محمد الطيب الأمين صابر البعاتي أغبش لمع بحب الهلال !! * الحزن في العادة يخرج من (بطن أمه) كبيراً ومع الايام يتلاشى رويداً رويدا .. * والذي يفرق (الحزن) من (الإنسان) هو ان الحزن (يُولد كبيراً) بينما الإنسان (يُولد صغيراً) وتدور دورت الأيام ويكبر الانسان ويصغر الحزن وتبقى ذكريات (الطفولة) قائمة بالنسبة للإنسان وبالنسبة للحزن .. * وبعض الأحزان تظل (طفلة) مهما تراكمت عليها السنوات ، وبعض البشر يظلوا اطفالاً مهما بلغوا من العمر .. * والموت يصدم الناس ويجعل الدموع رسول تعبير في يوم لا يحتاج فيه الراحل للدموع .. * يخرج الإنسان من بطن أمه (باكياً) والناس من حوله (ضاحكه) وذات الإنسان يدخل (بطن) الأرض والناس من حوله (باكيه) فهل يكون هو (ضاحكاً) ؟؟ * والدنيا كما غنى مصطفى سيد أحمد هى : (لمة ناس في خير أو ساعة حزن) .. * وبعد مفارقة الدنيا تبقى الذكرى تخلد صاحبها فمن ترك خيراً يذكره به الناس ومن ترك شراً يذكره به الناس . * أمس الأول فقد الهلال واحد من كبار العشاق. * صابر البعاتي كما كان يحب مناداته. * شاب مليان طاقة وحيوية سخرها لخدمة الهلال مشجعاً ومدافعاً عن حبه. * هو وجه مألوف في المدرجات. * تحس في حضرته بالهلال القديم. * هلال الأيام السمحة والإنتصارات الكبيرة. * شاب له في خدمة الهلال صوت وصوت عالي كمان. * جمعني به حب الهلال وأنا في بواكير عملي الصحفي وهو في بواكير عشقه للأزرق. * نلتقي في تدريبات ومباريات الهلال ونستمع لملاحظاته ووجهات نظره. * صاحب نكتة ومواقف وحضور واضح. * الناس في الهلال أهل. * وصابر كان أخ للجميع وصديق للجميع. * دفع الضريبة على الوجه الأكمل. * مشجع يملك حنجرة ارعبت عديد الخصوم. * يضع صابر يده على عنقه إشارة (الذبح) من الوريد للوريد. * كلما فعل ذلك إنتصر الهلال. * شاهدناه يرقص ويضحك. * يبكي ويزعل. * يتفاعل وهو في حالة سؤال دائم عن الناس. * تجول مع الهلال داخلياً وخارجياً وكان فأل حسن في جميع الرحلات التي رافق فيها سيد البلد . * صابر دخل الهلال أغبش وخرج من الهلال أغبش. * أغبش ولكنه يلمع بحب الأزرق. * نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويعتقه من النار. * وتعازينا القلبية الحارة لاسرته ومعارفه ولكل الأسرة الهلالية. * أيضاً بالأمس فقدنا ركيزة من ركائزة الشعر الغنائي في السودان. * الراحل المقيم صلاح حاج سعيد شاعر العاطفة والقضية والحزت النبيل. * نسأل الله لهما الرحمة والمغفرة والجنة إن شاء الله. وإنا لله وإنا إليه راجعون.