ياسر عائس الميدان يا حميدان..!! تصدر إنتصار الهلال وتأهل فريقه إهتمام الإعلام عبر وسائله ووسائطه المختلفة ، وبات على كل لسان في القارة السمراء ونال حظاً كبيراً من إهتمام الصحافة التنزانية التي أبرزت هزيمة الشباب وصعود الأسياد. حمّلت تلك الأقلام مسئولية خسارة الشباب للمدرب النابي بمقبرة الابطال لأنه توعد الهلال بقلب الطاولة وهو لا يملك الزاد والتاريخ والخبرات والأدوات والوسائل ولا القوة. ركزت على أن النابي تحدي الهلال على (الورق) فيما كانت الغلبة (فعلياً) واليد الطولي والكعب الأعلى للهلال قاهر الأبطال. بين التحدي الأجوف والواقع الحقيقي شاهدت القارة السمراء تفوق الهلال عملياً بتطبيق حرفي للمقولة السودانية (الميدان يا حميدان) ليست تصريحات عنترية خنفشارية ولا وعيداً أجوف بسيوف من خشب. بل كان واقعاً عياناً بياناً حدّده المدرب ونفّذه اللاعبون بالوصول مبكراً للشباك ، وترك الشباب بأنفاس لاهثة يبحث عن طريق لعرين الهلال بلا جدوى. أعاد الزميل والصديق الجزولي للأذهان كلمات المدرب العالمي مورينو والذي ظل يرفض فكرة الاستحواذ بلا جدوى. نعم إستحوذ الشباب برغبة من الهلال، ولكن ماذا كانت النتيجة ؟؟ فوز الأزرق وتأهله مع الكبار وهنا بيت القصيد. ترك للحانقين نافلة الكتابة عن سيطرة التنزاني وإمتلاكه الكرة وغيرها من المرثيات والبكائيات مع غبار الطريق ، وحلق الهلال في البعيد. في المجموعات حيث الفرص أوسع وإمكانية التعويض متاحة والروليت متحرك سترون الهلال الجديد بالسيطرة والإمتلاك والتحكم في مجريات المباريات ، مع التركيز على حماية المرمى. — أشتات !! في غمرة إنشغال الأهلة بالفوز العريض وإنبهارهم بالصمود وبالمستوى اللافت والفرحة الغامرة بالصعود نسى الأهلة قرار الرئيس السوباط بتلفزة المباراة على حسابه. أسعد قرار الرئيس أمة الهلال ووفر متعة المشاهدة لكل العشاق على إمتداد المعمورة ، ليؤكد أن قرار عدم البث المباراة سان جورج كانت لتقديرات فنية ومالية للقياس عليها حول سعة الاستاد وإمكانية الرهان على عائدات الشباك في دعم النادي. التحية لمجلس الهلال بقيادة السوباط وهو يتكفل بالتلفزة التي أثرت على الحضور الجماهيري ، ولكننا نعلم أن المجلس لن يتوانى في تحقيق رغبات الأنصار مهما کلفت من أموال. تقبّل المجلس نقص الإيرادات عبر الشباك في سبيل إسعاد المشاهدين وإتاحة الفرصة أمام الجماهير لمعانقة الهلال ومعايشة أجواء اللقاء. من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، وواجب علينا أن نشكر الرئيس على هذه المنحة والمكرمة لأجل عيون الجماهير وقد بذل لأجلها ولأجل الهلال المليارات بلا تردد. عظمة الهلال تبدت في جملة من المظاهر الرائعة التي حفل بها لقاء العبور على حساب التنزاني. حضر صالح من سنار وظل واقفاً على قدميه لثلاث ساعات ويطمئننا على أن الهلال في الطريق الصحيح. وتعانق صالح والمعز وسامي عبد الله ، تواجدوا بشعورهم النبيل تجاه الهلال. ذرف المعز الدموع بعد نهاية اللقاء إحتفالاً بالتأهل وفرحة الملايين. تواجد نادر منصور بتاريخه العريض وكان مساوي مع المقاتلين داخل الملعب. هولاء هم الذين شاهدتهم في الاستاد وربما حضر آخرون من قدامى لاعبي النادي الذي دافعوا عن شعاره بإستماتة. جاء بهم حب النادي ورد الجميل والوقوف خلف زملائهم. الهلال عالم من الوفاء والإخلاص والجمال والولاء.