بالعربي الكسيح محمد الطيب الأمين ومشيت كأنو عاجبك الفراق !! * الحزن في العادة يخرج من (بطن أمه) كبيرا ومع الايام يتلاشى رويدا رويدا .. * والذى يفرق (الحزن) من (الانسان) هو ان الحزن (يُولد كبيرا) بينما الانسان (يُولد صغيرا) وتدور دورت الايام ويكبر الانسان ويصغر الحزن وتبقى ذكريات (الطفولة) قائمة بالنسبة للانسان وبالنسبة للحزن .. * وبعض الاحزان تظل (طفلة) مهما تراكمت عليها السنوات ، وبعض البشر يظلوا اطفالا مهما بلغوا من العمر .. * والموت يصدم الناس ويجعل الدموع رسول تعبير في يوم لا يحتاج فيه الراحل للدموع .. * يخرج الانسان من بطن امه (باكيا) والناس من حوله (ضاحكه) وذات الانسان يدخل (بطن) الارض والناس من حوله (باكية) فهل يكون هو (ضاحكا) ؟؟ * والدنيا كما غنى مصطفى سيد احمد هى : (لمة ناس في خير أو ساعة حزن) .. * وبعد مفارقة الدنيا تبقى الذكرى تخلد صاحبها فمن ترك خيرا يذكره به الناس ومن ترك شرا يذكره به الناس .. * وبالأمس رحل رجل سودانى كامل الدسم والحزن .. * سعد الدين إبراهيم (جبل من الإنسانية والمشاعر) .. * والكتابة عن الأعزاء دوما تكون عصية وصعيبة ولا اجد ما أعزي به نفسي والناس بخلاف عمود كنت كتبته عن الراحل قبل عامين بصحيفة (حكايات) تناولت فيه رائعته (العزيزة) .. * نشرت هذا العمود وسعد الدين يعيش بيننا وأعيد نشره اليوم والرجل غادرنا بلا رجعة .. ————— * السؤال .. * السؤال عن الحال ما فيهو حاجة .. * زى السلام .. * الزول البسأل عن حالك وظروفك بريحك .. * بتبقى ليك سمحة .. * والزول (البيحب) دائما السؤال عن حالو واحوالو والاهتمام به مهم جدا .. * الاهتمام هو من (لوازم) الحب التلقائى .. * مرات فى الحياة دى بتصادف ناس (بيكسرو فيك ضلعة) .. * بيكسرو فيك ضلعة وهم ما جايبين خبر .. * ما بشتغلوا بيك .. * ولا بيقولوا ليك عينك فى رأسك .. * (زولة) تخليك تخلى اى حاجة وتقعد تنتظرها فى الشارع وهى تجى ماشة فيك حتى السلام تستخسرو عليك .. * حتي السلام في (تلتلة) .. * في أيام زي دي الناس بتسأل عن الخروف وبس .. * كل الأسئلة المتدوالة بين الناس هي اسئلة (خروفية) .. * السؤال عن الظروف هو مقدمة للحديث عن اغنية مدهشة جدا .. * (العزيزة) .. * العزيزة اغنية مريحة للنفس والاعصاب .. * هى اغنية توازى (كباية الليمون) .. * صعب جدا تسمع اغنية العزيزة وما تتأثر شعوريا .. * ويكفى ان (وردى) قد اشاد بها وقال انه تمنى ان تكون حقتو .. * وردي لو الحاجة ما عجبتو ما بيقول عايزة تبقي حقتو .. * لا مكان للغيرة عند وردي ولكنه مع ذلك تمني ان تكون (العزيزة) من نصيبه .. * الاستاذ الصحفى والشاعر الكبير والجميل سعد الدين ابراهيم ( بالغ) فى هذه الاغنية .. * نحن سعداء بهذه (العزيزة) التى جادت بها قريحة ( صحفى) قبل ان يكون (شاعر) .. * نحن في مجال الصحافة نحبذ ان نقدم كلمة (صحفي) قبل كلمة (شاعر) كلما أردنا ذكر اسم الأستاذ سعد الدين .. * بنضايق لما يقولوا : الأستاذ الشاعر والصحفي سعد الدين .. * الصحيح بالنسبة لينا ان نقول : الاستاذ الصحفي والشاعر .. * في النهاية بننحاز لقبيلتنا الصحفية .. * المهم .. * كلمة (عزيزة) هى في حد ذاتها كلمة قوية ومعبرة جدا .. * انا لا اريد ان اشرح الاغنية واشرحها لان معنى الجمال الموجود فيها مشروح .. * ولكن أظن وليس كل الظن إثم ان (البت) التى كتب فيها سعد الدين هذه الاغنية إسمها (عزيزة) والله اعلم .. * انا احس ذلك .. * واى زول طبعا حر فى (محاسيسو) .. * اغنية العزيزة غناها الطيب مدثر بشكل بديع جدا .. * ولكن غناها محمود عبد العزيز بصورة تجعلك تبحث عن (عزيزة) فى حياتك عشان خاطر الاغنية .. * لو فى حياتك ما عندك (عزيزة) وسمعت الاغنية دى بصوت الحوت ح تعمل ليك عزيزة بالعافية كده .. * سعد الدين (جاب أخرو) في هذه الأغنية منذ الوهلة الاولي .. * من البيت الاول في القصيدة (إنكشف حال) سعد الدين .. * حيث يقول : العزيزة الما بتسأل عن ظروفنا الوحيدة الطال عشان جيتك وقوفنا العزيزة الما بتسأل عن ظروفنا الوحيدة الما بتحاول يوم تشوفنا * واضح جدا .. * واضح انو في أهمال من قبل العزيزة الما بتسأل عن ظروف سعد الدين .. * لا بتسأل من ظروفو ولا بتحاول يوم تشوفو .. * تفعل العزيزة ذلك مع ان سعد الدين (بيقيف بالساعات وينتظر جيتها) .. * لكن في حاجة .. سعد الدين قال : الوحيدة الطال عشان جيتك وقوفنا .. * وكلمة الوحيدة هنا تتحمل اكثر من وجه .. * أحتمال سعد الدين يكون عندو (عزيزات أخريات) لا يقف لانتظارهم بينما يقف لهذه العزيرة الوحيدة .. * وقد يكون القصد من كلمة (الوحيدة) هو الوحيدة في حياته .. * في الكوبليه القادم توزع سعد الدين ما بين (الجرسة والبكي علي القديم) .. * في الكوبليه الأول تحس أن سعد الدين ليس له علاقة مباشرة مع (العزيرة) كأنثي .. * ولكن في الكوبليه القادم تحس بان هناك علاقة ومعرفه مسبقة قد تكون أصبحت (فاترة) أو شبه (متلاشيه) .. * إذ يقول .. المواعيد لسة حزنانة بتنادي والأماسي بتبكي في أسى ما إعتيادي ما كنتي بهجتا براوئع قوس قزح والله ما طلانا من بعدك فرح * سعد الدين بكل (قوة عين) إختزل كل الأفراح في هذه المحبوبة لدرجة انه خاصم الفرح من بعد أن توقفت طلتها .. * أجمل تعبير هو : (المواعيد لسه حزنانة بتنادي) .. هذا يسمي ب(الاحتيال العاطفي) لان (الحزنان) هو سعد الدين وليس (المواعيد) .. * ويواصل الرجل ابداعه قائلا : سلميلنا على ضفايرك موجة موجة وكلميها قولي ليها حرام تتوه فيها المواسم ونحنا بالجد نشتهيها، سلميلنا على عيونك يوم تسهي تغروديها ويبقو تفاحتين خدودك بس خدودك وين شبيها، سلميلنا علي يدينك وشملة الريد أنسجيها سلميلنا علي خطاكي عزة العاملة ومشيها والله أحضانك بلد يا حلوة ما تنسينا فيها * منتهى الجمال والله العظيم .. * أحضانك بلد يا حلوة ما ترمينا فيها .. * تشبيه الحضن بالبلد هو (مربط الفرس) فى هذه الاغنية .. * احضان البلد دائما دافئة وشديدة الحنية والروعة .. * توفيق عجيب صاحب سعد الدين فى هذه الاغنية .. * لو كنت انا سعد الدين لن اكتب بعد الغزيزة .. * واذا كتبت ساكتب ( الغالية) .. * اهو فى النهاية (العزيزة) بت خالت (الغالية) .. * ليك على – استاذ سعد إحنا واولاد حلتنا سنسأل من ظروفك كل يومين تلاتة .. * للأمانة أحس بأنني ولأول مرة قد ظلمت هذه الاغنية بهذا الشرح غير المفصل ولكن العزاء ان (معني الجمال مشروح) .. * أستاذ سعد الدين نحنا شاكرين ومقدرين هذا الأبداع واللغة الرفيعة والتهذيب والهيام الذي إحتشدت به الأغنية وربنا (يخدر ضراعك وقلبك) .. * هذا العمود كان قد وجد صدي في نفس الراحل وقد اعدت نشر اليوم ونحن نجابد الحزن ونغالط الدمع .. * نسأل الله ان يرحمه رحمة واسعة وان يسكنه فسيح الجنات ..