صلاح الاحمدي رسالة… بمزيد من الحزن والاسي وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ننعي الكابتن الكبير ومدرب الأجيال بالسودان وسلطنة عمان ( علي الزبير ) والذي وافته المنية صباح يوم امس الاثنين بالسودان .. لقد الكابتن علي الزبير من الرواد الاوايل الذين اثروا الميادين لاعبا ومدربا ومراقبا لا يشق له غبار. شاهدته لاول مرة وهو لاعبا ضمن كتيبة اسود البراراي التي احرزت كاس الدوري المحلي والعام في الموسم 1969/1968 م والتي مثل فيها نادي بري السودان في دوري ابطال افريقيا كثالث نادي بعد الهلال والموردة. واذكر تماما ان كابتن علي الزبير كان يتصدر لاعبي بري عند نزولهم لارض الملعب في صف وبسرعة البرق لينتشروا داخل ارضية استاد الخرطوم الذي كان يمتليء على اخره بالجماهير الغفيرة التي كانت تاتي من انحاء العاصمة المختلفة لمشاهدة مبارايات نادي بري الذي كان يتسيد الساحة ويتصدر الترتيب. و كان الكابتن علي الزبير يتمتع بالسرعة العالية والمهارة الفايقة مما مكنه من حجز خانته في تشكيلة الفريق التي كانت تضم نخبة من كبار النحوم بقيادة حسبو الكبير والصغير وقسم السيد ترازنسستور وعبد الكافيء (كافينول) وكمال كبور و الحارس النور عبد القادر والكابتن احمد الحاج دنقلوا والذي اشتهر باتقاته للتهديف بالراس مستغلا طوله الفارع وكان يقفز وسط اللاعبين ويضع الكرات المعكوسة بكل سهولة داخل الشباك وغيرهم من نجوم نادي بري في عهده الذهبي . و كانت جماهير نادي بري تملا جنبات استاد الخرطوم مثلما تملا بصاتهم الفسحة بين الاستاد والسينما الوطنية وكان كماسرتها يقفون بعد المباراة وهم يصيحون "يلا بري نفر" لاعادة الجماهير الغفيرة لمدينة البراري. كان كابتن علي الزبير يجيد اللعب في خانة الظهير الايمن وكان يحظى بتعاطف وود الجماهير نسبة لصغر سنه وقامته بخلاف سرعته الفايقة ومهارته العالية وكان يقطع الكرة من جناح الخصم ويتقدم بها نحو الهجوم ويقوم بعكس الكرات المتقنة لزملاءه المهاجمين مما اهله للاختيار ضمن تشكيلة المنتخب القومي الذي احرز كاس الامم الافريقية في العام 1970م ورغم انه جلس في كنبة الاحتياطي في مبارايات المتتخب ولكنه شارك كلاعب اساسي في تشكيلة نادي بري التي تبارت امام قورماهيا الكيني ذهابا وايابا وقد حكى عندما تعرفت عليه لاحقا عن قرب بان ريس نادي بري حينها الاستاذ الطيب الشيخ ادريس اصر ان يراس بعثة نادي بري لكينيا ابن توتي الاستاذ زين العابدين البرعي المراجع القانوني المعروف وامين خزينة الاتحاد في ذلك الوقت وذلك تقديرا لنادي توتي وكسر لاحتكار هيمنة شخصيات بعينها من الاتحادين العام والمحلي لمثل هذة البعثات رغم ان الأستاذ زين العابدين كان امينا لخزينة الاتحاد المحلي وليس العام. كما تم اختيار الكابتن حسن الزبير ضمن منتخبات قومية اخرى مثلت السودان في بطولات خارجية مثل منتخب الجامعات كما حكى لي زميله بالمنتخب والجالية الحارس الدولي سمير حسن بابكر حارس ناديي التحرير والامير البحراويين ونادي عمانبمسقط سابقا. تعرفت للمرة الاولى عن قرب على الكابتن علي الزبير عندما كان يدرب نادي توتي كما تعرفت على شقيقه المدرب سيد الزبير عندما كان يستعين به نادي توتي في الاوقات الصعبة لاداء مبارايات البقاء او الهبوط من الدرجة الثانية. كان الكوتش علي الزبير من رموز الجالية في المجال الرياضي حيث كان يعمل مدربا لنادي جعلان وكان رغم كبر سنه ياتي من مدينة جعلان لمسقط ليشارك في التمرين الاسبوعي للنادي. وكان ينزل في ضيافة صديقه لاعب المريخ الدولي الكابتن حسن دحدوح وقد اتيحت لي الفرصة للعمل معه في اللجنة الفنية التي كلفت بالاشراف على دورة فقيد الرياضة بالسلطنة والسودان المرحوم بابكر النور مصطفى والتي اقيمت في العام 2013م والتي كانت تضم كل من و الاستاذ مبارك بابكر الخبير الرياضي باتحاد الكرة العماني الأستاذ عبد الرحمن شانتير الخبير باللجنة الاولمبية العمانية. كان الكوتش حسن الزبير يشارك في تشكيلة التمرين والتي كانت تضم لاعبين من كافة المستويات والأعمار بما فيهم اللاعبين الدوليين ولاعبي اندية القمة بالعاصمة والولايات واللاعبين صغار السن والذين كانوا يستفيدون من توجهياته وخبراته وقفشاته داخل الميدان مما شكل نوعا من التواصل وانتقال للخبرات عبر الاجيال المختلفة. وكان محبوبا للجميع. وكانت التمارين الاسبوعية لنادي الحالية تحظى بحضور كبير من الجماهير العمانية التي كانت تملا جنبات الملعب من عصرا بدري لمشاهدة نجوم الاندية السودانية الذين وفدوا للسلطنة امثال الكباتن الباقر والاسيد وعلي قاقارين وعمر العلمين وحسين عبد الحفيظ وخضر البدري وحسن دحدوح وغيرهم وكان هو و زملاؤه من المدربين السودنيين الذين كانوا يعملون في تدريب الاندية العمانية امثال الكوتش التاج محجوب بنادي فنجاء والكوتش جعفر رمضان بنادي مسقط هم الذين وراء ترشيح الكثيرين منهم للاندية العمانية و كان اخرهم الكابتن بكري المدينة. نسال الله الرحمة والمغفرة للكوتش علي الزبير وان يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا والتعازي موصولة لاسرته واسرة الجالية ونادي الجالية بسلطنة عمان وزملاءه المدربين داخل وخارج السودان واسرة نادي بري وانا لله وانا اليه راجعون قروب تمرين الجمعة بسلطنة عمان .
