تشهد العاصمة الخرطوم أزمة حادة في الخبز بسبب شح الدقيق وندرة كبيرة في الغاز المخصص للمخابز ما أدى لتطاول اصطفاف المواطنين أمامها . وشكا المواطن عبدالله محمد علي ل(السوداني) من استمرار مشكلة الخبز وقال إنه يضطر للوقوف بالصف لقرابة ال(4) ساعات يومياً ليحصل على كمية محدودة من الخبز تكفي بالكاد وجبة واحدة فقط في اليوم ، مشيراً إلى أن المخابز اضطرت بسبب نقص الطحين لتحديد خبز بمبلغ (50) جنيهاً سودانياً (25 قطعة) لكل فرد ليتسنى للمواطنين المصطفين حصولهم عليه.
وانتقد إهمال وفشل وزارة التجارة والصناعة في إيجاد حلول جذرية لأزمة الخبز والتي بدأت نهاية العهد البائد برئاسة البشير وحتى الآن ، ما فاقم معاناة الشعب.
وقالت الموظفة سهير منصور والتي تقطن الخرطوم بحري ل(السوداني) إن أزمة الخبز زادت من معاناة الشعب والذي كان ينشد التغييرالحقيقي للوضع المعيشي بالبلاد بعد إمساك الحكومة الانتقالية بالحكم، غير أنه ازداد سوءا ولا توجد أي بشريات لانفراج قريب ، مشيرة إلى لجوئها لبدائل الخبز بعمل معجنات لأبنائها والوجبات التقليدية السودانية (الكسرة والقراصة ) رغم ارتفاع تكلفتها.
وأشار صاحب مخابز بشرق النيل آدم الزومة ل(السوداني) لحدوث أزمة في الدقيق والغاز ما أدى لتراجع إنتاج الخبز، فضلاً عن استمرار القطوعات في الإمداد الكهربائي وندرة الجازولين لترحيل الغاز وتشغيل المولدات لضمان توفير الخبز للمواطنين وتلافي الندرة فيه.
وقال الزومة إنه يملك مخابزاً آلية وتقليدية بمنطقة الحاج يوسف وقد تراجعت حصته اليومية من الدقيق للمخابز من (50) إلى (15)جوالاً و أقل من ذلك أحيانا ما أثر على إنتاجها اليومي من الخبز وسرعة نفاده.
وتبرعت الحكومة المصرية لنظيرتها السودانية ب(10) مخابز آلية لمعالجة مشكلة الخبز بالبلاد وصلت الدفعة الأولى منها وقوامها مخبزان عبر طائرتين عسكريتين الثلاثاء الماضي 29 سبتمبر الماضي.
وأشار وزير التجارة والصناعة مدني عباس في حديث لوسائل الإعلام إلى جهود استراتيجية تبذلها وزارته لمعالجة أزمة الخبز على صعيد توفير القمح وتطوير صناعة الخبز نفسها، لافتاً إلى أن أكثر من (80) % من المخابز العاملة بالسودان تقليدية ما يؤثر سلباً في توفير الخدمة المناسبة للمستهلكين.
وكشف رئيس اللجنة التسييرية للمخابز عبدالرحمن الباقر ل(السوداني) عن نقص حاد في حصة ولاية الخرطوم من الطحين ، لافتاً إلى أن إجمالي الحصة التي تحتاجها الولاية (47) الف جوال يومياً وتراجعت للنصف بسبب تراجع إنتاج إحدى شركات المطاحن خلال الفترة السابقة ما خلق أزمة وندرة في السلعة للمواطنين.
وقال القيادي السابق باتحاد المخابز، صاحب مخابز بدرالدين الجلال ل(السوداني) إن حصة المخابز بالخرطوم البالغة (4) آلاف مخبز تناقصت بسبب انعدام الدقيق والغاز ما تسبب في توقف العديد من المخابز عن العمل، محملاً الحكومة مسئولية ما يحدث لعدم إسراعها في توفير السلعتين لتلافي الأزمة الراهنة، وقال إن مخابزه متوقفة عن العمل منذ (3) أيام بسبب الغاز ونقص الطحين .
وأشار الجلال إلى أن التوقف الأخير لشركة مطاحن ويتا عن العمل والتي توزع ما بين (15 20) الف جوال خلق ندرة في السوق لأن إنتاج سيقا وسين لا يكفي الاستهلاك العالي للخبز.
وقلل من خطوة استجلاب مخابز مصرية لحل أزمة الخبز وقال إن السودان به (10,200) مخبز منها (4) آلاف بولاية الخرطوم وحدها ولا يحتاج إلى مخابز بقدر حاجته للطحين لحل مشكلة الخبز وقال إن الحكومة باستيرادها لهذه المخابز كأنما عالجت مريض في رأسه ببتر قدمه .
وتطرقت الحكومة الانتقالية في السودان عبر مؤتمرها الاقتصادي القومي الأخير لتحديات حول كيفية إيجاد معالجة للدعم السلعي، خاصة السلع الاستراتيجية الوقود والدواء والقمح ، ولفتت لضرورة توفيرها للمواطنين بكل (يسر وسهولة) دون اللجوء للاستدانة أو طرق تسهم في زيادة التضخم، ورفع سعر الصرف.
وبلغت مطالبات ومديونيات شركات المطاحن على الحكومة (20) مليون دولار ، لم تتمكن وزارة المالية من الالتزام بسدادها بسبب الضغوط الكبرى التي تجابهها الخزينة العامة وشح الموارد بالنقد الأجنبي ، ما أضطر الشركات وفقاً لمراقبين تحدثوا ل(السوداني) لتقليص إنتاجهم من الدقيق كرد فعل لتباطؤ الأخيرة في الاستجابة لانذاراتها السابقة بسداد المطالبات.