يبدو ان اخواننا الجنوبيين وقد يئسوا في مستقبل علاقاتهم مع الشمال بسبب الازمة بين حكومتي جوبا والخرطوم فبدأوا يتجهون إلى جيرانهم الآخرين في شرق أفريقيا .. وأولى الخطوات العملية لهذا التوجه حدثت يوم الجمعة الماضي عندما افتتحت حكومات كينيا وإثيوبيا وجنوب السودان بداية مشروع يربط بين ميناء تجاري جديد في ارخبيل لامو في كينيا والبلدين الآخرين عبر انابيب غاز وبنى تحتية أخرى .. ويتوقع الرؤساء الثلاثة كيباكي وزيناوي وسلفاكير ان تلعب هذه المشاريع دوراً في زيادة التجارة بين البلدان الثلاثة .. وتقدر تكلفتها بنحو «18» مليار يورو بدعم من الاتحاد الافريقي وتجمع دول شرق أفريقيا والبنك الافريقي للتنمية والبنك الدولي .. بل ان جنوب السودان يفكر جدياً في الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لشرق إفريقيا .. ولكن هل يتحقق حلم الإخوة الجنوبيين بفك الارتباط مع »موندكورو« لينطلقوا صوب شرق أفريقيا؟ رئيس المجلس التشريعي في جنوب السودان جيمس واني ايقا الذي عاد مؤخراً من كمبالا حيث عقد اجتماعاً مغلقاً مع الرئيس يوري موسفيني طالب اعضاء البرلمان والمواطنين عامة بتقييم أهمية الانضمام إلى مجموعة شرق أفريقيا الاقتصادية قبل ان تقرر الحكومة التقدم بطلب رسمي .. وكانت حكومة الجنوب قبل اعلان استقلال الاقليم قد ابدت اهتماماً بالغاً في الانضمام إلى الكتلة... ولكن تقريراً نشر في الاسبوع الماضي في الصحافة الجنوبية يفيد ان هذا التوجه يواجه انتقادات كثيرة .. فقد خلص الخبراء أن جنوب السودان سيفقد وظائف كثيرة وإيرادات الرسوم على طول الحدود مع دول شرق إفريقيا إذ ان سياسة المجموعة تفرض رسوم هجرة أقل للمواطنين الذين ينتمون إلى دول الكتلة وتنظم ايضاً فرص العمل بالتساوي بين كل مواطني دول المجموعة بصرف النظر عن القطر الذي ينتمون إليه .. وهذا يعني ان الكينيين و اليوغنديين حسب قوانين الكتلة لديهم الحق في العمل في جنوب السودان وحتى في مواقع قومية .. فالكينيون واليوغنديون يتميزون عن الجنوبيين بأنهم متعلمون أكثر .. فقد قضى الجنوبيون جل سنينهم في الحرب الأهلية فلم يتسن لأغلبهم ان يتلقوا تعليماً نظامياً .. ü على العموم فإن الحكومة الجنوبية سوف تقرر ازاء الانضمام إلى الكتلة الشرق أفريقية على ضوء التداولات التي من المقرر ان يجريها مجلس تشريعي الجنوب ابتداء من يوم 6 مارس الجاري.. والطريف في رحلة جيمس واني ايقا في ربوع كمبالا في الاسبوع الماضي .. أنه قال امام البرلمان انه و وفده تعلموا درساً في عملية تهجين الماشية و انه شخصياً استورد من يوغندا ثيراناً لتهجين ابقار مزرعته الخاصة في الجنوب ..