!! أدى الهلال أربع مباريات في تمهيدي أبطال افريقيا كانت محصلتها تأهل الفريق للمجموعات ، وهى بحسابات الربح والخسارة تعد ممتازة للغاية كون الهدف النهائي هو الظهور مع الكبار كما جرت العادة. الوقت لا يزال مبكراً للحكم على المدرب وطاقمه المعاون واللاعبين المحترفين بإعتبار أن الزمن كان ضيقاً ما بين التسجيلات والإعداد ، وفي غياب المنافسة الرسمية الدوري الممتاز. فضلا عن إختلاف كبير في اللغات تحتاج بعض الوقت ريثما يتم هضم الترجمة وبلوغ المقصود. ومن باب الإستفادة من تلك الدروس لابد أن نُقيم تشريحاً دقيقاً وتحليلاً فنياً متكاملاً للنتائج والمستوى العام ، خاصة وأن الفوز العريض في مباريات الأشانتي وسيمبا ودياً لا يصلح دليلاً منطقياً على قوة الهلال. بل على العكس إسفاد التنزاني والغاني أكثر من الهلال وحققا الفوز خارج الديار في مستهل مشوارهما افريقياً. يحتاج اللاعبون لبعض الوقت لهضم تعليمات وخطط وتكتيك المدرب ، ولوقت أطول للإنسجام والتناغم والتعرف على قدرات كل واحد منهم . كما يحتاج المدرب زمناً أطول لإكتشاف مكنون كل لاعب والعيوب والعمل على علاجها. في محور التكتيك والخطط وطريقة اللعب والتعليمات والأدوار لا نرى غضاضة في الأنتظار ، لكننا لاحظنا إنخفاضاً ظاهراً في اللياقة البدنية خاصة مع إستمرار ضغط الخصوم ، وهو أمر لا علاقة له بالإنسجام والخطط وغيرها. بل يتعلق مباشرة باللاعبين وبكيفية المحافظة على أنفسهم بالإنضباط وإحترام النادي وجهود الجميع. تلقت شباك الهلال هدفين في أول نصف ساعة أمام سان جورج وهو مؤشر خطير يتعلق بثبات الأقدام وتوزيع الجهود والتركيز الذهني في أرباع الساعات. وبالكنغو خسر الفريق ودياً بصورة مفاجئة ، لكن المفرح في كل هذه المغامرات عودة الفريق أمام الاثيوبي وإحرازه لهدف تقليص الفارق. وفرض التعادل بعد التأخر أمام الشباب وهو مؤشر ممتاز ينبئ عن روح قتالية ورغبة في التعديل ، وطرد اليأس والخوف. أمام المجلس والقطاع الرياضي ودائرة الكرة والمدرب واللاعبين فسحة طويلة من الوقت حتى فبراير القادم موعد إنطلاقة مباريات المجموعات. وهى فترة كافية للتقييم العادل لمستوى اللاعبين وتكوين فكرة نهائية وحاسمة عن المدرب وطاقمه. خلال هذه الفترة سيؤدي الفريق عدد من مباريات الممتاز ونتوقع أن تتاح الفرص بالتساوي وبعدالة لتشمل كل العناصر ، ووقتها تنتفي أية أعذار للاعبين عن ضيق الفرص وقلة عدد الدقائق. وفي ديسمبر القادم سيحين موعد الإنتدابات الشتوية وهى سانحة لسد النواقص وعلاج الثغرات خاصة وأن لجنة التسجيلات اجتهدت خلال الميركاتو الصيفي ونجحت في الحصول على معظم العناصر المرصودة. لا تزال هناك بعض العيوب والنواقص على مستوى الطرفين وقلب الدفاع وصناعة اللعب ومهاجم قناص هداف. من هنا وحتى ديسمبر على القطاع الرياضي التركيز داخلياً وإرسال العيون خارجياً لرصد الأهداف المحتملة. إذا أراد الهلال منافسة الكبار والذهاب بعيداً في الأبطال فينبغي الإستفادة من دروس التمهيدي. نعلم أن فلوران أدى لقاء الخرطوم أمام الشباب باسلوب تجاري بحت فالهدف هو التأهل ، ولا يمكن الجمع بين العروض الساحرة والصعود. تأجلت المتعة على جماهير الهلال وتقبّلت أن تتفرج على الشباب وهو يزرع الملعب طولاً وعرضاً ويمتلك ويسيطر ويقدم كل فنون اللعبة. يجب تحليل أداء الفريق أمام التنزاني لمعرفة العيوب التي كانت حاضرة في المباراة. وبدخول إرنق ووضاح وجيرالد للخدمة نتوقع ان يتحسن شكل ومستوى الهلال. صناعة اللعب تحتاج مجهوداً أكبر ومبالغ أكثر.