إستغرب سياسيون وخبراء من حديث حزب المؤتمر السوداني برئاسة المهندس عمر الدقير بشأن نية الحزب المشاركة في مستويات الحكم خلال الفترة الانتقالية مؤكدين أن هذا الإعلان يتنافى مع الموقف الذي أعلنه الحزب من قبل والذي أكد فيه عدم مشاركته في الحكومة إلا عبر إنتخابات. وقال الأستاذ عثمان إبراهيم الطويل رئيس تيار المستقلين الوطنيين الأحرار في تصريح صحفي أن البيان الذي صدر عن المجلس المركزي لحزب المؤتمر السوداني والذي أكد فيه موافقة الحزب على المشاركة في الحكومة الانتقالية فاجأ الجميع باعتبار أن الحزب معروف بمواقفه الواضحة حيال المشاركة في حكومة الفترة الانتقالية حيث أكد أكثر من مرة إيمانه العميق بعدم المحاصصة وتوزيع المقاعد الوزارية على الأساس الحزبي أو الجهوي باعتبار أن الفترة تتطلب كفاءات وطنية وليس سياسيون إلا أن الخطوة التي قام بها تعتبر ردة عن المبادئ التي أعلنها من قبل.
ودعا الطويل إلى ضرورة تجنب المحاصصة الحزبية في هذا الوقت بالتحديد لأن البلاد في حاجة إلى كوادر تتميز بالكفاءة والقدرات العالية حتى تنتشل الوطن من البئر التي وقع فيها جراء السياسات الخاطئة التي إنتهجها النظام السابق . وطالب رئيس تيار المستقلين الوطنيين الأحرار حزب المؤتمر السوداني بمراجعة موقفه حتى لا يفسر إعلانه المفاجئ بمثابة اللاهث نحو السلطة ويفقد مكانته المرموقة وسط الثوار باعتباره من الأحزاب التي قادت الحراك الشعبي ضمن تحالف قوي الحرية والتغيير.
إلى ذلك وصف د.عبدالعزيز النور الخبير السياسي والأمين العام لحزب الوطن الحكومة الحالية بأنها حكومة محاصصات بإمتياز بالرغم من أن قوى الثورة كانت قد إتفقت من قبل على جعلها حكومة تكنوقراط وكفاءات لاعلاقة لها بالأحزاب ، وقال بحسب صحيفة الوطن، إن الأداء الضعيف للحكومة مرده إرتهانها لقوى حزبية محددة وعدم إلتزامها بمعايير قوى الثورة التى جاءت بها الأمر الذي قاد إلى هذا التدهور الواضح في الوضع الاقتصادي.