صب رئيس الهلال الماء البارد على مستصغر الشرر وأخمد الحريق المُشتهىَ في النفوس التي لا تريد خيراً للنادي ، سكب الماء ودلق الأمان ورطّب الأكباد. وقذف السكينة في قلوب العاشقين وطمأن الافئدة التي بلغت الحلقوم وأرسل جملة من المشاعر الدافئة إلى صدور الأهلة فنزع فتيل القلق والتوتر وأزال صداعاً كاد يشق الرأس لنصفين. خرج الهلال بجملة من المكاسب من هذا المطب الحرج والخبر المفرك أولها الإلتفاف العريض من جماهير النادي حول الرئيس ، وزيادة التشبُث بالمجلس ، والتمسك بهشام رئيساً والإستعداد للدفاع عنه وحماية إستمراريته. أما السوباط فقد زاد من شعبيته المرتفعة أصلاً وازداد حبا ًوقرباً وجماهيرية وهو يشاهد ويتابع إزدياد دائرة التعاطف الشعبي والإندياح الجماهيري وهو ما جعله أكثر تمسكا بالإستمرار حتى لا يخون هذه الجموع وأطنان المشاعر التي جاءت عفوية ومعبرة. خطاب السوباط حمل (ثمانية) من القيم عالية المحتوى رفيعة المغذى نحاول في هذه المساحة إستعراضها بشئ من التفصيل. أولها فخره الكبير بالهلال والشرف الرفيع الذي عبّر عنه وسماح أمة النادي برئاسته وهو شعور رفيع لا يصدر إلا عن نفس أبية تشعر بقيمة الإنتماء لهذا الكيان وتُقدِر حجم الإلتفاف الجماهيري ، والسعي لعدم خذلانها بخطوة الاستقالة التي تشكل نكوصاً عن العهد وردة غير محمودة. المشروع وهو الهدف الجماعي للمجلس وقد تمسك السوباط بالمضي قدماً لتحقيقه كغاية وحلم وعهد قطعوه للجماهير ولا مجال للتهرب منه بالإبتعاد. الثبات وهى رسالة عميقة المدلول عظيمة الأثر تناولها السوباط في معرض رده ليؤكد أن من يراهن على الجماهير ويكسب ثقة الناخبين لابد أن يمتلك أعلى درجات الثبات والصمود لأجل تنفيذ الوعود وتحقيق الأحلام. التمسك وهنا يريد السوباط من الجماهير أن تتماسك حتى يتمسك المجلس بروح الجماعة ، ويتأكد من السياج المتين والدرع الواقي الذي يحمي الإدارة والكيان ، التمسك بالإصرار والتسلح بالعزيمة لتجاوز المطبات وكسر عناد الظروف. الرسالة الأهم والبند الأبرز يتمثل في دعوة المجلس وجماهير الهلال للوحدة على قلب رجل واحد لعبور المرحلة الحرجة والخطرة وتجاوز محطة الإبتلاءات والمحن. المؤسسية تناولها السوباط كأهم بنود العمل الإداري ونفى أن يكون قد تجاوز المجلس لبلوغ الإعلام مباشرة بأمر الاستقالة فهذا الصنيع لا يشبه السوباط الذي يؤمن بل دعا لترسيخ قيم المؤسسية وإحترام علاقات العمل. فالرئيس الديمقراطي لا يمزق أدبيات اخلاق الحرية وما أنتجته الصناديق ، لا يمكن لرئيس بقامة نادً كبير كالهلال الإستقالة عبر الوسائط ، فكبير القوم ليس هكذا وهذه الرسالة وحدها كافية لتدلل على حجم الوقار الذي يتمتع به رئيس الهلال بالمقارنة مع روساء أندية أخرى. المرجعية وهى النقطة المفصلية في كلمات السوباط التي أثلجت الصدور وأزاحت الغمة وأزالت الغشاوة عن عيون وقلوب الأنصار ، كأنما أراد القول إن من تكون مرجعيته هذه الجموع الهادرة وتلك الحشود الغامرة لا يمكن أن يغادر هكذا خبط عشواء دون أن يُنزِلها منزلتها ويحترم إرادتها ويصون أصواتها ويُقدِر أحضانها له في التطبيع والتسيير ، وأكتافها التي حملته وزملائه إلى سدة العمل التنفيذي عبر الصناديق التي لا تخون والتي هى أعدل ما صنع الإنسان. العنصر الأهم في كلمات السوباط تمثل في إستدعاء السند الجماهيري بالحديث عن أصحاب الحق الأصيل وهم الجماهير والعشاق الذين يكن لهم أطنان من التقدير والعرفان والمودة كأفضل إسناد لتجربته الجديدة. ( ثماني نقاط كانت شديدة النضار جميلة المعنى عميقة المدلول في خلاصة تحليلي لحديث السوباط هى :_الشرف،المشروع،الثبات،التمسك ،الوحدة ،المؤسسية ،المرجعية والسند) الهلال عالم جميل.