الرئيسة المجرية كاتالين نوفاك، التى توصف بأنها من أكثر السياسيين الأوربيين تفاعلًا على شبكات التواصل الاجتماعى، نشرت فى حسابها الرسمى على موقع «إنستجرام»، صورة «سيلفى»، تجمعها بالرئيس عبدالفتاح السيسى، التقطتها بتليفونها المحمول، وكتبت أنهما ناقشا تعزيز العلاقات بين البلدين، فى ظل الشراكة الاستراتيجية القائمة بينهما، وأكدت أن مصر تلعب، بلا شك، دورًا مهمًا فى استقرار منطقة الشرق الأوسط، وأشارت إلى أنها تنتظر زيارة الرئيس السيسى للمجر، خلال العام المقبل. نوفاك، Katalin Novak، المولودة فى 6 سبتمبر 1977، تنتمى، أو كانت تنتمى، إلى حزب «فيدس»، Fidesz، أو «الاتحاد المدنى المجرى»، الذى يرأسه فيكتور أوربان، رئيس الوزراء الحالى. وتولت فى 1 أكتوبر 2020 وزارة شئون الأسرة والشباب فى حكومة «أوربان» الرابعة، وفى 10 مارس 2022 انتخبتها «الجمعية الوطنية»، البرلمان، بأغلبية 137 صوتًا من أصل 199، رئيسة للبلاد. وبأدائها اليمين الدستورية فى 10 مايو التالى، أصبحت أصغر رئيس فى تاريخ المجر، وأول امرأة تشغل هذا المنصب، الذى يتمتع بصلاحيات ومهام فخرية أو شرفية، ويتخلى عن انتمائه الحزبى، ليمثل وحدة الدولة المجرية. وصلت «نوفاك» إلى مصر، الإثنين الماضى، واستقبلها الرئيس السيسى، فى قصر الاتحادية، وتناول معها أولويات التعاون فى المجالات المختلفة. وتوافق الرئيسان على تكثيف الجهود الرامية إلى زيادة معدلات التبادل التجارى، وتعزيز الاستثمارات المشتركة. كما ناقشا الأوضاع الإقليمية، بشكل مستفيض، خاصة ما يتعلق بقطاع غزة والضفة الغربية، حيث استعرض الرئيس الجهود المصرية، منذ بداية الأزمة وحتى التوصل للهدنة الإنسانية، مشددًا على أهمية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى القطاع، ثم جدّد الرئيس تأكيده أن استقرار وأمن المنطقة يرتبط بشكل أساسى بالاعتراف الدولى بالدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. فى هذا السياق، ثمَّنت رئيسة المجر، بشدة، الدور المصرى فى الحفاظ على الاستقرار والسلام بمنطقة الشرق الأوسط، معربة عن تقدير بلادها لجهود مصر، سواء فى العمل الدءوب على تسوية أزمات المنطقة، أو على المستوى الدولى فى مختلف المحافل. واتفق الجانبان على ضرورة العمل على تهدئة الأوضاع فى قطاع غزة، وإدانة استهداف المدنيين، مع رفض التهجير القسرى والتشديد على أهمية عدم توسع الصراع إقليميًا. ولدى تناول الأزمة الأوكرانية، اتفق الرئيسان على أهمية وجود تحرك دولى فاعل لحلحلة الأزمة، بعد أن استعرض الرئيس السيسى الآثار الكبيرة للأزمة على اقتصادات الدول النامية. عقدت رئيسة المجر، أيضًا، محادثات مع المستشار حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب. واستقبلها قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أمس الأول الثلاثاء، فى المقر البابوى بالقاهرة. ثم زارت محطة مصر فى رمسيس، وتفقدت عربات السكك الحديدية، التى تم توريدها من المجر، و… و…. وبعد رحلة سياحية إلى الغردقة، توجهت أمس، الأربعاء، إلى مدينة الأقصر. بدأت العلاقات الدبلوماسية المصرية المجرية سنة 1928، فور انفصال الدولة الصديقة عن الإمبراطورية النمساوية. وسنة 2007، قام البلدان بتوقيع اتفاق جديد للتعاون، تأسست بموجبه «اللجنة المشتركة المصرية المجرية للتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى»، التى عقدت دورة وحيدة، خلال الثمانى سنوات التالية، مقابل ثلاث دورات عقدتها، منذ سنة 2014، فى ظل الجهود، التى قامت بها دولة 30 يونيو، لتعزيز العلاقات مع الدول الصديقة. وخلال زيارة رئيس الوزراء المجرى للقاهرة، فى مارس الماضى، جرى التوقيع على إعلان مشترك، لترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. .. وتبقى الإشارة إلى أن زيارة الرئيس السيسى المرتقبة للمجر، خلال العام المقبل التى تنتظرها الرئيسة المجرية، ستكون هى زيارة الرئيس الرابعة للدولة الصديقة، التى زارها فى يوليو 2015، استجابة لدعوة وجهها له رئيس الوزراء المجرى، ثم زارها فى 2017 و2021، للمشاركة فى قمتين عقدتهما مصر مع رباعى «فيشجراد»، Visegrad four، الذى صار واحدًا من أقوى التحالفات الأوروبية، بعد انضمام دوله الأربع «المجر، بولندا، التشيك، وسلوفاكيا» فى أبريل 2004، إلى الاتحاد الأوروبى.