والهلال تجهيز نفسيهما لمواجهات صعبة فسيتحولا إلى الكونفدرالية لا محالة.
