نفذت لجان المقاومة في الخرطوم، مواكب سلمية جديدة أمس الخميس، وذلك بعد دعوة اطلقتها لجان احياء مدينة بحري للتوجه نحو القصر الجمهوري استمرارا في مناهضة سلطة الانقلاب وحكم العسكر. واعلنت تنسيقيات مختلفة في مدن العاصمة الثلاثة تلبيتها للدعوة والتوجه نحو القصر الجمهوري من مناطق متعددة ومسارات مختلفة، واغلقت سلطة الانقلاب عددا من الطرق بجانب اغلاق كبري المك نمر الرابط بين الخرطوم وبحري، واشعل الثوار الاطارات ونصبوا المتاريس في عدد من الشوارع لحماية المواكب. وتحركت المواكب في مدن العاصمة الثلاثة، الخرطوم وبحري وام درمان، واقترب الموكب القادم من جنوبالخرطوم من شارع القصر الجمهوري قبل ان تعترضه قوات الانقلاب بالقرب من محطة مواصلات شروني، واستخدمت قوات شرطة الانقلاب الغاز المسيل للدموع بكثافة، والقنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين. الشهيد قاسم ثلاثة مواكب شهدتها مدن الخرطوم الثلاث امس (الخميس) دعت إليها تنسيقيات لجان المقاومة ، وذلك عقب اعلان لجان مقاومة بحري لمليونية كبرى كرد فعل لاغتيال الشهيد قاسم الذي اغتالته الاجهزة الامنية في موكب ذكرى انقلاب البرهان حمديتي ، وكانت مدينة بحري اكثر ضراوة وحشدا حيث شهدت منطقة المؤسسة تدافع الآلاف من الثوار والكنداكات منذ الصباح الباكر، واستمرت عمليات الكر والفر بين الشرطة والثوار الى زوال الشمس ، كما شهدت منطقة شروني بالخرطوم مواجهات محتدمة بين الثوار والاجهزة الامنية التي اقامت عدد من الارتكازات . تدافع الثوار تدافع عدد كبير من الثوار صوب منطقة المؤسسة التي تم تحديدها من قبل تنسيقيات لجان مقاومة بحري تضامناً مع لجان مقاومة بحري، وعقب تجمع الثوار تحرك الموكب صوب القصر الجمهوري وردد المشاركون في التظاهرات هتافات وشعارت مطالبة بعودة العسكر للثكنات ، (حرية سلام وعدالة) ، كما طالبوا بضرورة تحقيق العدالة والقصاص للشهداء ، وشرع الثوار في طريقهم نحو القصر في حرق اطارات السيارات واقامة التروس الاحترازية ، كما شهد الموكب مشاركة واسعة من التجار وعدد كبير من الشباب والكنداكات الذين صادف وجودهم بمنطقة بحري . تحوطات امنية واحترازية عند بلوغ الموكب قرابة كبرى الحاويات كما اطلق عليه الثوار بدأت الاجهزة الامنية في استخدام الغاز المسيل للدموع بكثافة بجانب استخدام القنابل الصوتية ، رغم كثافة الغاز المسيل للدموع الذي استخدمته إلا ان الثوار استطاعوا من اجبار الاجهزة الامنية من الاستعانة بقوات شرطة قدمت من الناحية الشرقية والغربية من كبرى المك نمر ، كما تسببت الرياح الشمالية في صعوبة السيطرة على تحديد المناطق المستهدفة التي تمركز بها الثوار ونتيجة لذلك فقد تاثرت مناطق عديدة بضاحية بحري من الغاز المسيل للدموع الذي استخدمته الاجهزة الامنية حيث عبر سحب دخان البمبان النيل الازرق ، حيث تأثرت اجزاء واسعة من الخرطوم شرق وقلب السوق العربي من الغاز المسيل للدموع . تسللت اعداد غفيرة من الثوار بعد محاصرتهم من قبل الاجهزة الامنية الى داخل السوق بينما واصلت اعداد غفيرة منهم في التمترس قبالة الكبري من اجل الوصول الى القصر الجمهوري . اصابات طفيفة وفقاً لمصادر طبية ان موكب بحري رغم ضخامته وشراسته إلا ان المصادر الطبية لم تكشف عن اصابات خطيرة لحقت بالثوار ، حيث انحصرت الاصابات في حالات الاختناق التي طالت العشرات من الثوار نتيجة لتلوث الهواء بالغاز المسيل للدموع ،كما تأثرت شرائح مجتمعية عديدة بالغاز الذي شكل سحابة دخان ملأت الاجواء واجبرت اصحاب المحال التجاربة الى اغلاق محالها خشية من عمليات النهب التي ظلت تصاحب المواكب من قبل بعض المجموعات المتفلتة ، هذا وقد استقبل مستشفى بحري التعليمي العديد من الحالات الطارئة . تجاوب كبير من الكتلة الحرجة وجدت موكب بحري تعاطفاً كبيراً من قبل المواطنين والمارة ومن اصحاب المحال التجارية الذين شرعوا في توزيع مياه الشرب للثوار ، كما وجد الموكب تجاوبا وقبولا من قبل ربات المنازل اللائي تدافعن في توزيع الكمامات للثوار والكنداكات ، كما تم التفاعل من قبل اصحاب السيارات الذين اطلقوا ابواق سياراتهم تعبيراً عن تضامنهم مع الثوار . مشاركة فاعلة لاسر الشهداء رصدت مصادر مطلعة مشاركة عدد كبير من اسر شهداء الثورة السوادنية ، حيث تم رفع صور عشرات الشباب الذين استشهدوا خلال المواكب التي شهدتها الثورة السودانية ، وكان صورتي الشهيدين (القاسمين) ، الأكثر حضوراً من بين جميع الشهداء لجهة انهما اخر من قدمتهما الثورة السودانية . امدرمان شهد شارع الشهيد عبدالعظيم بأمدرمان عمليات كر وفر بعد ان حاولت قوات الشرطة تفريق الجموع المحتشدة للمتظاهرين بالقرب من صينية التجاني الماحي امس ، واشتكى مواطنون من قنابل الغاز التي استخدمتها الشرطة لتفريق المواطنين مشيرين الى أنها ادت لاختناق كثير من المواطنين الذين يعانون من الربو . (غنجة) الخرطوم لم يك في حسبان الاجهزة الامنية ان ثوار الخرطوم سيتدافعون بتلك الكثافة ومايدلل على ذلك هو ان الاجهزة الامنية لم تضع التحوطات الامنية اللازمة كما اعتادت ان تفعل عندما تعلن لجان المقاومة عن الاستعداد للمواكب ، وكانت مجموعة كبيرة من الثوار قد تدافعوا منذ وقت مبكر صوب مناطق باشدار ، الديم وطلمبة الغالي ، وكانت لجان المقاومة قد اعلنت عن (غنجة) لكل من يومي الاربعاء والخميس غير ان اعلان لجان مقاومة بحري وام درمان لموكب الخميس قد قلل من اهتمام الاجهزة الامنية بحراك الخرطوم الثوري ،حيث تحركت الموكب من منقطة باشدار مروراً بمحطة الغالي الى ان توغلت الجموع داخل محيط شروني في طريقها الى القصر للتحرك قوات شرطية صوب الموكب وتطلق الغاز المسيل للدموع بكثافة بينما تسللت اعداد غفيرة من الثوار صوب موقف جاكسون ، وقد استمرت عمليات الكر والفر لساعات طويلة قبل ان تفلح الاجهزة الامنية في تفريغ المتظاهرين واجبارهم على العودة جنوباً . تقرير: عبدالرحمن حنين