لطالما اهتمت شركة سكر كنانة العملاقة بالبيئة والتركيز على المنتجات الطبيعية، واتجهت منذ سنوات للعمل في مجال الطاقة الحيوية الخضراء كما في تجربة مصنع الإيثانول الذي أضيف إليه مصنعاً آخر قيد العمل، والآن في ذات المسار المثمر والآمن والداعم للاقتصاد الوطني تعمل كنانة على إكمال مصنع البايوغاز بخطوات متسارعة ليلحق بالمصانع والمشاريع الأخرى قبيل شهر ديسمبر المقبل رفقة مصنع السماد العضوي أيضاً واللذان قطع العمل فيهما شوطاً بعيداً بجهود إدارية وفنية كبيرة ومقدرة. (الفيناس) استثمار ذكي الفيناس مشتق من مخلفات صناعة الإيثانول وهو مادة حارقة ضارة بالبيئة تنتج منها كنانة 3 الف متر مكعب يومياً، وقد عملت الشركة في إطار الحفاظ على البيئة خصصت لتقليل آثاره على البيئة بعمل أحواض ونقله من خلال أنابيب يتبخر من خلالها، وفي الأثناء قررت الشركة معالجة المادة والاستفادة منها وتصنيع مايعرف( بالبايوغاز) بدلاً عن كلفة التبخير التي تهدر المادة وتكلف الشركة أموالاً وجهداً للتخلص منها وأنشأت مصنعاً لتحويل هذه المادة والاستفادة منها وتم بناء 3 (تنك) كبير ارتفاع عشرين متر و3 (تنك) صغير بانتاج إجمالي 2 مليون لتر من البايوغاز، ويحقق إنتاج هذه المادة قيمة مضافة بواقع 12 مليون دولار سنوياً ويجري العمل في المصنع الآن حيث تعاقدت كنانة مع شركة هندية لتنفيذه بقيمة 2مليون دولار ونصف وسيتم الافتتاح مابين أكتوبر وديسمبر المقبلين. أهداف ورؤية تهدف كنانة لتحقيق العديد من الأهداف من وراء مصنع الفيناس الهدف الرئيس منه إصحاح البيئة وتحقيق قيمة مضافة والاستفادة من المخلفات الضارة وتحويلها لمادة مفيدة للشركة والاقتصاد الوطني وبحسب الخطة والتنفيذ فإن كل الأهداف قابلة للتنفيذ. السماد العضوي من المصانع الجديدة كذلك مصنع السماد العضوي الذي شارف أيضاً على الانتهاء، وبحسب المختصين يتكون السماد العضوي من روث الأبقار وروث الدواجن والفيناس وبقايا القصب وتمتلك كنانة مزرعة أبقار كبيرة ودواجن وحظائر كبيرة أيضاً وتخطط لتوسعتها وبقايا القصب والفيناس موجودة بكثرة مايعني توافر المادة الخام طوال العام، ومن المتوقع حسب الرؤية لخطة التشغيل أن بنتج مصنع السماد العضوي (200) الف طن في العام وهذا سيسهم في إيقاف استيراد السماد العضوي، و تستهلك شركة كنانة في المزارع الخاصة بها مابين 80 الف إلي 100 الف طن سماد ويوفر المصنع 100 الف طن يمكن تحويلها للسوق المحلي أو الصادر. فوائد السماد العضوي يستخدم للتربة المالحة كما في مشاريع النيل الأبيض وسندس والتروس العليا وأراضي الشمالية ونهر النيل ودول الخليج تستورد منه كميات كبيرة وهو بحسب الخبراء آمن ومخصب للزراعة ولا تنتج عنه آثار جانبية سالبة على الزراعة أو الإنسان والحيوان وهذه تشكل فوائد كبيرة. أفكار متقدمة الخبير الاقتصاد دكتور محمد سر الختم أوضح في حديثه للوطن أن هذه المصانع التي تعتمد على الاستفادة من المخلفات وتعظيم المنتجات تشير إلى بعد النظر والأفكار المتقدمة التي تنتهجها إدارة شركة سكر كنانة وأوضح أن إشادة مجلس الإدارة برئاسة وزير الصناعة والتجارة الأسبوع الماضي لم تنتج من فراغ وإنما نتاج لهذا الجهد الكبير ، وأضاف سر الختم أن الاقتصاد الوطني يعاني ويحتاج إلى العمل الدؤوب وعمل قيمة مضافة من كل المنتجات كما انتهجت كنانة لافتاً إلى أن هذه الطريقة الوحيدة لنهوض الاقتصاد من كبوته.
