ياسر عائس السلاح الأمضى !! يعتمد الهلال في رحلة عبوره اليوم لدوري المجموعات في أبطال الكاف بالدرجة الأولى على هدير الأنصار وحناجر المحبين وتشجيح العشاق وهتاف الجماهير. أنجز الفريق نتيجة مميزة خارج الديار ووضع قدماً في الدور القادم وأجبر الشباب على الوقوف عند بوابة المغادرة. درس المدرب وطاقمه المعاون الخصم جيداً وبات الشباب مثل كتاب مفتوح تسهل قراءته. وكوّن اللاعبون فكرة جيدة عن الخصم وباتت الكرة في حلقات متداخلة ما بين الجهاز الفني واللاعبين والجمهور. تولت الإدارة إلى الظل بعد أن أحسنت صُنعا ، طبق القطاع الرياضي ونفذت دائرة الكرة كل ما هو مطلوب منهما. قدًم الإعلام الخدمة المطلوبة رصداً وتحليلاً ومتابعة ، وبث الروح المعنوية في اطار التعبئة العامة مع تنبيه الجمهور بعد حشدهم. باتت الكرة بين أقدام اللاعبين ، فمعهم يتحدد مصير الهلال للإستمرار في المنافسة ، ويُعلق عليهم الشعب الأزرق آمالاً عراض لتجاوز هذه المحطة والظهور مع الكبار. تظل الجماهير هى رأس الرمح وحجر الزاوية ، ليس بالتشجيع فقط ومؤازرة ومناصرة اللاعبين ، بل بالسلوك والإنضباط والإلتزام التام بالضوابط وتعليمات الكاف . بات الإنفلات القادم من المدرجات يهدد الهلال بفقدان أنصاره ومقبرته واللعب على أرضه . وبعد أن نال الهلال جائزة الجمهور المثالي تبدلت النظرة وباتت سيئة عقب ظهور سلوكيات لا تشبه النادي ولا نجد لها تفسيراً. مهما كان الحب والتفاعل والإنفعال مع الأحداث والإفتتان باللاعبين والإنبهار بالأداء والسرور للنتيجة والفرح بالعرض يجب ألا نتجاوز الحدود ونطمس أعيننا بأصابعنا فيعم الضرر. ستضيع كل الجهود الإدارية والفنية والإعلامية ونفرات الجماهير إذا غاب الهلال أو تم تغييّبه قسراً عن إستاده وحرمانه من أنصاره. ستضيع جهور فارس الهلال الكاردينال هباء منثوراً فلا جوهرة ولا مفخرة إذا كانت لا تحتضن مباريات الأزرق ويؤدي الفريق خلف أبواب مؤصدة عن الجماهير. ستفقد كرة القدم بريقها ونكهتها المحببة وملحها المتمثل في الجماهير أذا أُقيمت المباريات صامتة خرساء تشكو فيها المدرجات خلوها من أحبابها. تبذل الإدارة ما فوق طاقة البشر وتذلل الصعاب وتقهر المستحيل وتحتلب لبن الطير وتوفر كل المطلوبات. يرسم الجهاز الفني ويخطط وينهض القطاع الرياضي بالواجبات ويوفر كل المعينات. تحترق دائرة الكرة وهى حاضرة عند الطلب وفي الموعد لتنفيذ كل الإحتياجات. يُجهد الجهاز الفني نفسه وينحت فكره تخطيطاً ودراسة وتحليلاً وتقليباً للخيارات بحثا عن أنجع الطرق لتحقيق الفوز وعبور الشباب. وأدى الاعلام ما عليه وقذف الكرة في ملعب الأنصار ، سيكون مصير الهلال محتوما بحناجر الجمهير وهتاف العاشقين ، في حدود القانون. لم يتخوف الهلال من قبل بهذا المستوى ، وقد لاح سيف العقوبات بتسليطه على رقاب الأسياد. الهلال مؤهل بما يكفي لتحقيق الفوز وعبور الشباب بعد أن فرض نفسه بطلاً للشوط الثاني في لقاء دار السلام ، وأسكت مدرجات الخصم ولاحت له العديد من الفرص لحسم التأهل من هناك. إذا احسن اللاعبون تنفيذ توجيهات الطاقم الفني ووجدوا الدعم اللازم من المدرجات فإن الهلال تفصله ساعات عن الظهور في المجموعات.