تحديات عديدة تواجه المبادرات والوساطات الدولية والإقليمية لحل الأزمته السياسية وإحداث توافق بين المكونين المدني والعسكري. وعلى الرغم من التزام جميع الأطراف ب"الحوار" منهجاً للحل إلا أن الأزمة لم تُبارح مكانها، ومؤخراً أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان لدى لقائه بالقصر الجمهوري مبعوث مملكة النرويج الخاص للسودان وجنوب السودان الدكتور أندريه إستيانسن بحضور سفيرة النرويج لدى الخرطوم السفيرة تيريزا لوكن، التزامه ودعمه لعملية حوار سوداني شامل يضم القوى السياسية والمنظمات المجتمعية ما عدا المؤتمر الوطنى للخروج بالبلاد من الأزمة التي تمر بها. المؤتمر الشعبي: أي حوار لايضمن التنحي لا قيمة له يقول الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي الأستاذ كمال عمر حول تصريح البرهان بالتزامه ودعم حوار سوداني شامل يجمع كل القوى السياسية والمنظمات المجتمعية عدا المؤتمر الوطني: (هل تقبل القوى السياسية حديث البرهان والشارع يموج من القتل)؟؟ وتابع: لا أعتقد ذلك بأن أي قوى حزبية أو سياسية تقبل بدعوة البرهان منوها ًالى أن هنالك مبادرة مقدمة من المبعوث الأممي يدعي أنه مسهل لعملية الحوار وأضاف كمال عمر أن هنالك مشكلة مع العسكر وأنهم الآن يمثلون جزءاً من الأزمة في المشهد السياسي السوداني الآن، وزاد: بهذا العسكر لا يمكن أن يكونوا جزءاً من الحل لأن الحل ليس بيدهم كما نرى، باعتبارهم الآن هم الخصماء في الساحة السياسية، ولكل الشعب السوداني وجزم منوهاً الى أن المناورة السياسية أصبحت مكشوفة ومعلومة، وقبل ذلك ناور البشير بحوار وطني شامل من أجل أن يمدد بقاءه في السلطة وأضاف قائلاً: تم خداعنا جميعاً بهذا الحوار وأردف أن حديث البرهان لن يجد قبولاً في الساحة السياسية منوهاً الى أنه ما عدا في حالة توفر بعض الضمانات وثقة، عدا ذلك يصبح مجرد كلام فقط . وأضاف عمر أن أبرز الضمانات تقتضي تنحي البرهان مع التأكيد بأن ليست لديهم أدنى مشكلة مع المؤسسة العسكرية، لكن المشكلة مع العسكريين الذين يديرون البلاد، وأكد أي حوار لا يضمن التنحي ليست له قيمة. عادل خلف الله: تصريحات البرهان بشأن الحوار فاقدة للمصداقية ولفت الأستاذ عادل خلف الله القيادي بحزب البعث العربي الى أن تعهدات والتزامات البرهان تفقد مصداقيتها للرجوع للممارسة حيث ظل منذ التحضيرات للانقلاب يدلي بتصريحات بالالتزام التام منه في حين أن نشاطه وممارسته تتناقض مع تصريحاته حتى قبل الانقلاب بساعات أكد لمبعوث الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة بأنه حريص على الانتقال السلمي الديمقراطي وحريص على الحوار وحريص على الحفاظ على الوثيقة الدستورية وبعد ساعات، وبالممارسة نفذ الانقلاب وأكد عادل خلف الله أن المرحلة بعد أن تجاوزت رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك الآن تجاوزت البرهان. مشيراً الى أن الحل في أن تدخل الملحمة الشعبية خلال تضحياتها العظيمة مرحلة العصيان المدني والإضراب الشامل المفتوح لحين إسقاط الانقلاب وهزيمة أهدافه وعودة السلطة المدنية الكاملة وإدارة الفترة الانتقالية بمهام معروفة وتهيئة البلاد بعقد انتخابات عامة شفافة ونزيهة وأضاف أنه لا توجد سوى القوى المدنية التي تستطيع أن توفر هذا المناخ وتكون محل ثقة الجميع ولا نثق في أي انتخابات يشرف عليها انقلاب وشدد على أن تصريحات البرهان فاقدة للمصداقية ولم يعد البرهان والانقلابيين جزءاً من الحل والاستقرار السياسي في السودان ووحدته والذي يشكل العدو الصهيوني أكبر مهدداته الذي أصبح مرجعية لهم. اللواء محمد عجيب: المكون العسكري جاد في الحوار، لكن المشكلة في القوى السياسية المتطرفة ويقول الخبير والمحلل الاستراتيجي اللواء معاش الدكتور محمد عجيب إن زيارة مبعوث النرويج واحدة من عدة زيارات ومبادرات لحل المشكلة السودانية وأضاف: لكن المبادرة الحقيقية هي المقدمة من المبعوث الأممي فولكر والذي اعترف بأن ليس له مبادرة، لكن هو وسيط حتى يجمع كل الأطراف مؤكداً على أن تصريحاته ذاهبة في نفس الاتجاه لحل الأزمة مضيفاً أن مجلس السيادة والمكون العسكري جادين في إيجاد حل للأزمة السودانية ولا يوجد خلاف مع الدعوة والرؤية التي جاء بها مبعوث دولة النرويج وتصريح البرهان يلفت النظر للجدية في الحوار الشامل ونوه اللواء عجيب الى أن المشكلة الآن تكمن في القوى السياسية التي تتخذ مواقف متطرفة ومتعنتة وتطرح خيرات نتائجها صفرية لا تفضي الى حل الأزمة وقال: الحل ليست بقلة المبادرات الخارجية أو المحلية، لكن حل الأزمة في رفض بعض الأطراف التي هي جزء من الأزمة في الاستجابة الى أي دعوة من هذه الدعوات مشيراً الى أن القوى السياسية المتطرفة تطالب بتسليم السلطة، وهذا مستحيل ولا يمكن في كيفية تسليمها ولمن تسلم السلطة.. هذه الأسئلة على أساس تجاوب لابد للقوى السياسية أن تنتظر الى أن تقوم انتخابات وتسليم السلطة لجهة شرعية مؤكد في نفس الوقت أن البرهان لن يجنح مرة أخرى لأي جهة سياسية ليعمل معها تحالفاً جديداً ويسلمها السلطة في الوقت المتبقي من الفترة الانتقالية وأعتقد أن هذا ليس وارداً، ولفت الى أن الوارد والمتاح الآن أن القوى السياسية تستجيب للمبادرات المقدمة والمتعددة سواء محلية أو دولية والجلوس لحوار وتفاوض حولها. والمطلوب الآن هو إتاحة الفرصة لحكومة تصريف الأعمال من أجل أن تنجز متطلبات الفترة الانتقالية والتحضير للانتخابات القادمة مضيفاً أن القوى السياسية الآن ليس مطلوب منها أن تفرض رؤية معينة لأنها ليست لديها رؤية معينة بعد التشظي الذي شهدته الحرية والتغيير لعدم تطابق الرؤى لذلك يجب أن تنأى بنفسها خلال هذه الفترة وجزم بأن رؤية البرهان لا تختلف عن كل المبادرات . السنوسي محمد: كل المبادرات تدعو للحوار والتفاوض لحل الأزمة ويرى القيادي بالحركة الشعبية الفريق السنوسي محمد كوكو أن كل المبادرات التي تطرح الآن لم ولن تأتي بجديد مع احترامنا وتقديرنا للمؤسسات والمنظمات العالمية والدول الصديقة والدول المعنية باستقرار السودان وأمنه وما يترتب عليه إقليمياً وعالمياً مع وجود السودان في محور الاستراتيجية العالمية، ولفت الى أنه يجب على جميع القوى السياسية أن تبدأ بحسن النية وتذهب فيما ذهب اليه البرهان بالالتزام بالحوار السياسي الشامل ونوه الى أن كل هذه المبادرات التي تطرح الآن تصب في محور التفاوض والحوار الجاد بين كل الأطراف سياسية وعسكرية ومنظمات مجتمع مدني وكيانات ثورية، وحركات كفاح مسلح في مائدة مستديرة ليس لها أجندة غير بند واحد فقط وهو وحدة الرؤية الوطنية حول الحفاظ على الوطن وسيادته. ونؤمن بعدها على ديمقراطية الدولة المدنية تماماً في أمدها المحدد دون زيادة أو نقصان عبر انتخابات حرة ونزيهة يبدأ الترتيب لها الآن دون وصاية أو تدخل. وأشار الى أن جميع المبادرات التي تطرح الآن لم ولن تخرج عن هذا المحتوى. ويجب علينا الآن طرح جدول زمني محدد للخروج من هذا النفق المظلم.. كفاية انتظار ومناقشة مبادرات ووطننا الغالي الآن يحتضر بين أيدينا وأخشى أن ننوم على مبادرة جديدة ونصحو ولا نجد وطناً نختلف عليه، وأكد السنوسي على أن تصريحات البرهان لا تخرج عن كل ما سبق ذكره لافتاً الى أن البرهان أكد التزامه بقيام الانتخابات في مواعيدها المحددة والتزم بذلك. تقرير – الخواص عبدالفضيل