وقعت وزارتا التعليم العالي والبحث العلمي، والتعليم العالي والعلوم والتكنلوجيا بحكومة الجنوب إتفاقية تعاون لمدة ثلاثة أعوام على أن تجدد تلقائياً مالم يبد أحد الطرفين رغبة في تعديلها أو إلغائها قبل ستة أشهر من نهاية مدة سريانها. وتنص المادة الأولى على إقامة وتوطيد علاقات ثنائية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي في كلا البلدين من حيث تبادل الخبرات والتجارب في مجال النظم الإدارية في التعليم العالي والبحث العلمي، ويشجع الجانبان تبادل الأساتذة والزيارات والإجازات العلمية والممتحنين الخارجين، على أن تخصص حكومة السودان (100) منحة دراسية لمستوى البكالريوس الجامعي للطلاب الجنوبيين وتحدد وزارة التعليم العالي السودانية مجالاتها، وتم الاتفاق على منح الطلاب الشماليين في المراحل الدراسية المتقدمة بالجامعات الجنوبية الأربع (جوبا ، أعالي النيل، رمبيك، بحر الغزال) والذين يدرسون الآن بجامعة بحري شهادات التخرج -البكالريوس والدبلوم- صادرة من جامعاتهم الأم ويسمح للطلاب الجنوبيين بإكمال دراستهم بالجامعات الشمالية الحكومية وفي حال الانتقال النهائي إلى دولة جنوب السودان تسلم نسخة معتمدة من سجلاتهم الأكاديمية لوزارة التعليم العالي والتكنلوجيا بجنوب السودان على أن تسلم نسخة معتمدة من السجلات الأكاديمية للطلاب الخريجين بالجامعات الشمالية الحكومية ما عدا الجامعات الأربع سالفة الذكر لوزارة التعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا بجنوب السودان، كما نصت على أن الطلاب الجنوبيين الذين يدرسون بجامعات ومعاهد التعليم العليا المختلفة بجمهورية السودان الراغبين في الإستمرار في الدراسة بالسودان بعد التاسع من أبريل 2012م يعاملون معاملة الطلاب السودانيين من حيث الرسوم الدراسية وحسب شروط قبول التعليم الوافدين بحكومة السودان، وتم الاتفاق على أن تسلم ملفات الأساتذة والعاملين الشماليين في الجامعات الجنوبية الأربع والتي تم نقلها الى جنوب السودان لوزارة التعليم العالي بحكومة الجنوب، وأن تشكل لجنة فنية مشتركة من المسئولين بالدولتين تجتمع في جوبا والخرطوم بالتناوب مرة واحدة كل عام على الأقل لمتابعة تنفيذ الاتفاقية ورفع توصياتها لمعالجة أوجه القصور. وأكد د. خميس كندة كجو وزير التعليم العالي والبحث العلمي خلال الاحتفال بتوقيع الاتفاقية أهمية الاتفاقية فى تطوير العلاقات الأكاديمية والعلمية بين البلدين، وأن تكون فاتحة خير لعلاقات طيبة. وقال: حسب وعدنا لطلاب جامعة بحري حسمت الاتفاقية المشاكل العالقة في ملف التعليم العالي خاصة مشكلة طلاب بحري والذين قضوا (50%) بالجامعات الجنوبية يمنحون شهادات الجامعات الأم، وأكد أن الاتفاقية تضمنت حلولا إيجابية. من ناحيته، أكد د. بيتر أدوك وزير التعليم العالي والعلوم والتكنلوجيا بحكومة الجنوب أنه بتوقيع الاتفاقية سيتواصل المشوار في مجال التعليم العالي بالاتفاق الذي يرضي الدولتين. وفي سياق آخر، طالب د. حسن عباس مدير جامعة أم درمان الإسلامية بإعادة جامعة أم درمان الإسلامية فرع جوبا والتي توقفت منذ فترة. إلى ذلك، أكد السفير عوض الكريم الريح القائم بأعمال سفارة السودان بجوبا أن توقيع مذكرة التعليم العالي بين دولتي السودان يمهد لإنتقال لملفات الأساتذة والطلاب الشماليين بالجنوب ورصفائهم الجنوبيين بصورة سلسة، وقال ل (الرأي العام) أمس، إن المذكرة تفتح المجال أمام الطلاب الجنوبيين الراغبين في الاستمرار بالجامعات الشمالية، وأشار إلى أن المذكرة وفرت (100) منحة دراسية للطلاب الجنوبيين بالشمال، إضافة إلى انها تفتح المجال للتعاون الأكاديمي المتمثل في عقد الندوات والسمنارات، بجانب دفعها الطرفين للإسراع في تنفيذ المذكرة السابقة الموقعة بشأن التعليم العام، ولفت إلى ضمان السودان للطلاب الجنوبيين ممن درسوا المنهج السوداني، الاستمرار لمدة (3) سنوات، وتوقع جلوس أعداد من الطلاب الجنوبيين لإمتحانات الشهادة المقبلة. إلى ذلك، قالت السفيرة روزاليند مرسيلاند مبعوثة الاتحاد الاوروبى للخرطوم وجوبا، فى حوار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في القاهرة أمس، إن السودان يحتل أولوية كبيرة فى اهتمامات الاتحاد، وأكدت مساندتهم للمباحثات الجارية بين دولتى السودان بأديس أبابا ودعمه فنياً ومالياً وسياسياً. وأشارت المبعوثة لعدم مبالاة الاتحاد الأوروبى بمن يحكم السودان بقدر ما يهمه الاستقرار والسعى إلى إيجاد سياسة أكثر شمولية تتضمن حريات وحقوق مدنية ومشاركة وتنوع في الاقتصاد، وكشفت عن إبلاغهم رسائل واضحة لكل من حكومتى السودان وجنوب السودان.
