إيهاب صالح هل إستحق المريخ الهزيمة أمام الترجي ؟! * بدايةً نقول قدر الله وما شاء فعل ، خسرت القمة السودانية مباراتيها بالأمس في إفتتاح مجموعات أبطال أفريقيا حيث قاتل الهلال في أقصى الجنوب الأفريقي أمام صن داونز وسط أنصاره وأهازيج الفوفوزيلا المميزة في جنوب أفريقيا وخسر بهدف تراجيدي من كرة مرتدة من ابي عشرين وأضاع الفريقان عدة أهداف كان يمكن ان تزيد غلة صن داونز أو تمنح الهلال التعادل على الأقل حيث كانت المباراة مفتوحة واستحوذ على اغلب فتراتها صن داونز بنسبة استحواذ عالية وعدد تسديدات كبير على المرمى الأزرق الذي حاول الصمود بلا جدوى مع تميز لاعبي صن داونز في تناقل الكرة باسلوب اللعب السريع والتمرير الارضي الممرحل وهو في الغالب الذي يعاكس اسلوب الكرة السودانية التي تعتمد في اغلبها على اللعب الطويل وبالتالي شكل صن داونز خطورة كبيرة واحرز هدف ثاني صحيح الغاه رجل الخط براية عشوائية ووقفة خاطئة تدل على سوء التحكيم الافريقي كالعادة . * أما المريخ فقد مارس مدربه ريكاردو هوايته الجبانة في أداء المباريات الكبيرة واعتمد على الخندقة والدفاع ممنياً نفسه ان يخرج متعادلاً أمام الترجي التونسي الذي لم يكن خطيراً بالامس وكان بعيداً عن الفوز الذي اقتنصه بهفوة دفاع وحارس وفي زمن تلتقط فيه المباراة انفاسها الاخيرة وبمخالفة من الخيال وبقدم لاعب كان يجب ان يكون خارج الملعب من الشوط الاول لولا مجاملة حكم المباراة السيئ له بعد ان اوقف انطلاقة مريخية نحو مرمى الترجي التونسي قادها البرازيلي ماتزينهو واوقفه المدافع في مخالفة تتطلب البطاقة الحمراء والطرد المباشر لكن اعود واقول انه التحكيم الافريقي اصحاب الياقات السوداء والضمائر الاكثر سواداً بغبائهم الذي لن يزول ورشاويهم الطافحة التي ازكمت الانوف وابعدتهم من كل الفعاليات العالمية الكروية . * فاجأ ريكاردو الجميع وهو يعتمد على لاعب محور وحيد نظرياً وهو التاج يعقوب بمعاونة لاعبين من المفترض ان دورهما ينحصر في صناعة اللعب والوسط الهجومي وهما برايان وماتزينهو وتخوفنا فعلاً من تعرض التاج للضغط وبالتالي تعرض دفاع المريخ للضغط من العمق لكن استبسال كرشوم وحمزة وصلاح نمر وتصديهما لهجمات الترجي الخطيرة بفعالية وقوة كان له الاثر الكبير في ابعاد الخطورة عن مرمى محمد المصطفى الذي تكفل ببقية الكور التي وصلته والتي تعدت المدافعين فكان خروجه ممتازاً وتصديه ممتازاً وساعد في تثبيت دفاعه وتوجيه لاعبيه وسجل اسمه نجماً أولاً في المباراة من جانب المريخ بجانب خط دفاعه الذي كان متميزاً الى حد بعيد بالامس وبجانب الطرف الايمن البرازيلي اليكس دا سيلفا الذي اجتهد كثيراً ويبدو انه سيكون حلاً ناجعاً لمعضلة الطرف الايمن في المريخ والتي تأثر بها الفريق ردحاً من الزمن وقد انقذ دا سيلفا المريخ من هدف من كرة محمد المصطفى المرتدة وابعدها للركنية بمتابعة جيدة للبرازيلي ، كما تميز ايضاً البرازيلي ماتزينهو في الوسط وجاءت اخطر تسديدات المريخ من قدمه اليسرى والتي ابعدها حارس الترجي بن شريفية بصعوبة كادت ان تسجل هدفاً رائعاً في الشوط الثاني بينما كانت هناك تسديدة خطيرة للمريخ الشوط الاول من كرة ثابتة لعبها برايان ابعدها بن شريفية . * الكارثة المريخية الكبيرة التي ارتكبها ريكاردو كانت في خط المقدمة ، دفع ريكاردو بمهاجمه البرازيلي العجوز باولو سيرجيو وبمعاونة رمضان عجب العاجز ووضح من بداية اللقاء عدم قدرة الاثنين على تقديم شيئ للفريق وكان يجب على ريكاردو ان يكون شجاعاً ولو بالنذر اليسير ويسارع باخراج احدهما على الاقل والاستفادة من اي مهاجم سريع يطارد دفاع الترجي ويوقفه على الاقل ويشتته ، لكن ريكاردو كان يتفرج مثلنا تماماً خصوصاً الشوط الثاني ودفاع الترجي يشارك في الهجوم على مرمى المريخ بفعالية وقوة من كل جانب حتى الهجمات المرتدة فشل البرازيلي العجوز في استثمارها وكان واضح انه لا يقو على الجري بعد ان لعب لها برايان كرة جميلة جعلته في وضع انفراد سرعان ما فقدها بضعف بائن ، ريكاردو اصر على بقائه مع رمضان فضاعت فعالية المريخ في المقدمة واصبحنا ننتظر متى يلج الهدف في شباك المريخ ، لم يتحرك ريكاردو لاستبدال العجوز والعاجز الا في الرمق الاخير للمباراة بينما فاجأ عمار طيفور البديل الذي دخل في الشوط الثاني الجميع باداء سيئ وخرمجة مسح بها الاداء الممتاز الذي قدمه امام الهلال في القمة السودانية بينما اخرج ريكاردو مازن وادخل احمد بيبو فزاد الضغط على المريخ ، حقيقة لا نعلم ما هي مشكلة ريكاردو مع لاعبين متميزين ابعدهم عن المباراة وابقى بعضهم بجانبه على دكة البدلاء ، لا نفهم ما هي مشكلة كمبالي والسماني والغاني فاتاو . * الأداء الذي قدمه ريكاردو امام الهلال في مباراة القمة السابقة واجه انتقاداً شديداً لكن تغافل عنه الجميع ووضعوا له اعذار واهية وحمدوا الله على التعادل في الوقت الذي كان يجب التفكير في الفوز ، ريكاردو عاد لذات الاسلوب المقيت وبالتالي عاقبه الترجي بهدف جاء في الوقت بدل الضائع او الدقيقة 94 بالضبط من قدم المدافع توغاي بعد خروج خاطئ وهفوة من الحارس محمد المصطفى بالرغم من مضايقة اثنان من لاعبي الترجي معه وغياب المدافعين في اللقطة الوحيدة التي تهيأت للترجي واستثمرها بهدف قاتل . * نقص التركيز ونقص اللياقة الذهنية لا زالت هي مشكلة كبيرة في الكرة السودانية خصوصاً في نهايات المباريات ، اما بالنسبة للترجي فلم يكن هو الفريق البعبع المخيف وكان بالامكان فعلاً ان يخرج المريخ بنتيجة ايجابية ان احسن ريكاردو اختيار عناصره واحسن قيادة المباراة فنياً . * مباراة الامس امام الترجي التونسي اخذها البعض من باب التخوف الشديد من الهزيمة الكبيرة واعتبروا الهزيمة بهدف نتيجة ايجابية واطنبوا في مدح ريكاردو واللاعبين بينما كان البعض واقعياً في وجهة نظرهم وقالوا انه كان بالامكان افضل بكثير مما كان وان ريكاردو فعلاً مدرب جبان اضاع فرصة كبيرة لتقديم مباراة افضل والخروج بنتيجة افضل ، على أي حال ستكون مباراة الزمالك المصري القادمة في ملعب شهداء بنينا الامتحان الحقيقي لهيرون ريكاردو فيها يكرم هذا المدرب او يُهان ! آخر التداعيات * الإصرار على الدفع باللاعب رمضان عجب في خط المقدمة الهجومية عبارة عن كارثة فنية غير عادية عصفت بالمريخ وابعدته عن الشباك تماماً وجاءت ثالثة الاثافي بالمهاجم البرازيلي باولو سيرجيو الذي سيكون الطامة الكبرى فيما يبدو ! * في المقابل السماني الصاوي اللاعب المتألق وصاحب التسديدات القاتلة والتمريرات الذكية والحيوية في وسط الملعب واللاعب الذي سجل ثلاثة اهداف وتسبب في رابع من جملة خمسة اهداف للمريخ في مجموعات ابطال العام الماضي يتم ابعاده من التشكيلة التي يلعب بها رمضان وبيبو وسيرجيو والمصاب برايان الذي أكمل تأهيله قبيل المباراة بساعات بدون جاهزية تامة ! * خبر وصول النجيل التركي الى استاد المريخ اخيراً مع ملحقات وكراسي الملعب كان الفرحة الوحيدة بالأمس والتي خففت الكثير من آثار الهدف القاتل الذي ولج شباك المريخ في نهاية المباراة ، لو اتجهنا لتأهيل الملعب واستفدنا من مبلغ المهاجم العجوز وتركنا موسيس ( الأفضل منه ) لكانت الخسارة اخف قدراً وقدر الله وما شاء فعل ، شكرا الريس اب جيبين واعضاء مجلسك الهمام شكراً لكلماتك الجميلة للاعبين بعد المباراة وباذن الله القادم افضل !