د . مزمل أبو القاسم فاركو قيت.. قضية رأي عام * يمثل ملف المال صداعاً دائماً لأنصار نادي المريخ، بعد أن غابت عنه الشفافية وسادته ضبابية تامة، جعلته شبيهاً بالأسرار العسكرية والأمنية، منذ أن تقلد مجلس سوداكال والتحالف إدارة النادي في شهر أكتوبر من العام 2017. * بمجيئه أصبح كل شيء يتعلق باتباع أصول العمل المؤسسي والضبط المالي في حكم المنعدم. * ذكرنا في هذه المساحة قبلاً أننا لم نتوقع أن يتواصل غياب الشفافية المالية عن النادي عقب رحيل مجلس سوداكال والتحالف، الذي سجل رقماً قياسياً في (الدغمسة)، عندما أمضى خمس سنوات كاملة في إدارة النادي من دون أن يقدم خلالها أي ميزانية، أو حتى موقفاً مالياً يوضح الدخل والمنصرفات! * لا أحد يدري كم كسب النادي وكم أنفق خلال تلك السنوات الكالحة، وفيها شهدنا أسوأ مظاهر الفساد المالي والإداري، بتراشق مشهود بين أعضاء مجلس ابتدر عهده بالحديث عن (الديون والطعون)، ساعياً إلى إدانة من سبقوه، قبل أن يتورط في عمليات (كسِر) في سوق الله أكبر للسكر والزيوت، سعياً إلى تغطية بعض نفقات النادي. * لا أحد يعرف فيم أنفقت أموال استئجار متاجر الإستاد، بعد أن اتهم رئيس النادي بعض أعضاء مجلسه بالتعدي عليها، وبالاستيلاء على أموال العضوية، ولا أحد يعلم كيف أنفقت حوافز البطولتين العربية والإفريقية ودولارات مبارك قمة أبوظبي وأموال إعارتي السماني الصاوي وبكري المدينة، ولا توجد أي تفاصيل أو مستندات مالية حول عقد الرعاية الذي تورط في توقيعه المجلس السابق، وقيل إنه انتهى بصدور حكم قضائي لصالح شخص بعينه ضد نادي المريخ. * ذكرت أيضاً أنني استمعت إلى شهادة موثقة من الأستاذ عبد الحي العاقب، المدير المالي للمريخ؛ في بلاغ جنائي فتحه أحد أعضاء النادي، أفاد فيه العاقب أن أموال المريخ كانت تصرف من ضهريات العربيات مباشرةً من دون أن تمر بالدورة المستندية، أو تدخل حسابات النادي. * استمر الأمر نفسه خلال فترة عمل مجلس حازم وتطايرت الاتهامات وتعددت التراشقات بين رئيس النادي ونائب الرئيس للشئون المالية بالمجلس نفسه، عندما ذكر اللواء نور الدين عقد الوهاب أنه لن يسجل أي أموال لم يتم إنفاقها بطريقة صحيحة وخارج إطار الدورة المستندية للنادي، ورد عليه حازم مهدداً إياه باللجوء إلى القضاء، قبل أن يدفع نور الدين منصبه ثمناً لتشدده في ملف المال. * بعد انتهاء فترة عمل المجلس تحدث حازم زاعماً أن مديونته على المريخ تتراوح ما بين ستة إلى سبعة ملايين دولار، وبالطبع أتى حديثه مرسلاً على عواهنه، وبلا مستندات تدعمه، لأن المجلس الذي قاده حازم اقتفى أثر مجلس سوداكال، بل فاقه في الدغمسة المالية، إذ لم يقدم ميزانية أو حتى تقريراً مالياً يوضح كم كسب وكم أنفق، مثلما رفض إجراء عملية تسليم وتسلم مع لجنة التسيير التي خلفته برئاسة حازم نفسه. * بالمثل.. أنها تلك اللجنة أمد تكليفها من دون أن تقدم أي تقارير مالية أو ميزانية مختصرة لفترة عملها، وبالتالي يصبح كل ما يردده رئيسها عن ديون بملايين الدولارات محض نفخ في الهواء، لا قيمة له ولا معنى ما لم يترافق مع ميزانية مدققة، أو موقف مالي مدعوم بمستندات مؤيدة للسداد. * المثير للسخرية أن أحد أبواق الرئيس السابق زعم أن مديونية حازم على المريخ تصل 29 مليون دولار! * الجديد (غير المفيد) تمثل في إجراء مخالصة غريبة وعجيبة ومريبة، أبرمت مع نادي فاركو المصري بخصوص قضية سيف تيري، وتم توقيعها بعد نهاية فترة تكليف لجنة التسيير السابقة، وبمعزل عن أي قرار من اللجنة، إذ اكتفى رئيسها بعرضها على الأعضاء داخل قروب اللجنة، مذيلةً بتوقيعه وخاتمه وخاتم النادي! * لم يوضح حازم لماذا أقدم على إجراء تسوية مالية مع نادٍ تعدى على حقوق المريخ وانتزع أفضل لاعبيه بطريقة مخالفة للقانون، ثم شكا المريخ إلى محكمة كاس بعد أن نال عقوبة صارمة من الفيفا؟ #أجواء_المريخ * لماذا التساهل مع فاركو الذي همبت سيف تيري بمؤامرة قبيحة أضاعت على المريخ أفضل مهاجميه وكبدته خسائر مالية قيمتها 600 ألف دولار؟ * لماذا قبل حازم الدخول في تسوية طالما أن المريخ يمتلك حكماً نهائياً وملزماً وصادراً من أكبر وأشهر محكمة تحكيم في العالم أجمع؟ * التسوية عادةً يطلبها ويسعى إليها الطرف الأضعف، والمريخ كان الطرف القوي وصاحب اليد العليا في القضية، فما الذي دعاه إلى الهرولة لمخارجة فاركو المصري من فخ العقوبات الصارمة التي أوقعها عليها الاتحاد الدولي لكرة القدم؟ * ثم.. بأي سند قانوني وأي مرجعية تم توقيع تلك التسوية القبيحة، طالما أن أمد عمل لجنة التسيير التي قادها حازم انتهى ولم تعد تمتلك أي مشروعية تخولها اتخاذ أي قرار بخصوص المريخ؟ * من عجب أن يصدر حازم تصريحاً مالياً عقب سداده لمبلغ عشرين ألف دولار لصالح المدرب لوك إيمال ويلتزم الصمت إزاء مبلغ ثلاثمائة ألف دولار سددها لنادي المريخ!! * تهلل وتصرح لعشرين.. وتصمت عن ثلاثمائة؟ * نسأل: هل ما زال ذلك المبلغ موجوداً في حساب النادي أن تم سحبه بطريقة (أم غمتي) المسيطرة على الملف المالي في المريخ؟ * واقعة التسوية المشبوهة تعد الأخطر في الملف المالي لنادي المريخ خلال الفترة الأخيرة وينبغي أن تحظى بما تستحقه من اهتمام وتدقيق وتحقيق لمعرفة ملابساتها الكاملة. آخر الحقائق * إذا اتضح أن مبلغ الثلاثمائة ألف دولار تم سحبه من حساب النادي في القاهرة فينبغي كشف الجهة التي استولت عليه وإلزامها برده على الفور. * بالعدم يجب على الإدارة القانونية في النادي فتح بلاغ تملك جنائي، مع إحالة القضية إلى لجنة الانضباط في النادي. * تؤكد المستندات أن نادي فاركو أودع المبلغ في حساب نادي المريخ يوم 29 سبتمبر الماضي. * وأمد لجنة التسيير التي تورطت في إبرام التسوية انتهى يوم 26 من الشهر نفسه. * قرار غير مشروع صدر من جهة لا تمتلك أي سلطة لإدارة النادي. * مطلوب من سعادة اللواء محمد آدم النقي المدير التنفيذي لنادي المريخ أن يوضح لجماهير المريخ هوية الشخص الذي وقع اتفاقية التسوية مع نادي فاركو، وما إذا كان المبلغ موجوداً في حساب النادي أم تم التصرف فيه. * طالعنا اتفاقية التسوية التي تمت على ورق مروس لنادي فاركو ووجدنا توقيعاً ولم نجد اسماً لمن وقع بالإنابة عن نادي المريخ. * إذا تم سحب المبلغ فعلى اللواء النقي أن يوضح هوية الجهة التي سحبته، علماً أن أعضاء لجنة التسيير السابقة لا يعلمون أي شيء عن مصير المبلغ المذكور. * آخر خبر: (تسوية فاركو) قضية رأي عام تدل على مدى الفوضى والعشوائية والضبابية التي يدار بها ملف المال في النادي الكبير.