محمد عبد الماجد فلوران الحكاية وقعت ليه تماما ازعم ان أي مدرب عنده شيئا يضيفه للفريق ويمكن الاستفادة منه ، حتى لو كان من فئة الذين يقال عنهم (كيسهم فاضي) – يبدو الاختلاف فقط بين مدرب والأخر في الشخصية والرغبة في العمل والإخلاص فيه. الكاردينال كان أي مدرب يتعاقد معه بكون (كيسه مليان) واحسن مدرب في العالم وصائد البطولات ومعلم التكتيك الاول ، وأي مدرب يتم انهاء التعاقد معه والإطاحة به بعد ذلك بكون من ذوي (الاكياس الفاضية) ... وما عندو أي حاجة... ورأسو كبير!! ما في مدرب (كيسو فاضي) ... هذا الامر يعود لمجالس الادارات – اذا كان المدرب (كيسو فاضي) كيف تم التعاقد معه من البداية؟ – علما ان أي مدرب في هذا العالم المفتوح اصبح (كيسو مكشوف). أي مدرب يتم التعاقد معه .. انت بتجيب خبره منذ ان كان طفلا بقعد تحت عمود الكهرباء في الحلة.. وبتكون عارفه عنه أي شيء بما في ذلك (الحصة) التى كان يدكها في المدرسة. ما في حاجة في العالم دا ممكن تندس. اهم شيء في المدرب من وجهة نظرى ... وربما من وجهة النظر العلمية والمهنية ان يكون المدرب صاحب شخصية قوية .. وقادر على فرض افكاره ليس على اللاعبين فقط .. وإنما على مجلس الادارة والإعلام والجمهور ايضا .. ثم يذهب بعد ذلك الى منطقة ابعد ويفرض افكاره وطريقته على الخصوم وهذه هي قمة النجاح ، وعندما يبلغها المدرب يكون بذلك قد وصل. نجاح جوارديولا ناتج من انه يعرف بذكاء كبير ان يفرض طريقته وأسلوبه على خصومه .. وان يجعل كل تحركاتهم مجرد (ردة فعل). نجاح مورينهو يتركز في شخصيته – حبه للإثارة وقدرته على استفزاز الخصوم... ما يقوم به مورينهو يأتي في الاطار (الشخصي) ويخرج من خلال هذا الاطار الاسلوب والمنتوج (الفني) الذي يلعب به المدرب البرتغالي الشهير. مورينهو عندما تخل عن الاثارة وإشاعة الجدل .. قلت نجاحاته وأصبح مدرب عادي. مدرب الهلال البرتغالي السابق ريكاردو .. نجح في موسمه الاول مع الهلال لأنه تميز بشخصية قوية – رغم الانتقادات التى كانت توجه له من المقربين منه .. باعتباره شخصية (قلقة).. ومدير فني يصنع (التوتر) باستمرار .. لكن حتى ذلك – القلق والتوتر احيان كثيرة يكون من دواع النجاح. المدرب المصري حسام حسن يمكن ان يكون قريبا من مدرب الهلال السابق ريكاردو فهو مدرب يشتهر ويعرف بعصبيته وحماسه ..ومن هنا صنع حسام حسن نجاحاته .. علما ان الذين ينتقدون تجربة حسام حسن ينتقدونه على انه يلعب بأسلوب (حماسي) ويحقق الانتصارات عن طريق (الروح) بعيدا عن الاسلوب الفني والتكتيك الخططي. مدرب الهلال البرتغالي موتا – عايشت عمله مع الهلال في فترات طويلة ... وتحمست له لأنه كان يمتلك الرغبة ويعمل بإخلاص ويخطط بفكر. مهم جدا في المدرب (الشخصية) وهي اهم عامل يمكن ان يقوم عليها نجاح المدرب او تكون سببا في فشله. المدير الفني للهلال الكنغولي فلوران .. اثار بتصريحاته الاخيرة للصفحة الرسمية لنادي الهلال الكثير من الجدل ، خاصة عندما قال انه سوف يتبع طريقة (السنجاب) في جمع النقاط .. وقد فسر فلوران ذلك بقوله انه يلعب في بطولة الدوري الممتاز الطويلة وفي ملاعب صعبة .. وفي مناطق بعيدة عن العاصمة .. لهذا قال انه سوف يتبع طريقة (السنجاب). كثيرون ذهبوا وبحثوا عن (السنجاب) وما خلوا ليهم (غوغل) حايم ومدوا القراء بمعلومات هامة وتفاصيل دقيقة عن (السنجاب) لم نكن سوف نعرفها لولا ان محرك البحث في غوغل كله اتجه نحو (السنجاب). اظن ان الذين كتبوا عن (السنجاب) – امتعوا في هذا الجانب وزادوا ومدوا حصيلة القراء في الثقافة (السنجابية) التى لم نكن ندري او نعلم عنها شيئا. ومن هنا تأتي فكرة ان الرياضة (ثقافة) .. وان مباريات كرة القدم لم تعد مباريات في كرة القدم فقط .. وإنما اصبحت مباريات في الاقتصاد وفي الثقافة وفي العلوم وفي السياسة والطب وفي كل شيء. الذين ينظرون لمباريات كرة القدم على انها مباريات في كرة القدم فقط .. يفقدون ويخسرون الكثير – وهم لا يفهمون شيئا – حتى في كرة القدم نفسها. تصريحات فلوران عن طريقة السنجاب .. اكدت لى ثقافة هذا المدرب .. وثبتت فلسفته. مدرب يلعب بفلسفة. يبدو واضحا ان هذا المدرب سوف يلعب بأسلوب (النفس الطويل) وهو من اهم مميزات (طريقة السنجاب) التى اشار لها الكنغولي في حواره مع الزميل انس محمد احمد المنسق الاعلامي للهلال. من هنا اقول لا خوف على الهلال في وجود هذا المدرب .. لأن هذا المدرب يظهر انه فهم الحكاية تماما – وعرف كل شيء. فلوران قال ثلاث مباريات في الدوري الممتاز استطاع من خلالها ان يفهم الدوري الممتاز .. وان يقع ليه. ثلاث مباريات تعرض فيها الهلال لاختبارات حقيقية .. وخاض الهلال تجارب قوية جعلت فلوران يعرف قيمة الدوري الممتاز ويدرك انه سوف يواجه ظروف اصعب عندما يلعب في القضارف امام الشرطة ويلعب في ملعب النقعة امام هلال الفاشر ويلعب في النهود امام حيدوب. تنتظر الهلال مباريات صعبة في الايام القادمة امام الاهلي شندي في بربر وأمام الاهلي مروى في مروى. من نقاط هذه المباريات يتحقق اللقب .. شكرا لفلوران على فهمه للدوري الممتاز فما ينتظره هنالك اعمال شاقة فعلا. يمكن ان يخسر الهلال ويمكن ان يفقد لا قدر الله – تبقى هذه الاشياء امور طبيعية في كرة القدم .. المهم هو ان نعمل لجمع اكبر قدر من النقاط .. وان لا نطالب بإعادة المباراة اذا خسر الهلال لا قدر الله. نسأل الله ان لا يخسر الهلال .. وان يحقق الازرق (العلامة الكاملة) في الجولات القادمة. الهلال يلعب اليوم امام قاهر المريخ فريق الرابطة كوستي .. وهو فريق محترم ويمتلك عناصر وخامات ممتازة. ليس هنالك مباراة ساهلة او خصم سهل .. حتى بالنسبة للمباريات التى يلعبها الهلال في استاده. اللعب بقوة ومسؤولية امر لا بد منه – الانتصارات لا تحقق إلّا لمن يستحقها .. ولا استحقاق من غير مسؤولية واحترام للخصم. اعود الى شخصية فلوران .. وأقول هو الى جانب ثقافته العالية .. هو مدرب (مفكر) .. اذا كانت جماهير الهلال كانت تطلق على ريكاردو لقب (المؤسس) فان فلوران يستحق لقب (المفكر). اما انا فسأطلق عليه لقب (الناظر) فهدوء هذا المدرب ووقفته وصرامته وشخصيته القوية تجعله يبدو كذلك مثل (الناظر). نعم انه (الناظر). اخيرا اقول ان الهلال فعلا محظوظ .. وان الهلال حقا (رجل صالح) وهو يفوز ويحظى بهذا المدرب الممتاز. مدرب يشبه الهلال في كل شيء. نحن على موعد مع الروعة والمتعة والأداء والانتصارات والبطولات في وجود هذا المدرب. علينا فقط ان نعرف كيف نحافظ على هذا المدرب وكيف نهيأ الاجواء ل (الناظر)؟ حتى يحقق الهلال طموحات وتطلعات جماهيره. انا اعجب جدا بالمدرب الذي يعتمد على (المجموعة) وليس على (اللاعب) .. وهذا امر اشار اليه فلوران في حواره الاخير .. يسعدني جدا المدرب الذي يتبع اسلوب (المداورة) في التشكيلة ولا افضل المدرب الذي يعتمد على تشكيلة (اساسية) يعتمد فيها على (14) لاعبا او (16) لاعبا .. حتى ولو كانت نظريات كرة القدم تشترط لتحقيق البطولات ان يلعب المدرب بتشكيلة واحدة معظم مباريات الموسم. نحن سعداء بهذا المدرب وننتظر منه الكثير فترقبوه. جدية هذا المدرب وإخلاصه في عمله تمثل في مشاهدة مباراة الاهلي شندي وهلال الفاشر في مدينة بربر .. لأنه كان يدرك بأنه سوف يلعب امام الاهلي شندي في نفس الملعب بعد ايام قليلة. فلوران تابع مباراة منتخب الشباب امام المنتخب الجيبوتي .. وذلك حتى يتابع من قرب عناصره التى تلعب للمنتخب. هذه الاشياء تعني ان الهلال فاز بمدرب يعرف عمله جيدا ويخلص فيه. ................ متاريس مباراة الهلال اليوم امام قاهر المريخ الرابطة .. اتمنى ان يكون حضور جمهور الهلال فيها كبيرا. الهلال في هذه الايام يستحق ان يكون الحضور الجماهيري في مبارياته عاليا. لا تجعلوا الفرصة تفوتكم. تعالوا من اجل المتعة. نتمنى ان نشاهد. الجميل ان (الناظر) يمنح الفرصة لكل اللاعبين. كلهم سوف يلعبوا. واي لاعب يمنح الفرصة يجب ان يستفيد منها ويثبت وجوده. اشتقنا للغربال. واشتقنا لارنق. وفي الانتظار. ........... ترس اخير : نهائي كأس السودان اقترب.. استعدوا لهذا النهائي المهم.
