*بل هي عبقرية…وخطيرة… وفلتة.. *وبفضل هذا الذكاء الخارق… والعبقرية الفذة… اكتشفت ما كان غائباً عنا.. *ومن ثم فهي تستحق لقباً فكرياً… فوق لقب سفير.. *أو تستحق أن نطلق عليها لقب السفيرة الفيلسوفة… ذات النظر الثاقب.. *وهو ما لم يفعله سفراء في قامة الحردلو… وصلاح… وجمال.. *فقد ثقبت بنظرها هذا حجب الضباب… لتنفذ إلى الحقيقة.. *حقيقة (أصلنا) الذي أعمانا عنه ضباب جهل كثيف يطبق علينا من كل جانب.. *وليتني حفظت بعضاً من طقوس رقية جدتي (بنت ساتي).. *إذن لرقيت بها (بنت حمد) – من الحسد و العين – مهمهماً (رقيتك واسترقيتك).. *تلك الرقية التي لطالما كرهت نارها… ودخانها… وبخورها.. *ثم ليتها أجدت معي نفعاً بعد ذلك… فما كان عندي أصلاً ما يستحق العين والحسد.. *أما سفيرتنا بتايلاند – سناء حمد – فعندها… بسم الله ما شاء الله.. *ولا أتحدث عن محاسن شكلية… ولا شطارة مهنية… ولا قفزات وظيفية (بالزانة).. *فكم من أخٍ لها في الله – وأخت – (عندهم) أيضاً.. *سيما شطارة القفز الوظيفي ؛ اختصاراً للسنوات… والدرجات… والخبرات.. *وإنما أتحدث عن شطارة اكتشاف ما تقاصرت عنه عقولنا.. *عقلي أنا… وأنت… ومحمد وردي… وشارل بونيه… والباقر العفيف.. *وهو أن هويتنا – كسودانيين – نوبية ؛ لا عربية.. *أو إننا يجب أن نفاخر بانتمائنا النوبي – الكوشي – عوضاً عن انتمائنا العروبي.. *ثم تقول درراً – لله درها – لم نسمع بها من قبل.. *ومنها أن الذين كانوا وراء حضارة العرب – وفلسفاتهم – ليسوا عرباً ؛ بل عجماً.. *وحتى من برعوا في فقه لغتهم العربية نفسها… وتصريفاتها.. *فإذا تم تجريد العرب من إسهامات الأعاجم لم يبق لهم سوى عكاظ… والمعلقات.. *ثم الإسلام الذي أكرمهم الله به… و(جميع) المسلمين ؛ دون فرز.. *هكذا تقول الفيلسوفة العبقرية سناء حمد ؛ لا فُض فوها.. *وبعض إخوتها – في الله – احتفوا باكتشافها هذا تحت عنوان (كلمة بماء الذهب).. *ورقصوا على إيقاعه بدلاً من (يا الجدك العباس).. *وراح وردي في الرجلين… والعفيف في الكازوزة… وكاتب هذه الكلمة في الباي باي.. *فكل هؤلاء – وآخرون – قالوا ما قالته سناء…وأكثر.. *وبالذات صاحب هذه الزاوية الذي قال… وصاح… وصرخ…نبح ؛ سنين عددا.. *ودعا السودانيين إلى أن يتباهوا بأصلهم النوبي…لا العربي.. *وبشرهم – إن هم فعلوا ذلك – بزوال عقدتهم (الانتمائية)… وراحتهم النفسية.. *ونبههم إلى أن حضارتهم هي الأقدم… والأجمل… والأروع.. *في مقابل (لا حضارة) للعرب أصلاً… بمنأى عن العجم (المستعربين).. *فأن تكتشف سناء ذلك الآن خيرٌ من ألا تكتشف… برضو..