عبدالعزيز المازري الهروب الكبير.. وشماعة "الترزي"! يبدو أن مجلس الهلال ما زال يراهن على عامل الوقت، أو بالأصح، على عامل الصمت، في حسم ملفات المدرب والصفقات الأجنبية الجديدة، متجاهلًا أن كرة القدم الحديثة لا تعترف إلا بلغة واحدة: **المال والوضوح**. في زمن المنصات المفتوحة والتطبيقات الذكية، لم تعد هناك أسرار. تسربت أسماء المدربين، وتسربت صفقات المحترفين من وكلاء ومدربين وحتى وسطاء… فهل يعقل بعد ذلك أن يتمسك المجلس بحجة قديمة تقول إن "الحرب الإعلامية" أو "الإشاعات" هي سبب تعطيل الحسم؟ الحقيقة أن **الخلل ليس في النشر، بل في التفاوض الهشّ والطريقة المرتبكة**. ما لا يريد البعض الاعتراف به، هو أن الضعف الحقيقي يكمن في الطريقة التي تُدار بها الملفات: سقف مالي ضيّق، وعقلية تُقارب كرة القدم بمنطق السوق، كأن اللاعب سلعة تُقوّم بمبلغ محدد لا يتغير، حتى لو كلفنا ذلك خسارة أسماء مؤثرة مثل أبو عاقلة، أو موهبة مثل جون مانو، ونحن في أمسّ الحاجة إليهما. منذ متى كانت التسريبات عذرًا لنادٍ بحجم الهلال في الفشل بالتوقيع مع مدرب أو مهاجم؟ وإذا كانت التسريبات تُعطّل، فكيف فاوض الهلال أكثر من 12 محترفًا؟ كيف وقّع مع بعضهم بالفعل؟ كيف تفاوض مع البقية لأسابيع دون حسم؟ اللاعب لا يهتم بما يُنشر في الصحف… بل يهتم بما يُعرض على الطاولة: قيمة مالية، ضمانات، استقرار فني، مشروع واضح. وما لم يتوفر ذلك، فإن التسريبات لن تضر… ولن تنفع. العليقي يقود الملفات؟ نعم، نحترمه. لكن أين النتائج؟ أين الحسم؟ هل ننتظر شهرًا تلو الآخر نسمع "اقترب المدرب"، "حُسم المهاجم"، ثم يظهر مدير القطاع الرياضي لينكر معرفته باسم "المهاجم السوبر"، في تبرير هزيل يعكس حجم الفوضى داخل المطبخ الأزرق؟ بلجيكي يقترب، روماني يُستبعد، نيجيري من فنلندا يُتداول اسمه، ولا شيء يُعلن رسميًا. من يُشرف فنيًا؟ لا أحد. الرأي العام أصبح المدير الفني، وتويتر وفيسبوك والواتساب هم من يُحددون اتجاه التفاوض. نائب الأمين العام رامي كمال يقول: "المال ليس مشكلة"، ثم يرمي اللوم على الجماهير واتساع طموحاتها! فمن وسّع طموحات الجمهور غير المجلس نفسه؟ ألم يعلنوا في عزّ منافسات دوري الأبطال عن رصد **مليون دولار** للمهاجم السوبر؟ واليوم، لا أحد يعرف من هو! أما ملف فلوران، فما زال يراوح مكانه: لا بيان وداع، لا إعلان بديل، لا تأكيد للبقاء أو الرحيل، وكأننا ننتظر نهاية الشهر لمفاجأة! وفي المقابل، الفرق من حولنا تُعلن وتُخطط وتُنهي صفقاتها. نعم، هناك ظروف صعبة، وعدم انتظام للدوري، ولكن الهلال وسط هذه الفوضى سافر وشارك في الدوري في موريتانيا، واحتفل بكأسها وكأنها إنجاز رسمي، بينما فشل في التأهل، وفشل في التتويج، وفشل في التخطيط لما بعد فلوران! القطاع الرياضي يدير التسجيلات عبر لجنة استشارية ضيقة، دون جهاز فني واضح، ولا مدير كرة محترف، وكأن المشروع يسير ب"البركة" لا بالبوصلة. الجماهير لا تنتظر الشعارات، بل تنتظر قرارًا واضحًا. فإما أن ينهض المجلس، أو يرحل في هدوء… لأن الهلال أكبر من أي شماعة، وأكبر من أي "ترزي". **كلمات حرة:** * إذا كان كل شيء يتسرّب، فالمشكلة ليست في الإعلام، بل في من يجلس داخل غرفة الاجتماعات! * الصفقات تُحسم بالجرأة، لا بالتبريرات. * من يفاوض 12 محترفًا يستطيع أن يوقّع مع واحد فقط… لو أراد. * من لا يعرف اسم المهاجم السوبر، لا يمكنه أن يُقنعنا بأنه يُخطط لصفقة تاريخية. * من لا يُعلن عن المدرب… لا يُنتظر منه مشروع. * مجلس الهلال يتعامل مع سوق الانتقالات وكأننا في سبعينيات القرن الماضي! * من لا يملك الجرأة لإعلان رحيل فلوران، لا يملك الشجاعة لبناء مشروع جديد. * من يُدير التسجيلات ب"التكتم"… لن يُنتج إلا مزيدًا من الفوضى. * الحرب قد تؤخر… لكنها لا تمنع الحسم لمن يُريد أن يحسم. * الجمهور لا ينتظر البيانات… بل القرارات. *كلمة أخيرة:** ليست الحرب الإعلامية هي السبب، ولا التسريبات هي العائق، ولا ظروف السودان هي العذر. السبب واضح: لا مشروع، لا قرار، لا حسم. من لا يملك وضوحًا في التفاوض، لن ينجح في التعاقد، ومن يخشى إعلان رحيل مدرب، لن يجرؤ على بناء فريق بطولات. الفوضى ليست قدرًا… بل اختيار! *كلمة حرة أخيرة (ساخرة)* كلمونا من البداية… قولوا لينا الهلال دا سقف تسجيلاتو 150 ألف، والطموح أقصاه دوري شرفي في نواكشوط أو أنجمينا! قولوا لينا الحكاية ما بطولة… الحكاية "ربح وخسارة" على طريقة السوق المركزي! لكن بالله ما تجوا آخر الموسم، وتقولوا: "ما قدرنا نسجل لأنو السقف ما سمح، ولأنو الجماهير كانت بتحلم زيادة!" الهلال يا سادة… ما فريق شركات بتقفل الميزانية، ولا هو دكان بتقيس العارض بالسنتيمتر! الهلال فريق بطولات، وما بينفع تمسك دفتر وتقول: "والله ما عندنا إلا دا… خلي الجماهير تحلم بالحاصل!" فيا من تضعون السقوف وتغرقون في الأعذار: يا تبنوا نادي بحجم الهلال… يا تفتحوا مغلق وتبيعوا نادي لينا بالتقسيط!