يتجاوز وقوف دولة قطر الدائم قيادة وشعباً مع الشعب السوداني، دورها الإنساني الريادي وعطاءها السخي من خلال جسر جوي متواصل يحمل أطناناً من المساعدات الغذائية والصحية للتخفيف من المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني الشقيق حالياً، إلى الجانب السياسي، والمشاركة في دفع ومساندة كافة الجهود الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة. وفي هذا الإطار جاءت جلسة المباحثات التي عقدها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع أخيه فخامة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي بجمهورية السودان الشقيقة، بقصر لوسيل أمس، حيث جدد سمو الأمير، خلال الجلسة، التأكيد على موقف دولة قطر الداعي إلى وقف القتال في السودان، وانتهاج الحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات، وتطلعها إلى انخراط كل القوى السياسية السودانية في مفاوضات واسعة بعد الوقف الدائم للنزاع العسكري، وصولا إلى اتفاق شامل وسلام مستدام يحقق تطلعات الشعب السوداني الشقيق في الاستقرار والتنمية والازدهار، مثمناً في هذا الصدد الجهود الإقليمية والدولية والمساعي الحميدة الهادفة لإنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار في السودان. إن موقف دولة قطر، أميراً وحكومة وشعباً، بالوقوف مع الشعب السوداني الشقيق لتجاوز الأزمة الحالية، يأتي انطلاقا من حرص دائم على الحفاظ على وحدة السودان وأمنه واستقراره، حيث لا تدخر الدوحة جهدا في حشد كل الدعم لمواجهة تداعيات الصراع في السودان سواء على الصعيد الإنساني، من خلال دورها الريادي وعطائها السخي، أو على الصعيد السياسي بالتحرك مع كل الدول الشقيقة والصديقة، لدعم وقف الحرب وحث الأطراف السودانية على الاحتكام لصوت العقل وتغليب المصلحة العامة، واللجوء لنهج الحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات وحل الأزمة.