عبدالعزيز المازري من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟ تنطلق بطولة أمم إفريقيا للمحليين "الشان"، ويبدأ منتخبنا مشواره يوم الثلاثاء، لكن قبل أن نضع أعيننا على أرض الملعب، علينا أن نسأل: من اختار هذه القائمة؟ المدرب الغاني كواسي أبياه؟ أم لجنة الاختيار والمدربون الوطنيون العاملون مع المنتخب؟ الواقع أن الملف لم يكن حكرًا على المدرب، بل أوكل للجنة فنية وطنية، ومع ذلك جاءت الاختيارات تحمل نفس الملامح التي اعتدنا عليها في السنوات الماضية: غياب أسماء لامعة قدمت موسمًا استثنائيًا، واختيار لاعبين لم يشاركوا أساسًا مع أنديتهم، بل لم يدخلوا حتى قوائم البدلاء! هنا السؤال الصعب: هل تم الاختيار وفق رؤية فنية واضحة؟ أم أن التدخلات والموازنات هي التي صاغت القائمة كالعادة؟ فالمنطق يقول إن من يختار يجب أن يكون تابعًا لعين الملعب، لا لعين المجاملة. الغريب أن القائمة تجاهلت لاعبين أثبتوا حضورهم في النخبة ومع الهلال والمريخ وفرق أخرى، واعتمدت بنسبة كبيرة على ثنائي القمة، مع قلة محدودة جدًا من بقية الأندية، وكأن بقية الفرق مجرد كومبارس في بطولة الشان. ومع كل التحفظات، لا يمكن إنكار أن المنتخب يمتلك عناصر خبرة قادرة على صناعة الفارق إذا وُظفت بالشكل الصحيح. هؤلاء اللاعبون هم نفسهم من أوصلونا لنهائيات البطولة بعد عبور تنزانيا وإثيوبيا في التصفيات، ولديهم سجل لا بأس به في تصفيات كأس العالم الأخيرة. لكن النجاح في الشان لن يكون بالاسم أو التاريخ، بل باختيار العدل، والتكتيك السليم، وروح القتال. والجمهور يريد أن يرى منتخبًا يمثل كل السودان، لا منتخبًا مغلقًا على أندية بعينها. صقور الجديان أمام فرصة ذهبية، والكرة في أقدام اللاعبين، لكن المسؤولية الحقيقية في أعناق من اختار... فإما أن يكون الاختيار بداية إنجاز، أو أن يضاف لسجل الإخفاقات المليء بعبارة: "الموازنات أولًا".