محمد كامل سعيد فوز المغرب والنهب والسرقة وغياب الضمير..!! مدخل أول: # تابعت اجزاء من مباراة الاهلي المصري ومصيفه انجل البورندي في لقاء الذهاب الذي اقيم ببوجمبورا.. كما تابعت اجزاء من مباراة الهلال والبوليس الكيني في كينيا والتي اقيمت في ملعب فرعي غير مجاز من الكاف وذلك نتيجة لاحداث الشغب التي سبقت تلك المواجهة..!! # وقبلها كنت قد شاهدت واقع الميادين والملاعب والاستادات في كل من موريتانيا وليبيا حيث لعب المريخ امام سانت الوى لوبوبو وسيلعب الهلال امام البوليس الكيني جولة الاياب الحاسمة يوم السبت المقبل بملعب شهداء بنينا ببنغازي الليبية..!! # واقع تلك الملاعب (المشرّفة) احزنني جدا علي حالنا الكروي في السودان.. خاصة وان اتحادنا العام الهمام -الذي سبق له العزف علي وتر عدم وجود ملاعب مجازة افريقيا بالنسبة لانديتنا ومنتخباتنا لتؤدي عليها المباريات الدولية – نسى تفاصيل ذلك العزف خاصة وبعدما ركب الاعضاء وجلسوا في كراسي القيادة.. وسرعان ما نسيوا ما قالوه بالامس.. حيث تحول الامر بالنسبة لهم الي "كلام والسلام" كان القصد به اشعال نيران الحرب التي سرعان ما تنطفئ لانها كانت عبارة عن نيران مفتعلة..!! # ان قادة الكرة عندنا في السودان تشابهوا – بل تطابقوا – مع (البلابسة) الذين يرون ان الحرب الحالية المشتعلة في السودان لاكثر من عامين يجب تستمر ولا تنتهي الا (ببل المتمردين).. حتى ولو كان ذلك علي حساب الوطن والمواطن وتدمير البنيات التحتية..!! مدخل مباشر: # تابعنا الانجاز الكبير الذي حققه منتخب شباب المغرب فجر الاثنين في تشيلي.. والمتمثل في الفوز والتربع علي عرش العالم عقب فوزه الباهر والمستحق علي نظيؤه الارجنتيني بهدفين دون مقابل في المباراة النهائية ليكتب تاريخا جديدا للكرة العربية والافريقية..!! # ذلك الانجاز الكبير والخرافي لم يتحقق الا بالعمل والاجتهاد من جانب قادة الاتحاد المغربي لكرة القدم والذين نجحوا في توظيف الامكانيات والقدرات الكبيرة التي يمتلكونها بذات الطريقة التي سبق لهم تقديمها من خلال التجربة العملية التي شاهدها العالم لمنتخب اسود الاطلسي (المغرب الاول) في نهائيات مونديال قطر عندما وصل للدور نصف النهائي كاول منتخب عربي وافريقي يحقق ذلك الانجاز..!! # كل تلك الانجازات والانتصارات والبطولات حدثت وتحدث من جانب العديد من الدول والمنتخبات العربية سواء من الناحية الفنية داخل الملعب.. او في الجوانب المتعلقة بالبنيات التحتية الخاصة بالملاعب والاستادات.. وقادة الكرة عندنا عاملين فيها رايحين وما فاهمين اي حاجة..!! # موريتانيا – ليبيا – بورندي ورواندا وغيرها من البلدان التي عرفت كرة القدم بعدنا سارت في السكة السليمة.. وتمكنت من توفير ابسط معينات التطور والتقدم بالنسبة للعبة الشعبية الأولى في العالم.. وعمليا نجحت وتفوقت وتربعت علي عرش البطولات.. وسجلت اسمائها في السجل الذهبي للبطولات القارية علي الرغم من اننا لعبنا كرة القدم قبلها..!! # وعلي الرغم من اننا نمتلك التاريخ علي اعتبارنا نحن الذين اسسنا الاتحاد الافريقي لكرة القدم (كاف).. ونظمنا اول بطولة للامم 1957 م الا ان مسيرتنا مضت للاسف في الاتجاه العكسي للتطور.. بدليل اننا حتى الان لا نملك ابسط المقومات التي تقود وتحقق النهضة المطلوبة.. ليس في كرة القدم فحسب بل في كل الالعاب ومختلف المناشط سواء الجماعية او الفردية..!! # كل تلك الانجازات التي تحققت للمنتخبات العربية او الاتحادات الوطنية الاخرى – سواء في البنيات التحتية او الانجازات الفنية داخل الملعب – لم تحرك اي شئ في نفوس قادة الكرة عندنا.. بل علي العكس نجدهم يتعاملون معها وكأنها لا تعنيهم في شئ.. ويمكن ان ينظروا اليها من زاوية انها عادية جدا جدا..!! # جماعتنا في اتحاد الكرة ادمنت الفشل وتعودت عليه بدليل انها صارت (كمجموعة) تبحث عن ملاعب بالبلدان المجاورة ليؤدي عليها منتخبنا الوطني الاول مبارياته بالتصفيات المختلفة.. فعلوا ذلك ويفعلوه دون ان يتذكر احد الاعضاء حقيقة افتقاد السودان لملعب واحد مجاز افريقيا يعتبر جريمة في البلاد وتاريخها ومكانته القارية والاقليمية..!! # نقول ذلك الحديث ونحن نعلم بحقيقة تميّز سوداننا وتفرده عن الكثير من الدول العربية والافريقية بالامكانيات الذاتية المهولة خاصة تلك المتعلقة بانتشار المواهب في مختلف انحاء البلاد وبكل الاعمار السنية المختلفة والتي لا تحتاج الا للاهتمام والعمل والرعاية لان ذلك سيفتح امامنا ابواب الانتصارات والامجاد الكروية وعلى جميع المستويات العمرية شباب وناشئين وكبار..!! # اننا نتابع تفرد المواهب السودانية في معظم دول الخليج العربي وتالقها ببساطة لان تلك المواهب وجدت الاهتمام والرعاية والتوجيه السليم.. وهنا فان ما نتابعه في دولة قطر (مثلا) من تالق اسماء سودانية في مختلف المناشط للالعاب الفردية والجماعية يتحدث ذلك التألق بصوت مسموع ويكشف حجم المأساة التي نعيشها..!! # اما الجانب المتعلق بالبنيات التحتية فان رائحة الفساد هي التي تملأ المكان مهما كان واسعا.. ويكفي ان مايسمي بالمدينة الرياضية ظل لاكثر من ثلاثة او اربعة عقود يقف في محطة واحد تحكي بكل التفاصيل معاني النهب والسرقة والاستهتار وغياب الضمير.. نقول ذلك ونحن نتابع (جوبا ستيديوم) وهو يستقبل مباريات التصفيات لانديتنا في البطولات المختلفة..!! # ان فوز منتخب المغرب بكأس العالم للشباب بشيلي كشف لنا بطريقة غير مباشرة غياب الضمير والعديد من عمليات السرقة والنهب والاهمال التي ظلت ولا تزال تحدث في دوائر كرتنا السودانية سواء من جانب القادة او المسئولين بالحكومة عندنا الذين يتشابهون ايضا مع قادة الكرة وجماعة التدمير في انهم يتجاهلون الدور الرسمي والشعبي الذي تقوم به الرياضة عموما وكرة القدم على وجه الخصوص..!! # تخريمة أولي: كل ما نتابع اي انجاز للمنتخبات السنية في كل بلدان العالم العربي والافريقي.. نتذكر مباشرة فضائحنا الكبيرة ومصائبنا في التزوير والفساد والاستهتار واللا مبالاة.. حدث ذلك ويحدث نتيجة لما تابعناه من مآسي ومشاكل ادارية بحتة..!! # تخريمة ثانية: هنالك العديد من الاسئلة المهم هنا والتي تفرض نفسها علينا ونطرحها من باب الحرص علي المصلحة العليا لكرتنا السودانية نوجهها لقادة الكرة وهي: هل يا ترى ان لدينا منتخب للشباب..؟! ومن هي المدرب المسئول عنه..؟! ومتى تم اختياره..؟! وهل ان عمليات الاختيار تخطت دائرة المجاملة..؟!! # تخريمة ثالثة: اتحاد عطا المنان ومعتصم لا زال وسيظل سببا مباشرا في التواضع والتراجع الذي يحث لكرة القدم السودانية.. واعتقد ان اقتناع تلك المجموعة بذلك الخلل يعتبر هو المهمة الاولى التي نسعي لتثبيتها لهم قبل الخطوة التالية المتعلقة بالدحر..!! # همسة: هسة يعلنوا عن تكوين منتخب شباب عشان يجيبوا "برهان" والا "الديبة" والا "محسن سيد" مسئولين عنه.. شفتوا كيف يا جماعة..؟!!