محمد الجزولي خطوة..خطوة..! لا يزال الانطباع الأول يسيطر على جماهير الهلال التي تنظر لفريقها دائماً كبطل ويجب أن ينافس الكبار وترى أن ما قدمه الفريق في وديتي الاشانتي كوتوكو الغاني أكثر من جيد. وكما قلت إن الانطباع الأول أمر في غاية الأهمية ويساعد المدرب على العمل في هدوء تام بعيداً عن الضغوط حتى يصل إلى التشكيل الأساسي الذي يؤدي به المباريات التنافسية. تسجيل 7 أهداف في مباراتين وديتين مع شباك نظيفة يؤكد أن المنظومة العامة في الهلال تعمل بشكل جيد على مستوى الدفاع والهجوم وهذا يحسب للمدرب. الكونغولي فلوران ابينيجي يقوم بعمل كبير وهو يخرج عن المألوف ويخوض مباريات ودية على المستوى الدولي بعد أن اعتاد المشجع السوداني أن في المرحلة الأولى من الإعداد يجب أن يلعب الفريق مع أندية صغيرة. لكن فلوران الذي ينظر إلى دوري أبطال افريقيا فضل أن يكون الأختبار من اعلى ومع فرق جاهزة وهذا جعل الانطباع الأول عند الجماهير إيجايبا عن الفريق. قطع الهلال شوطاً بعيداً في مرحلة الاعداد برغم من قصر الفترة ووصل اللاعبون إلى معدل جيد من اللياقة البدنية، وهناك متسع من الوقت لمعالجة كل السلبيات قبل مواجهة سانت جورج الاثيوبي. من حق جماهير الهلال أن تفرح وتتفائل وتراهن على هذا الفريق بعد الانتدابات النوعية التي تمت في كل الخطوط والمستوى الجيد الذي قدمه الفريق في وديتي الاشانتي. ومع ذلك فإن الانتصار بخمسة أهداف لم يبطر جماهير الهلال التي تريد الافضل وهي تفكر في الشباب التنزاني وليس سانت جورج الاثيوبي الذي لن يكون عقبة للفريق بأي حال من الأحوال. كسب اللاعبون دفعة معنوية بانتصارهم الثاني على الاشانتي وكسب المدرب أرضية صلبة للعمل حتى يعالج في هدوء الاخطاء التي صاحبت الأداء. لا نريد مقارنة إعداد الهلال بأي فريق آخر، للأزرق كينونته وعقيدته في مرحلة الإعداد وجمهوره مشغول بالفريق وشكل حضوراً كبيراً في مباراتي الأشانتي. أصبح الهلال فريقاً مرعباً بحق وحقيقة حتى قبل أن يبدأ اللعب التنافسي والمستوى الذي قدمه المحترفون جعل الآخرين يضعون اياديهم في قلوبهم خوفاً من المصير الذي ينتظرهم. ومع ذلك فإن هناك العديد من السلبيات التي ظهرت في الأداء، على رأسها ضعف الضغط على حامل الكرة وارتكاب المخالفات التي ليس لها مبرر. حيث يكون الضغط على حامل الكرة دائماً متأخراً خاصة من صلاح عادل الذي يقدم مستويات عالية فقط نلفت نظره إلى ترك الاحتفاظ بالكرة وانتظار صافرة الحكم لاحتساب مخالفة. وعليه أن يتقيد بوظيفته ويراعي تقدم المدافعين من أجل تغطية ظهرهم حيث وضح تماماً إن فلوران اصدر توجيهات للمدافعين (فدينيهو والطيب وأحمد يحيي) بالتقدم بالكرة وبناء الهجمات من الخلف وهذا يحتاج إلى وعي كبير من لاعبي المحور. واعتقد أن اطهر الطاهر يحتاج إلى تدريبات إضافية من أجل تخفيف وزنه حتى يكون ملائماً للطرف الأيمن وفي نفس الوقت فإن الامريكي رمضان عيسى يحتاج لفرص أكثر. أما موفق صديق، فمكانه الأساسي الجناح وليس الطرف الأيمن مع كامل احترامي للذين يرون إنه يصلح كطرف.. وعلى موفق أن يلعب بالعربي ويترك الاحتفاظ بالكرة لأنه لعاب ولا يحتاج لشهادة من أحد. قصدت عدم الحديث عن المحترفين اليوم لأنهم حصلوا على شهادة الاعتماد وأكدوا أنهم محترفون بحق وحقيقة بشهادة كل المدربين والنقاد ويبقى النجاح من عند الله وحده. يسير الهلال الآن نحو الأمام بخطوة واثقة ومنتظمة، والبناء يبدأ من طوبة والميل يبدأ بخطوة.. وكما غنى الفنان القدير شرحبيل أحمد (خطوة خطوة يا حبيبي نسير) وسيصل الهلال إلى المكان الذي يتمناه جماهيره. حضور جماهير الهلال وبهذا العدد في مباراتي الأشانتي يؤكد أن مباراة الفريق الأربعاء المقبل امام سيمبا ستكسر الأرقام القياسية وفيها سيتأكد الجميع من أن الهلال هو هلال الملايين بحق وحقيقة. وفي الختام.. إنه الهلال.. زرقة الماء ولون السماء وشرف الانتماء.. والسلام.