د . مزمل أبو القاسم مسلسل مُعاد! * تبدو مشاركات الأندية السودانية في مرحلة دور المجموعات شبيهةً بحلقات مسلسل قديم، تمت مشاهدته عشرات المرات لأنه يُعاد علينا كل عام. * بالطبع نقصد المريخ والهلال فقط بالحديث عن الأندية السودانية، لأن بقية الأندية التي تشارك في الكونفدرالية تكتفي بالتمهيدي ولا تتخطى في العادة الدور الأول، بعد أن فقد أهلي شندي وهلال الأبيض القدرة على المنافسة بابتعاد الداعمين.. الأرباب صلاح إدريس ومولانا أحمد هارون. * حتى طرفي القمة أصبحت غاية مشاركتهما في مرحلة دور المجموعات تنحصر في محاولة تجنب الحصول على المركز (الطيش)، كل عام! * في الغالب سيتكرر ذلك المسلسل الممل في النسخة الحالية، ولم يتخطى المريخ والهلال العتبة المعتادة. * الهلال مصنف إفريقياً في المستوى الثالث، وذلك يعني وقوعه الدائم مع ناديين يفوقانه في المستوى الفني، والقدرات المادية والفكر الاحترافي، والحديث نفسه ينطبق على المريخ، بنهجٍ أسوأ، لأنه مصنف في المستوى الرابع، لذلك يقع عادةً مع ثلاثة أندية تفوقه في المستوى والقدرات، وقد تفاقمت أوضاعه سوءاً بسبب الصراعات الإدارية الطاحنة التي سيطرت على ساحته منذ عدة سنوات، وحرمته من أقوى أسلحته، ونقصد بها جمهوره الشرس وملعب الرد كاسل. * لذلك تمنينا أن يقع الهلال مع المريخ في مجموعة واحدة، لأن الهلال هو الفريق الوحيد من بين فرق المستوى الثالث الذي يمكن للمريخ أن يحصل منه على ست نقاط حال فوزه عليه في المباراتين، لكن القرعة لم تتلطف بالزعيم، ورمته مع ثلاثة من أقوى أندية شمال القارة. * الترجي التونسي والزمالك المصري وشباب بلوزداد الجزائري، ومعلوم للكافة أن أندية شمال القارة صارت الأوفر استئثاراً ببطولات الكاف والأقدر على احتكارها، لذلك نذكر أن مهمة المريخ ستكون في غاية العُسر أمام العمالقة الثلاثة. * صحيح أن الترجي فقد قدراً غير قليل من قوته المعلومة، وأن الزمالك ما عاد ذلك البعبع المخيف في بطولات الكاف بدليل ابتعاده عن منصات التتويج لعدة سنوات، وصحيح أن كعب المريخ يبدو عالياً على الأندية الجزائرية في عمومها، لكن ذلك كله لا يبعث على التفاول ولا يطمئن الأنصار، طالما أن الفرقة الحمراء مهددة بأداء مبارياتها خارج السودان، وطالما أن صفوف الأحمر تخلو من أي محترفين أجانب يصنعون الفارق. * عقب تأهل المريخ إلى مرحلة دور المجموعات كتبنا في هذه المساحة مقترحاً بعنوان (خطة المائة يوم) وحوت خارطة طريق تستهدف تقوية الزعيم وتحسين حظوظه التنافسية في مرحلة دور المجموعات. * للأسف ضاعت من المهلة التي تناولها المقال قرابة الشهرين من دون أن يشهد ملعب المريخ أي عمل جاد يجعله مؤهلاً لاستضافة مباريات الأحمر في مرحلة دور المجموعات. * ذكرنا أن صوت العقل يحتم على المريخ أن يضع خطة احتياطية يجتهد عبرها في استكمال نواقص ملعب المدينة الرياضية كي يتمكن من خوض مبارياته الإفريقية فيه حال عدم فلاحه في تجهيز ملعب الرد كاسل، وللأسف لم يحظ ذلك المقترح بأي اهتمام، لا من إدارة نادي المريخ ولا من الوزارة ولا من الاتحاد العام الذي لا يساعد أنديته المشاركة إفريقياً بأي شيء. * ما زال الأمل يحدونا أن تتمكن لجنة التسيير المريخية من تحريك ملف الملعب لتستكمل نواقصه وتجهزه لفريقها، مع أن فترة تكليفها ستنتهي اليوم رسمياً، وكان على لجنة الانتخابات أن تمدد تكليفها إلى حين انتخاب المجلس الجديد في الثلاثين من الشهر الحالي. * لا ننكر أن بعض المقترحات التي حواها المقترح تم تنفيذها باجتهاد كبير، مثل إعفاء الجهاز الفني السابق والتعقد مع جهاز فني جديد، والاجتهاد في علاج المصابين، والشروع في التعاقد مع لاعبين أجانب على مستوىً عالٍ كي تتم تقوية صفوف الفريق بهم، وتحسين مردوده العام، ومبلغ علمنا أن اللجنة الحالية قطعت شوطاً مهماً في التفاوض مع محترفين متميزين بهدف ضمهم في فترة الانتقالات المقبلة، التي ستنطلق منتصف الشهر المقبل. * نتمنى أن يتم الفراغ من تركيب النجيل الهجين في الوقت المحدد، وأن يتم استكمال العمل الضخم الذي أنجزه شباب القروبات الحمراء في إستاد المريخ، لأن تحقيق نتائج إيجابية في دور المجموعات مرهون بخوض مباريات تلك المرحلة داخل الرد كاسل. * بالعدم لن يمتلك المريخ أي فرصة لتحقيق نتائج إيجابية، ناهيك عن المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل، وسيتذيل مجموعته بلا جدال. * ذاك عن المريخ.. أما الهلال فتبدو مهمته بالغة العُسر، وفرصه شبه معدومة مع أنه سيخوض مبارياته على ملعبه.. والسبب وقوعه مع الأهلي المصري وصن داونز الجنوب إفريقي (والقطن الكاميروني)؛ في مجموعة قوية وواضحة المعالم، ومعلومة المحصلة قبل انطلاقها. * ما لم تحدث مفاجأة ليست في الحسبان فسيتنافس الهلال مع القطن الكاميروني على تجنِّب المركز الطيش! * وإذا لم يلعب المريخ مبارياته في السودان فحصوله على الذيلية أمر لا يقبل النقاش. آخر الحقائق * استضافة إستاد المريخ لمباريات الزعيم في المرحلة المقبلة لن تحدث إلا إذا اجتهد كل أهل المريخ لتجهيز إستادهم وحصلوا على دعم من الدولة لتحقيق تلك الغاية. * العمل في تجهيز المدرجات للإجلاس لا يحتمل المزيد من التأخير. * إذا تم تجهيز الملعب واستكمال الإجلاس فبقية المطلوبات مقدور عليها. * غرف اللاعبين جاهزة والإضاءة بحالة جيدة. * الخطة (ب) المتصلة بالمدينة الرياضية لم يحدث فيها ما يبعث على التفاؤل، علماً أن نواقص الملعب الأولمبي قليلة ويمكن إنجازها خلال وقت وجيز. * مبلغ علمنا أن مساعي ضم محترفين متميزين بدأت بعيداً عن عيون الإعلام. * كشف المريخ الإفريقي يضم 36 لاعباً. * بحسب لائحة دوري الأبطال سيكون بمقدور النادي أن يضم أربعة لاعبين جدد، ويستبدل ثلاثة من الذين لم يشاركوا معه في مباريات النسخة الحالية. * سبعة لاعبين جدد يمكن أن يشكلوا إضافات نوعية لفرقة ريكاردو لم تم اختيارهم بعناية. * ذلك مع ضرورة وضع خطة محكمة للإعداد تتضمن تنظيم معسكر جيد في إحدى دول شمال القارة. * ستنطلق مرحلة دور المجموعات في مستهل شهر فبراير المقبل، والفترة المذكورة ستشهد أجواء باردة في تونس ومصر والجزائر. * ذلك يعني بالضرورة أن يتم تنظيم المعسكر في دولة ذات أجواء مماثلة. * آخر خبر: المهمة عسيرة لكنها ليست مستحيلة.
