اتفق الجانبان السوداني والليبي على إنشاء قنصلية ليبية في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، ورصف طريق أسفلت يربط بين ليبيا ودارفور، على أن يتبنى الجانب الليبي إنشاء الطريق من بنغازي إلى مدينة العوينات، بينما يكمل الجانب السوداني الطريق من العوينات إلى إقليم دارفور، وأشاد والي شمال دارفور نمر محمد عبدالرحمن بالعلاقات التاريخية والمتطورة بين الشعبين السوداني والليبي، واصفاً إياها بأنها راسخة وعميقة الجذور. وذكر رئيس الوفد الليبي عبد الله أبوقريص- في اجتماع ترأسه نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، بحضور حاكم الإقليم وولاة ولايات دارفور- أنهم سيستثمرون في مجالات "السمسم، والفول السوداني، والصمغ العربي". وعقد الوفد لقاءً آخر بالأمانة العامة لحكومة الولاية بالفاشر مع حكومة شمال دارفور بحضور قادة الأجهزة التنفيذية المختصة ورئيس وأعضاء اللجنة الولائية لتجارة الحدود، حيث تناول اللقاء كيفية تنمية وتطوير تجارة الحدود بين الولاية وبلدية الكفرة . وقال "الوالي" في تصريحات صحفية عقب اللقاء بحسب صحيفة الحراك السياسي: إن الاجتماع ناقش الهدف من زيارة الوفد إلى الولاية والتي قال إنها جاءت بغرض فتح تجارة الحدود رسمياً وتنظيمها بما يخدم مصالح شعبي الولاية وبلدية الكفرة، مضيفاً أنه قد بحث مع الوفد الزائر التحديات التي تواجه تجارة الحدود، بجانب الجهود المبذولة لإعادة فتح القنصلية الليبية بمدينة الفاشر، مقابل وجود القنصلية السودانية بمدينة الكفرة الليبية حتى تساهم القنصليتان في تنظيم حركة التجارة الحدودية للموردين والمصدرين . وأضاف أن اللقاء بحث كذلك كيفية تسهيل الإجراءات أمام المستثمرين الليبيين بما فيها التحويلات المالية عبر البنوك، وأكد الوالي حرص الولاية على تقديم كافة التسهيلات للمستثمرين من الجانبين بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين، كما تطرق اللقاء لحماية الطريق البري، الرابط بين الولاية وليبيا معلناً في هذا الجانب عن تشكيل قوة أمنية مختصة لحماية القوافل التجارية المتوجه والقادمة من ليبيا. ومن جهته فقد أوضح رئيس الوفد الاقتصادي الليبي الزائر أن لقاءهم مع والي شمال دارفور وأجهزته المختصة، قد أثمر عن الاتفاق في عدد من المحاور التي من شأنها تسهيل التبادل التجاري وتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين، كاشفاً عن العزم على التعجيل بإنشاء الغرفة التجارية الليبية السودانية المشتركة والتي قال إنها ستضم رجال المال والأعمال من البلدين لتحقيق المزيد من التقارب بين الجانبين. وأعرب أبوخريص عن سعادته بزيارة الولاية وبحفاوة وحرارة الاستقبال التي قوبل بها من حكومة ومواطني الولاية. يذكر أن الوفد الليبي الزائر إلى السودان هذه الأيام والذي زار شمال دارفور قد ضم ممثلين عن وزارات الخارجية، المالية، النقل ممثلين عن الغرف التجارية والموانئ البحرية والجمارك والمصارف بالإضافة إلى السفارة الليبية بالخرطوم ومجموعة من المستثمرين، حيث كان الوفد قد عقد سلسلة من اللقاءات بالخرطوم ومع حاكم إقليم دارفور ووالي ولاية جنوب دارفور.
