عندما خسر الهلال بفعل فاعل من أهلي الخرطوم وتسبب الحكام في فقدانه النقاط وجدها بعض إعلام المريخ فرصة لبعزف على منوال الخسارة و(يعرض) في (دلوكة) الأهلي لأنه لا يملك أدوات للصقرية والعرضة. إستغل رأسيتي المدافع الصادق للرقص على (نحاس) الجريف أهل اللاعب الذي لم يصدق أنه بلغ شباك سيد البلد مرتين. وجد المريخ ضالته في نحاس الجريف لإخراج المخبوء ، فالكبت الذي مارسه الهلال طوال أسابيع المنافسة وزحفه بالعلامة الكاملة أخرجهم للغناء والطرب في دلوكة الآخرين. ومن يعتمد علي غيره لن يأكل ومن لم يأكل بيديه لا يشبع فالهلال الذي إمتطى للممتاز عمداً قطارات الجنون يريد أن تكون مباراة اليوم مناسبة للمصالحة ولإستعادة الوضعية وترتيب الأوراق من جديد وغسل الأحزان على شعار الند المريخ. وقبل اعوام لعب الهلال على كأس الممتاز ودخل المباراة الاخيرة بفرصة واحدة ، وبمفهوم أن البطولات تُنتزع بالقوة ، ورد الماء صفواً وانتزع اللقب بالإرادة ولم ينتظر خدمة طرف ولا دلوكة الغير ليطرب وينتشي. تعزف موسيقى الهلال اللحون الزرق ويعرض أهل البلد وأسيادها على أنغام نحاسهم وما صنعته أيديهم ، وليس أيدى الجريف والأهلي وغيرها من سقط المتاع. يُقبل الهلال على لقاء الديربي ويتخذه جسراً لبلوغ الغايات وترميم الصفوف ومعانقة الجماهير وإستعدال الصورة المقلوبة والوضع المائل. تسنده جماهير هادرة وملايين لا تعرف التثاؤب ، تدخل وغي التشجيع وتقود الفريق للحمى وتُشكل إسناداً مطلوباً يحقن الحماس في شرايين الأسياد. هى ليست معركة حربية بل منافسة شريفة على نقاط ثلاث ، درج الهلال على إقتناصها بدليل عدد مرات فوزه على الأحمر في الممتاز والذي يقارب ضعف عدد مرات فوز المريخ. فاز الهلال في 22 مباراة ولم يتمكن المدعوم إلا في 12 مواجهة فقط بمساعدة الحكام والإتحاد وآليات الدعم المعتادة. أوصل الهلال رسالته للإتحاد مصحوبة بلقطات فيديو تثبت خطأ وترصدد الحكام وسرقته جهاراً نهاراً. ولا نستبعد إقدام المجلس على سحب الفريق من الممتاز إذا إستمر توجيه الحكام للمنافسة ومساعدتهم المستمرة للمدفور وإستهداف حامل اللقب. تراجع مستوى الهلال في المباريات الأخيرة ولكن مباراة الديربي تختلف. فلوران في المواجهة الأولى لإثبات جدارته بالهلال وصدارته لمدربي القارة ، وأنه ثعلب للمواجهات الكبيرة. وأمام اللاعبين فرصة لا تُعوَّض لمصالحة الإنصار وإتخاذ المريخ منديلا لمسح دموع الجماهير بالفوز عليه والإبتعاد في الصدارة ، وإعادة تصدير الأحزان لمضروب الرابطة بالعرضة جنوب. السيناريو المحفوظ من لاعبي المريخ هو إستخدام وسيلة العاجز لتقليص الفارق الفني بإستعمال القوة والعنف والإرهاب والتصفية الجسدية لإيقاف المد الأزرق الهادر. جارجو ومكابي وياسر كسيل الوادي المنحدر لا تصدهم متاريس ولا تعطل عنفوانهم حواجز. والموج الأزرق يدعوكم نحو الأعمق.. والهلال اليوم سيكون مختلف شكلاً ومضموناً بعد مواجهة المجلس مع اللاعبين ومكاشفة رفقاء الغربال بعضهم بعضاً. كرة القدم لعبة حظوظ ، ورغم ثقتنا المطلقة في أسياد البلد لكننا لا نستبعد جن المجنونة وإدبارها عن الأفضل. وعد الرئيس السوباط بحافز غير مسبوق وبالدولار.. لله درك يا نهر العطاء المستجيش ضراوة. تكاملت الأدوار وأنجزت كل المكونات ما عليها ، المجلس والقطاع والدائرة والجهاز الفني. باتت الكرة تحت أقدام اللاعبين ، أما النصر فيتأرجح بين الحناجر والأقدام..نعلم حب العاشقين للأزرق ومقدار حفاوتهم بالنصر وإشعالهم للحماس والحريق. الهلال مرشح فوق العادة لمواصلة عادته المحببة وإستمرار كفته راجحة في لقاءات الممتاز. (نغلب ونقدل فوق عديلنا ونعرض في نحاسنا ).
