شهدت مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور تصاعدًا خطيرًا في عمليات الاختطاف، حيث كشف ناجون من سكان مخيم أبوشوك للنازحين عن ارتفاع عدد المختطفين إلى أكثر من 50 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، على يد قوات الدعم السريع. ووفق شهادات حية أدلى بها ناجون ل"دارفور24′′، فإن قوات الدعم السريع قامت منذ نهاية الأسبوع الماضي باقتحام أجزاء من مخيم أبوشوك واختطاف عدد كبير من السكان، قبل أن يتم احتجازهم في منزل بحي الرياض شمال شرقي المدينة. شهادات مؤلمة من ناجين قالت إحدى الناجيات إنها اختُطفت مع ثلاثة آخرين يوم السبت، وتم اقتيادهم إلى مكان مجهول بعد تغطية وجوههم. وأضافت أنها أُفرج عنها بعد أن أوضحت للمختطفين أنها تركت طفلها المصاب جراء القصف المدفعي في المستشفى. وأوضحت الناجية أن المنزل الذي تم احتجازهم فيه يضم عشرات النساء والأطفال، مؤكدة أن عناصر الدعم السريع أبلغوهم أنهم سيُنقلون إلى مناطق "آمنة" خاضعة لسيطرتهم في شمال دارفور. أوضاع إنسانية متدهورة ناجٍ آخر أكد أنه تم إطلاق سراحه صباح الاثنين بسبب تدهور حالته الصحية، مشيرًا إلى وجود عدد من المختطفين من كبار السن ومرضى يعانون من أمراض مزمنة يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. وحذر الناجي من تفاقم الأوضاع الإنسانية للمختطفين في حال عدم إطلاق سراحهم أو نقلهم إلى أماكن أكثر أمانًا. تصعيد عسكري ومعاناة إنسانية تأتي هذه التطورات في ظل معارك عنيفة تشهدها مدينة الفاشر منذ الأسبوع الماضي، ترافقت مع قصف مدفعي كثيف أسفر عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين. وتفرض قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على المدينة منذ أبريل 2024، حيث تم تشديد الحصار مؤخرًا عبر حفر خنادق عميقة حول المدينة، ما أدى إلى انعدام معظم السلع الغذائية واعتماد السكان على "الأمباز" – بقايا الفول السوداني – كمصدر رئيسي للغذاء.