اضاءات من هنا و هناك - الصادقون من النوبيين يعلمون انهم جزء لا يتجزأ من نسيج السودان القطر القارة، و لا يغيب عن فطنتهم بأنهم ليسوا عنصرا نقيا ، و شعبا مختارا لقيادة العالم، الذين زعموا بأن عنصرهم هو الانقى والاعلم هم اتباع الحزب النازى الذى هزم واندحر بتحالف عالمى جامع...والصادقون من النوبيين يعلمون بأن فى جنياتهم وأصولهم أبعادا من اجناس مختلفة، فالرواق النوبى المفتوح على ساحات الشمال والجنوب والشرق والغرب ادخل فى الدماء النوبية جنيات من العرب والشركس والاتراك والزنج والاكراد...فمن نافلة القول فى هذا الزمان وجود عنصر نقى...و البشرية تدخل فى مرحلة تتحول فيها الكرة الارضية برمتها الى قرية..ليرتفع فيه الانسان ..الذى كرمه الله الى المكانة السامية التى يستحقها و لعلم هؤلاء الصادقين بأن لبعض المكونات والمجموعات الثقافية ادوارا رائدة فى اثراء الثقافة الانسانية و تعميق مفاهيم الاخاء ، يسعون لاعطاء الحضارة النوبية ماتستحق من اهتمام .....و فى اطار هذه النظرات المتفائلة اتتنا انباء من اخوتنا نوبة مصر ، فهم بالوعى كله يشيرون بأنهم جزء اصيل من نسيج المجتمع المصرى ، و لايمكن أن يكونوا فى أية لحظة عنصرا يسعى لتمزيق مصر...و منذ ثورة الخامس والعشرين من ينائر و ماتلتها من احتجاجات وثورة الثلاثين من يونيو ، ظل المكون النوبى متحدا و صلدا فى كافة الخطوات ابتداءا من اعداد الدستور واقراره ... والاصرار على عودة النوبيين الى ضفاف النيل ....لتعود لهم الحياة التى فقدوها عقودا من الزمن، و فى سابقة تعد قفزة حقيقية لترسيخ مكانة النوبيين فى التاريخ المصرى والسودانى اوردت الاستاذة خديجة عائد خبرا نشر فى صحيفة الرأى العام افادت فيه بأن النوبيين فى مصر بصدد اطلاق فضائية تحت اسم --النادر---- فى القريب العاجل و تبث الآن على موقع ---اليوتيوب-- كبداية تجريبية ،و قد زار وفد من هذه الفضائية السودان لتجهيز برامج عن السودان يقوده رئيس القناة الاستاذ رفعت النادر و المخرج حاتم جاسر والمذيعة عبير الانصارى والمصور أحمد سعيد بالاضافة الى خديجة عائد، و صرحت المذيعة عبير بأن الغرض من زيارتهم للسودان تصوير و توثيق برامج عن النوبة ، و اجراء لقاءات فنية واجتماعية و ثقافية والتوثيق لتجربة الموسيقار الراحل محمد وردى بمثل هذه الخطوات العملية يمكن للكيان النوبى ان ينطلق ... و لكن لو كثر اللغط ...و استسلم البعض الى اطروحات فطيرة تخلق العداءات والكراهية التى لا مبرر لها ، ستزداد العزلة لتلك المنطقة الواعدة و سندثر لخلوها من سكانها الذين يتجادلون على مواقع الشبكات العنكبوتية و فى الاجتماعات المطولة التى تبعث على الملل... فالعبرة بالعمل ، و الاستفادة من المعطيات الايجابية مع الابتعاد من السلبيات.